افريقيا برس – المغرب. في واقعة غريبة لم يشهدها العمل الديبلوماسي من قبل، ادعت سفارة الجزائر في المجر وسلوفينيا، مشاركة السفير الجزائري علي مقراني، في ندوة افتراضية، مستعينة بـ”الفوطوشوب” لازالة صورة سفيرة المغرب في المجر كريمة قباج، التي نظمت اللقاء، وتعويضها بصورة السفير الجزائري.
نشرت السفارة الجزائرية عبر صفحتها بموقع التواصل الاجتماعي فايسبوك، الأربعاء 26 ماي 2021، تدوينة ادعت من خلالها مشاركة ممثل الجزائر مع عدة مسؤولين في اجتماع نظم الثلاثاء حول اتفاقية التجارة الحرة الإفريقية وتطوير العلاقات الاقتصادية بين إفريقيا وأوروبا ضمن فعاليات الاحتفال باليوم الإفريقي، المنظم من طرف مجموعة من السفراء الأفارقة المعتمدين في العاصمة المجرية بودابست.
بيد أن ما لم ينتبه إليه “مهندسو” هاته الكذبة الغبية هي أن صورة السفير الجزائري علي مقراني، التي عمدوا إلى لصقها فوق صورة السفيرة المغربية، هي صورة قديمة للسفير سبق له أن نشرها في شهر مارس الماضي.
وشكلت هذه السرقة “الدبلوماسية” موضوعا للسخرية في الجزائر قبل المغرب. حيث تداول رواد مواقع التواصل الاجتماعي صورا حقيقية من الندوة مع مطابقتها بالصورة المفبركة التي نشرتها سفارة الجزائر بالمجر، بالإضافة إلى وثيقة تتضمن أسماء المدعوين إلى هذا اللقاء، والتي بالتأكيد لم تتضمن اسم سفير الجزائر، الذي لم تتم حتى دعوته.
وبعد افتضاح أمر هذه السرقة، لم تجد سفارة الجزائر بالمجر ما تستر به فضيحتها غير حذف المنشور من الصفحة الفيسبوكية، في اعتقاد منها أنها بذلك ستمحو آثار الجريمة. وثيقة تتضمن أسماء المدعوين إلى اللقاء الذي لم يكن سفير الجزائر مدعوا إليه
وما أثار الجدل حقا هو أن صورة كريمة قباج، سفيرة المغرب في المجر، التي تم حذفها، كانت هي من نظمت اللقاء بشراكة مع معهد محلي، بصفتها عميدة السفراء الأفارقة في بودابست. السرقة الدبلوماسية للجزائر شكلت موضوعا للسخرية على مواقع التواصل
ما صدر عن هذا السفير الجزائري ليس غريبا، فليست هذه أول مرة يقدم فيها مسؤولون جزائريون، معروفون بهوسهم اتجاه كل مغربي، على سرقة أشياء مغربية وينسبونها لبلادهم، إذ لجأوا من قبل إلى “سرقة” حتى ما هو تراث مغربي ونسبوه بكل افتخار إلى الجزائر.. فما بالك إن كانت السرقة هاته المرة لا تتطلب سوى تقنية الفوتوشوب!