مسيرة الجمعة في نواكشوط عنوانها «غزة: صمود وثبات» والتبرع المالي يزداد والإغاثة تتواصل بتوزيع آلاف أرغفة الخبز

7
مسيرة الجمعة في نواكشوط عنوانها «غزة: صمود وثبات» والتبرع المالي يزداد والإغاثة تتواصل بتوزيع آلاف أرغفة الخبز
مسيرة الجمعة في نواكشوط عنوانها «غزة: صمود وثبات» والتبرع المالي يزداد والإغاثة تتواصل بتوزيع آلاف أرغفة الخبز

أفريقيا برس – المغرب. الصمود والثبات”، عنوان مسيرة الجمعة التي كانت من أكبر المسيرات التي ينظمها الموريتانيون منذ أشهر انتصاراً لغزة، بالنظر بحجمها ونوعية وتنوع المشاركين فيها.

وأكدت الهيئات الشعبية الداعمة للحق الفلسطيني أن هذه المسيرة منظمة بمناسبة مرور 450 يوماً على مواصلة الشعب الفلسطيني لصموده وتحليه بإيمانه في مواجهة حرب الإبادة التي يشنها العدو الصهيوني المحتل بالتعاون المعلن مع الولايات المتحدة الأمريكية.

وقد تركزت شعارات المسيرة على التنديد الشديد بما سماه المحتجون “الدعم الأمريكي للكيان الصهيوني ومشاركته في جرائمه الإرهابية في حق أهلنا في فلسطين ولبنان”.

وشارك في المسيرة عدد كبير من الأئمة والعلماء والسياسيين ونشطاء المجتمع المدني، الذين عبروا عن تضامن الموريتانيين جميعهم مع الشعب الفلسطيني في وجه العدوان المستمر والحصار المفروض على قطاع غزة.

وأقسم خطباء المسيرة التي انطلقت من الجامع الكبير بعد أن انضم لها المصلون من مساجد وجوامع العاصمة الأخرى صوب مندوبية الأمم المتحدة، على ألا يضعوا لأمة الاحتجاج وألا يتوقفوا عن استنكار المجازر المقترفة في فلسطين ولبنان، إلى أن يتحقق النصر القادم”.

وفي كلماتهم خلال المسيرة، ندد الخطباء بـ”حرب الإبادة” التي يشنها الاحتلال الإسرائيلي على غزة، مشيرين إلى تواطؤ بعض القوى الكبرى وصمت المجتمع الدولي، وهو ما وصفوه بالسبب الرئيسي لاستمرار معاناة الفلسطينيين.

وأكدوا على ضرورة أن تتخلى الأمة الإسلامية عن خنوعها وتقاعسها وأن تنهض لدعم الفلسطينيين بكل السبل المتاحة، ولمواجهة الاحتلال.

ورفع المشاركون لافتات تضمنت شعارات مناصرة لفلسطين، وداعية إلى كسر الحصار المفروض على القطاع.

كما شدد الأئمة على أهمية ترجمة الشعارات إلى أفعال، من خلال تقديم الدعم المادي والمعنوي لصمود أهالي غزة.

وأجمع المشاركون في المسيرة على أن غزة ليست فقط رمزًا للصمود، بل هي قضية الأمة الإسلامية والإنسانية جمعاء.

ودعوا الحكومة الموريتانية والمؤسسات الدولية إلى تحمل مسؤولياتها والضغط على الاحتلال لوقف جرائمه وتحقيق العدالة للشعب الفلسطيني.

وفي سياق متصل، حث المنظمون المشاركين وكل محبي الخير على التبرع لدعم صمود أهالي غزة الذين يعيشون أوضاعًا إنسانية صعبة جراء العدوان والحصار. وأكدوا أن التبرعات، مهما كانت بسيطة، يمكن أن تحدث فرقًا كبيرًا في حياة العائلات المتضررة، التي تعاني من نقص حاد في الغذاء والماء والدواء، فضلًا عن تهدم المنازل وفقدان مقومات الحياة.

وشدد المتحدثون في المسيرة على أن التضامن مع غزة يجب أن يتجاوز الشعارات إلى أفعال ملموسة، من خلال دعم صمود أهلها ومواصلة الجهود لنصرة القضية الفلسطينية العادلة.

كما دعا العلماء الجميع إلى التحرك العاجل لدعم غزة، مشيرين إلى قول الله تعالى: “وما تقدموا لأنفسكم من خير تجدوه عند الله هو خيرًا وأعظم أجرًا”.

وفي وقت تتعالى فيه الدعوات لإنهاء العدوان الإسرائيلي ورفع الحصار عن غزة، يبعث الموريتانيون عبر هذه المسيرات المنتظمة، برسالة أمل وصمود إلى أشقائهم في فلسطين، مؤكدين أن أحرار وشرفاء العالم العربي والإسلامي يقفون بجانبهم، وأن النصر والعدالة هما الغاية الحتمية لكل شعب يسعى للتحرر والكرامة.

وفي ظل المأساة الإنسانية التي تعصف بغزة نتيجة حرب الإبادة التي تشنها قوات الاحتلال الإسرائيلي، بدعم أمريكي، تتزايد الجهود الشعبية والرسمية للتضامن مع أهالي القطاع، حيث كان للشعب الموريتاني حضور مميز ومشرف في هذا المجال.

وقد تجلى هذا التضامن في العديد من المبادرات الإغاثية الملموسة التي قادتها مؤسسات وأفراد موريتانيون لدعم صمود الشعب الفلسطيني.

وفي هذا السياق، أعلن المنتدى الإسلامي الموريتاني عن مواصلة توزيع أكثر من 5400 رغيف خبز على مئات الأسر في شمال قطاع غزة، بتبرع كريم من جمعية أم المساكين الخيرية، وذلك في ظل الظروف الكارثية التي يواجهها السكان بسبب الحصار والتهجير والتضييق الشديد على دخول المواد الإنسانية.

كما وصلت إلى المنتدى تبرعات مجموعة أهل “بارك الله الواتسابية لدعم الشعب الفلسطيني”، بمبلغ 28 مليونًا و400 ألف أوقية قديمة (حوالي 71000 دولار). وعكست هذه التبرعات المقدمة من شعب فقير حجم الإيثار ومستوى التضامن الشعبي وحرص الموريتانيين على تقديم كل ما في وسعهم لنصرة إخوانهم في غزة.

وفي جانب آخر من الجهود الإغاثية، قام المنتدى الإسلامي الموريتاني بتوزيع كسوات الشتاء على العشرات من أبناء الشهداء في قطاع غزة، بتمويل كريم من منبر الثلاثاء الدعوي بقرية بوحديده الواقعة بولاية لبراكنة وسط موريتانيا.

وقد جاءت هذه المبادرة في وقت حرج، حيث يواجه سكان غزة برد الشتاء القارس في ظل فقدان المأوى وندرة المواد الأساسية.

ولا تقتصر هذه المبادرات على تقديم الدعم المادي فقط، بل تعكس أيضًا روح التضامن الإنساني العميق والانتماء العروبي والإسلامي الذي يربط الشعب الموريتاني بقضية فلسطين.

يمكنكم متابعة المزيد من أخبار و تحليلات عن المغرب عبر موقع أفريقيا برس