أفريقيا برس – المغرب. تحولت صفحات هيئات مغربية تستمد اسمها ووجودها من دعم الشعب الفلسطيني، على مواقع التواصل الاجتماعي، إلى مزار يومي لرواد الفيسبوك، الذين يحرصون على استنشاق هواء القضية من خلال تلك المنشورات المتنوعة التي تسلط الضوء على جرائم إسرائيل في غزة وغيرها من المناطق المحتلة.
من جهتها، تواظب تلك الصفحات الرسمية لهيئات مثل “الجمعية المغربية لمساندة الكفاح الفلسطيني”، و”الجبهة المغربية لدعم فلسطين وضد التطبيع”، و”مجموعة العمل الوطنية من أجل فلسطين”، و”الهيئة المغربية لنصرة قضايا الأمة”، على نشر كل مستجد يتعلق بالحرب الوحشية التي يتعرض لها الشعب الفلسطيني في غزة، مع التركيز على عامل التوعية بأهمية دعم القضية بكل الوسائل المتاحة من المشاركة في المسيرات إلى الكتابة والرد على أكاذيب إسرائيل، مروراً بمقاطع فيديو توضح صمود الفلسطينيين في وجه الهمجية الصهيونية وغيرها من مشاهد البسالة الشعبية في مواجهة آلة جهنمية للقتل والإبادة.
ويدخل الغضب المغربي جمعته رقم 19، حيث نظمت “الهيئة المغربية لنصرة قضايا الأمة”، جمعة غضب جديدة، تنديداً باستمرار المجازر في حق الفلسطينيين منذ أكثر من أربعة أشهر، ولتجديد المطالبة بإسقاط التطبيع.
الجبهة اختارت شعار “أوقفوا اجتياح رفح… ارفعوا الحصار”، من أجل التأكيد على أن أي شبر من أرض فلسطين السليبة هو جزء من قلب الأمة العربية، وكانت الاحتجاجات وسيلة المشاركين في التظاهرات التي وزعت عبر عدد من المدن المغربية كما جرت العادة كل جمعة.
وأوضحت الهيئة في بيان جمعة الغضب 19، أن الاحتجاجات تأتي استنكاراً لمسلسل التقتيل ومحاولات التهجير والإبعاد القسري الهمجي في حق أهل غزة من طرف الكيان الصهيوني الهمجي المدعوم من طرف أمريكا راعية الإرهاب، واحتجاجاً على استهداف المستشفيات والمساجد والبنى التحتية، وعلى الصمت العربي والدولي الرسمي”.
وأوضحت أن فعاليات الحراك التضامني المغربي مستمرة من خلال جمعات الغضب، للتنديد بما خلفته حرب الإبادة من آلاف الشهداء، أغلبهم من الأطفال والنساء، في أكبر مجزرة يعرفها العالم وتتابعها المؤسسات الدولية التي تقف أمامها عاجزة ومتواطئة.
وعلى صفحتها، نشرت الهيئة كلمات ألقيت في المهرجان الخطابي التضامني الختامي لذكرى أيام الإسراء والمعراج، ومنها ما قاله رئيسها عبد الصمد فتحي، الذي أكد أن “طوفان الأقصى قدمت فيه المقاومة بطولات وتضحيات، وسطرت ملاحم، وقامت بالواجب عندما تخاذل الكل عن القيام به دفاعاً عن الأقصى والأسرى وحقوق الشعب الفلسطيني قاطبة”، وأضاف: “ما يقع اليوم على أرض غزة هو منتهى العلو والفساد، تقتل النساء والأطفال ويعرى الرجال، يتم تجويع شعب بكاملة وتعطيشه”، ليخلص إلى أن “ما يقع هو محاولة تطهير عرقي وإبادة جماعية لهذا الشعب”.
وارتباطاً بتخليد ذكرى الإسراء والمعراج، كان لبعض الأقلام المغربية مساهمة في هذا الباب، وربطها بما يجري حالياً في الأرض الفلسطينية السليبة، ومنها ما كتبه نور الدين قربال حول “المفهوم المتجدد لمعاني الإسراء والمعراج”.
وحسب الكاتب، فإن “ظلال معجزة الإسراء والمعراج، رسالة قوية إلى الأمة وكل الأحرار والشرفاء لمضاعفة المجهودات للحفاظ على هذه المقدسات التي هي أمانة في عنقنا إلى يوم القيامة”، وأضاف موضحاً: “لقد صلى الرسول عليه الصلاة والسلام بالأنبياء بما فيهم أنبياء بني إسرائيل عليهم السلام، وكل الأنبياء والرسل يؤمنون برسالة الإسلام، والمحتل خان التزامات الأجداد ومعتقداتهم، وغيّروا وبدّلوا حتى أصبحوا همجاً وعالة على العالمية”.
وأشار في ختام مقاله إلى أن معجزة الإسراء والمعراج “تصحح مفهوم الريادة والمكانة”، لأن “المسجد الحرام والمسجد الأقصى والمسجد النبوي محاور حضارية للأمة وقوة إشعاعية للإنسانية جمعاء”، كما أنها “معجزة تصحح التاريخ المنحرف، وتنتصر للتاريخ الموضوعي، والذكرى تنفع الجميع”، باختصار هي “معجزة تبرز الشرعية للقدس، وللحقوق المغتصبة من قبل الاحتلال الصهيوني”، كما أنها “هدية من السماء في ظل انسداد الأفق الدعوي وخريطة طريق مادية ومعنوية في الترقي في سلم التزكية بين معارج إياك نعبد وإياك نستعين. معجزة من أجل تحرير كل الجغرافيات المغتصبة من قبل الكيان الصهيوني الذي يسعى في العالم فساداً. والإسراء والمعراج معجزة توحي بزوال الاحتلال الصهيوني لأنه مغتصب لأرض لا جمل ولا ناقة له فيها”.
دائماً في سياق تفاعل النخبة المغربية المتواصل مع حرب الإبادة التي تقترفها إسرائيل في حق الشعب الفلسطيني، هناك بعض الفنانين والمثقفين الذين فضلوا رسالة من نوع خاص، اغتنموا مناسبة “عيد الحب” وأعلنوا دعمهم ليوم فلسطين بدل يوم “فلانتين”، وتقاسموا لوحة معبرة ظهر فيها العلم الفلسطيني بصباغة زيتية وقد سال الجزء الأحمر منه دلالة على الدماء.
اللوحة المذكورة تصدرت نسبة المشاركة في يوم الحب، وصارت فلسطين أيقونة للمحبة الإنسانية الصافية والصادقة التواقة إلى الحرية والانعتاق من العنصرية والاحتلال، وحرصت صفحات في مواقع التواصل الاجتماعي، ومجموعات على الواتساب تعود لصحافيين وأخرى لمثقفين وثالثة لفنانين، على تخصيص عيد الحب لعشق فلسطين وغاب فلانتين في ثنايا الوجع.
يمكنكم متابعة المزيد من أخبار و تحليلات عن المغرب اليوم عبر موقع أفريقيا برس