أفريقيا برس – المغرب. أدانت حركة المقاطعة «بي دي أس» المغرب، استمرار سماح السلطات المغربية بعبور سفن يشتبه بأنها تحمل تجهيزات عسكرية موجهة للاحتلال الإسرائيلي عبر الموانئ المغربية، وفي مقدمتها ميناء طنجة المتوسط.
وأوضحت الحركة أن هذا «التواطؤ» يأتي في وقت تتصاعد فيه المطالب الشعبية عبر مختلف القارات بفرض حظر عسكري شامل على الكيان المحتل، بالتزامن مع تحرك عشرات القوارب ضمن «أسطول الصمود» لكسر الحصار المفروض على غزة.
وكشفت «بي دي أس المغرب» أن سفينة الشحن «Maersk CHICAGO» أبحرت من ميناء هيوستن الأمريكي يوم الأحد 31 آب/ أغسطس 2025، وهي تحمل شحنة عسكرية موجهة إلى شركة «الصناعات الجوية الإسرائيلية»، تضم صندوقين يحتويان على أجزاء من أجنحة طائرات F-35، وفقاً لبوليصة الشحن رقم 258475263، لصالح شركة «لوكهيد مارتن» الأمريكية.
ومن المرتقب، حسب البيان، أن تصل السفينة إلى ميناء طنجة المتوسط يوم 15 أيلول/ سبتمبر الجاري، حيث ستُفرغ حمولتها، على أن يُعاد شحنها لاحقاً عبر سفينة أخرى تحمل اسم «NYSTED Maersk»، التي من المقرر أن ترسو بميناء الدار البيضاء يوم 23 أيلول/ سبتمبر، لتعود إلى طنجة في 27 أيلول/ سبتمبر لنقل الشحنة إلى ميناء حيفا بالأراضي الفلسطينية المحتلة.
ويرى نشطاء أن هذه العملية ليست حالة معزولة، بل تأتي ضمن سلسلة من الشحنات المماثلة، حيث سبق لسفينة «Maersk CHICAGO» أن شاركت في نقل أكثر من 180 شحنة موجهة لوزارة دفاع الاحتلال، تضم معدات عسكرية متنوعة تشمل أجزاء طائرات ومدرعات وناقلات جند وأسلحة، عبر ميناء طنجة المتوسط بعد أن منعتها السلطات الإسبانية من الرسو في ميناء الخزيرات.
أما سفينة «nysted maersk»، فقد تورطت بدورها في نقل عدة شحنات عسكرية نحو الاحتلال، بما في ذلك أجنحة طائرات F-35، عبر موانئ مغربية، خاصة بعد أن منعتها السلطات الإسبانية كذلك من الرسو في موانئها.
واستنكرت «بي دي أس المغرب» بشدة مواصلة السلطات المغربية فتح موانئها أمام سفن شركة «Maersk» الدنماركية، التي أصبحت «جزءاً من شبكة الإمداد العسكري التي تغذي آلة الحرب الإسرائيلية ضد الشعب الفلسطيني»، وفق تعبير البيان.
واعتبرت الحركة أن هذا «التورط» – حسبها – يُحمّل الدولة المغربية مسؤولية قانونية مباشرة بموجب القانون الدولي، وخصوصاً اتفاقية منع جريمة الإبادة وقرارات محكمة العدل الدولية، التي تلزم الدول بعدم تسهيل الإمدادات العسكرية لدول ترتكب جرائم حرب.
وجددت دعوتها للسلطات المغربية إلى اتخاذ موقف واضح بمنع عبور السفن المتورطة في نقل العتاد العسكري للاحتلال، احتراماً للإرادة الشعبية الرافضة للتطبيع، وللالتزامات الدولية للمملكة. كما طالبت بكشف علني لمحتوى الشحنات التي تمر عبر الموانئ المغربية، ووجهتها النهائية، تفادياً لتحمّل الدولة تبعات قانونية دولية.
وفي هذا السياق، دعا البيان عمال الموانئ إلى مقاطعة سفن»Maersk»، ورفض تفريغ أو شحن حمولاتها، والانخراط في الحملة العالمية لوقف تدفق الأسلحة إلى الاحتلال الإسرائيلي.
كما ناشدت الحركة مختلف القوى الحية في المغرب إلى تصعيد العمل الشعبي والسياسي والنضالي لإسقاط اتفاقيات التطبيع ووقف كل أشكال التعاون العسكري والأمني مع الاحتلال.
واختتمت الحركة بيانها بالتأكيد على أن التاريخ سيسجل المواقف بين من اختار خدمة آلة الإبادة، ومن وقف إلى جانب العدالة والحق، محذرة من أن «التواطؤ» في جرائم ضد الإنسانية يُسجل ويُحاسب عليه، ولا يمكن محوه أو التغاضي عنه.
ويرى مراقبون أن هذه الواقعة تأتي ضمن سلسلة أحداث مماثلة، ورددوا ادعاءات تفيد بأن موانئ مغربية شهدت استقبال سفن إسرائيلية أو أخرى تنقل معدات موجهة للجيش الإسرائيلي، ما يثير «تساؤلات حول مدى التزام السلطات المغربية بالتزاماتها القانونية والأخلاقية»، حسب النشطاء.
ولم يتسن التأكد من صحة هذه المزاعم، خاصة إزاء الصمت الذي تلتزم به سلطات الرباط إزاء الموضوع.
وشهدت مدينة طنجة شمال المغرب، مؤخراً، مسيرة حاشدة شارك فيها مئات المواطنين من مختلف الأعمار، رجالاً ونساء، تضامناً مع الشعب الفلسطيني في مواجهة حرب الإبادة الإسرائيلية، واحتجاجاً على ما تردّد من أنباء حول رسوّ سفينة شحن دولية آتية من الولايات المتحدة في ميناء طنجة المتوسطي، يُشتبه أنها تحمل معدات عسكرية في اتجاه إسرائيل، وفق ما ذكرت هيئات حقوقية مدنية.
وجاب المتظاهرون شوارع المدينة وهم يرفعون الأعلام الفلسطينية إلى جانب العلم المغربي، ويلتحفون بالكوفية الفلسطينية، مردّدين هتافات من بينها: «تحيا فلسطين وتسقط الصهيونية»، و»الحرية لفلسطين والموت لإسرائيل»، و»غزة شعب الجبارين، نصروا الأقصى ونصروا الدين».
يمكنكم متابعة المزيد من أخبار و تحليلات عن المغرب عبر موقع أفريقيا برس