أفريقيا برس – المغرب. قرر حزب «الحركة الشعبية» المعارض أن يفاجئ الحكومة بتخصيص يوم الجمعة 13 كانون الثاني/ يناير، عطلة مؤدى عنها يستفيد منها كافة موظفيه ومستخدميه في مختلف مقراته. القرار المعلن عنه جاء في طيات الإعلان عن حفل فني ينظم غداً السبت بالقاعة الكبرى لمقر الحزب في العاصمة الرباط.
وقال الحزب المعارض في تقديمه للحفل الفني، إنه سعياً منه لترسيم فاتح السنة الأمازيغية عيداً وطنياً وعطلة رسمية مؤدى عنها، قرر منح أطر وموظفي وموظفات الحزب عطلة مؤدى عنها، وذلك اليوم الجمعة المتزامن مع فاتح السنة الأمازيغية.
وأشار في التقديم نفسه إلى أن هذا القرار يهم الكتاب الجهويين والإقليميين للحزب قصد تفعيله.
وقبل دباجة القرار، أعلن الحزب المعارض عن بعض ملامح الحفل الفني بالمناسبة، موضحاً أنه سيتم افتتاحه بكلمة ترحيبية للأمين العام، محمد أوزين، تليها كلمة أخرى للباحث الأمازيغي والفاعل الحقوقي أحمد عصيد، وكلمات أخرى في السياق نفسه، إلى جانب وصلات فنية للفرق المشاركة.
واعتمد حزب «الحركة الشعبية» عنصر المفاجأة في قراره هذا، بعد أن انتقد تردد الحكومة في اعتماد فاتح السنة الأمازيغية عيداً وطنياً وعطلة رسمية مؤدى عنها. وليس الحزب صاحب شعار «السنبلة» وحده من يوجه انتقاده للحكومة بخصوص هذا الموضوع المثير للجدل، بل نجد أحزاباً أخرى معارضة خلال الولاية الحالية عبرت عن مواقفها الداعمة لترسيم العطلة احتفالاً بالسنة الأمازيغية الجديدة.
وفي ذلك نجد بياناً صادراً عن «منظمة النساء الاتحاديات» التابعة لحزب «الاتحاد الاشتراكي» المعارض، وحمل كعنوان له «من أجل ترسيم السنة الأمازيغية وإقرار 13 كانون الثاني/ يناير عطلة رسمية مؤدى عنها». ووفق بيان المنظمة النسائية، فقد «كان وسيظل إحياء ليلة رأس السنة الأمازيغية مؤشراً من مؤشرات عديدة على مساهمة الحضارة الأمازيغية في تطور الثقافات والحضارات من بوابة ابتداع شكل متفرد من التقويم السنوي، خصوصاً في ظل ربط هذا التقويم بالأرض باعتبارها مرجعاً يحدد رؤية الإنسان الأمازيغي للكون، وتفاعله مع الطبيعة الحاملة للبعد الثقافي والمادي على حد سواء».
وحمل البيان نفسه، تعبير المنظمة النسائية عن فخرها «بهذا التنوع الثقافي والحضاري»، واغتنمت «المناسبة للوقوف وقفة إجلال واحترام للنساء المغربيات، سليلات هذه الثقافة التي أولت المرأة مكانة اعتبارية، وأعطت لمفهوم المساواة دلالة فعلية في الحقوق والواجبات، ولم تنظر للنساء يوماً بدونية أو انتقاص».
حديث «منظمة النساء الاتحاديات» عن موضوع المرأة، كان مناسبة لها للتطرق في بيانها إلى مدونة الأسرة «ونحن على أبواب التعديلات»، وذلك «تبعاً للخطاب الملكي الأخير بمناسبة ثورة الملك والشعب».
ونبهت المنظمة في سياق مطالب ترسيم السنة الأمازيغية، «إلى ضرورة استحضار مقومات الهوية المغربية في الوثيقة المرتقبة، التي يجب أن تتضمن إدماجاً للقيم والتجارب والممارسات الأمازيغية، الحافلة بمعاني المساواة، والكرامة، وتثمين دور النساء في خلق الثروة والمحافظة على التماسك الأسري والمجتمعي والوطني».
وعادت المنظمة إلى التعبير عن دعمها «اللامشروط لكل مطالب ترسيم السنة الأمازيغية»، كما شددت على ضرورة جعل يوم 13 كانون الثاني/ يناير، «عطلة رسمية مؤدى عنها، وتسجيل الاحتفالات والطقوس المرافقة له باعتبارها إرثاً وطنياً لا مادياً، وإقرار ميزانية خاصة من وزارة الثقافة والتواصل لدعم وصيانة والحفاظ على هذا الموروث الوطني، ودعوة وزارتي التربية الوطنية والتعليم العالي إلى حث المؤسسات التعليمية والجامعية للاحتفاء به».
ويسجل العديد من المراقبين تردد الحكومة المغربية في إقرار السنة الأمازيغية عيداً وطنياً، رغم أن رئيسها عزيز أخنوش، والعديد من وزرائها، ينتمون إلى المناطق الأمازيغية، خاصة جنوب البلاد.
يمكنكم متابعة المزيد من أخبار و تحليلات عن المغرب اليوم عبر موقع أفريقيا برس