في ظل توتر علاقاته مع مدريد وباريس وبرلين.. المغرب يراهن على كسب دعم الجناح الشرقي للاتحاد الأوروبي

7
في ظل توتر علاقاته مع مدريد وباريس وبرلين.. المغرب يراهن على كسب دعم الجناح الشرقي للاتحاد الأوروبي
في ظل توتر علاقاته مع مدريد وباريس وبرلين.. المغرب يراهن على كسب دعم الجناح الشرقي للاتحاد الأوروبي

أفريقيا برس – المغرب. يتجه المغرب إلى تنويع علاقاته في الاتحاد الأوروبي بالبحث عن شركاء جدد بدل الشركاء التقليديين مثل فرنسا وإسبانيا، حيث تجمعه معهما علاقات شائكة خلال السنة الأخيرة.

ويراهن المغرب في هذا الصدد على دول أوروبا الشرقية مثل بولونيا وهنغاريا وجمهورية التشيك وسلوفاكيا، أي مجموعة “فيشغراد” والتي حصل منها على تفهم كبير في نزاع الصحراء الغربية.

وحضر وزير الخارجية المغربي ناصر بوريطة اجتماع وزراء خارجية مجموعة “فيشغراد” في بودابست الثلاثاء، حيث جرى الاتفاق على أجندة أمنية، وهي محاربة الهجرة غير القانونية وكذلك الإرهاب والجريمة المنظمة. وركزت تغريدة المجموعة في تويتر على دور المغرب في وحماية حدود أوروبا من الإرهاب والهجرة كذلك. واقترحت الرباط رفع التعاون من زاوية أن المغرب يعد بوابة إفريقيا لهذه الدول وهي تعتبر منصة لأوروبا الشرقية والوسطى.

وحصل المغرب على دعم في قضاياه الرئيسية، وهي تفهمٌ أكبر لموقف الرباط من نزاع الصحراء، ودعم استئناف ضد الحكم الذي أصدرته المحكمة الأوروبية العامة بإلغاء اتفاقية التجارة والصيد البحري بين المغرب والاتحاد الأوروبي بسبب مياه الصحراء الغربية.

ويراهن المغرب على دول “فيشغراد” للحصول على دعم كبير وسط الاتحاد الأوروبي، في ظل توتر العلاقات مع شركائه الرئيسيين مثل فرنسا وإسبانيا. وتمر العلاقات مع البلدين المذكورين بأزمات مفتوحة على خلفية موقف مدريد من نزاع الصحراء الغربية التي تؤيد مساعي الأمم المتحدة دون غيرها، وعارضت موقف الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب الذي اعترف بسيادة المغرب على الصحراء. كما تمر علاقات المغرب بتوتر مع فرنسا؛ بسبب ما تعتقده باريس من قيام الرباط بالتجسس على مسؤوليها ومنهم الرئيس إيمانويل ماكرون. وسجلت علاقات المغرب مع دول أوروبية أخرى توترا بمستويات مختلفة مثل حالة ألمانيا ثم هولندا وبلجيكا؛ بسبب ملفات مختلفة منها حراك الريف والصحراء والهجرة.

ومن عناوين الأزمة التي تمر منها العلاقات بين المغرب وشركائه التقليديين في الاتحاد الأوروبي، هو توقف تبادل الزيارات بين مسؤولين مغاربة وأوروبيين، علما أنه في الماضي كانت الزيارات لا تتوقف خاصة بين المغرب مع فرنسا وإسبانيا.

وكان المغرب قد صرح في عدد من المناسبات بالتفكير في البحث عن شركاء جدد، ومن هذه التصريحات تلك التي صدرت عن وزير الخارجية ناصر بوريطة في لجنة العلاقات الخارجية للبرلمان المغربي الشهر الماضي بقوله: “علينا التحرر من ابتزاز الاتحاد الأوروبي وأن أي اتفاق في المستقبل مع الاتحاد الأوروبي يجب أن يحترم السيادة المغربية على الصحراء”.

وتبقى الخطوة المثيرة هي الرهان على تعزيز العلاقات مع دول أوروبا الشرقية ودول وسط الاتحاد الأوروبي، كما هو الشأن في حضور قمة “فيشغراد” والغياب عن قمة “الاتحاد من أجل المتوسط” التي احتضنتها برشلونة الإسبانية منذ أسبوعين.

وتأسست مجموعة “فيشغراد” سنة 1991 وسطّرت كهدف وقتها الانضمام إلى الحلف الأطلسي والاتحاد الأوروبي، وهو ما حصل لاحقا. وتحاول هذه المجموعة التأثير في قرارات الاتحاد الأوروبي سواء في الهجرة أو القضايا الخارجية، حيث تتبنى خطّا محافظا في سياساتها، وتميل إلى الولايات المتحدة، ودخلت في صراعات مع الشطر الغربي للاتحاد الأوروبي وخاصة فرنسا وألمانيا حول ملفات الهجرة.

وكان الاعتقاد السائد أن هذه الدول وخاصة هنغاريا وبولونيا ستكون من الأوائل التي ستتبع خطوات الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب وتعترف بسيادة المغرب على الصحراء، لكنها لم تفعل.

في غضون ذلك، يحدث عكس ما صرح به وزير الخارجية بوريطة “بالتحرر من ابتزاز الاتحاد الأوروبي”، وذلك بالرهان على الجناح الشرقي للاتحاد الأوروبي في مواجهة الجناح الغربي.

يمكنكم متابعة المزيد من أخبار و تحليلات عن المغرب اليوم عبر موقع أفريقيا برس