أفريقيا برس – المغرب. تشهد محاكمة عبد الرحيم إل م، المغربي الهولندي والموظف السابق لدى المنسق الوطني الهولندي لمكافحة الإرهاب والأمن المتهم بـ”التجسس لصالح المخابرات المغربية”، تطورات جديدة قد تغير مسار القضية.
طلبت محكمة روتردام، المسؤولة عن النظر في هذه القضية، الاستماع إلى ياسين المنصوري، رئيس جهاز المخابرات الخارجية للمملكة المغربية (المديرية العامة للدراسات والمستندات)، كشاهد في القضية.
وقد بررت النيابة العامة هذا القرار بالقول إن إل م، الذي اعتُقل في عام 2023 بتهمة تسريب أسرار الدولة، كان لديه “اتصال مباشر مع المنصوري”، وفقًا لما نشرته صحيفة NRC الهولندية. وكانت المحكمة قد أمرت في وقت سابق باستجواب أربعة من عملاء المخابرات المغربية المتهمين بـ”تلقي وثائق سرية” من إل م، والآن يتضح أن المنصوري هو أحد الشخصيات الرئيسية في هذه القضية.
طلب “يائس” وفقًا للخبراء
ومع ذلك، وصف الخبراء الهولنديون طلب المحكمة بأنه “يائس تمامًا”. وصرح الخبير المغربي باولو دي ماس لصحيفة NRC أن من “اللافت جدًا” أن يكون العميل السابق لدى المنسق الوطني الهولندي لمكافحة الإرهاب والأمن،قد أجرى محادثات مع المنصوري. وأضاف دي ماس أن هذه الخطوة قد تؤدي إلى توتر العلاقات و”تؤثر على الروابط بين هولندا والمغرب”.
وبحسب صحيفة NRC، رفض محامي إل م، بارت نويتيغدات، التعليق على إمكانية وأسباب تواصل موكله مع رئيس المخابرات الخارجية المغربية، قائلاً: “لن ندلي بأي تصريحات حول الشهود الذين قد نستمع إليهم”.
يُذكر أن إل م، المقيم في روتردام، اعتُقل في أكتوبر 2023 في مطار سخيبول بأمستردام أثناء توجهه إلى المغرب. ويشتبه المحققون في أنه كان يحمل وثائق دولة سرية في حقائبه. وتزعم النيابة العامة الهولندية أيضًا أن هذه لم تكن رحلته الأولى بمثل هذه المواد، مدعية أن المخابرات المغربية تكفلت بنفقات رحلاته وإقامته في الفنادق.
وفقًا للنيابة العامة، كان إل م يمتلك “120 وثيقة سرية على عدة مفاتيح USB، منها 65 تحتوي على أسرار دولة”. ويُقال إن أحد هذه الملفات كان يتضمن تحليلًا استخباراتيًا من AIVD حول الأنشطة المغربية في هولندا.
نظرًا لخطورة الاتهامات، يبقى إل م رهن الاحتجاز الاحتياطي. وهو ينفي جميع التهم، مؤكدًا للمحكمة أن لديه “سيناريو بديل” لتفسير الاتهامات، ومصرًا على أنه “لم ينتهك أبدًا، على الإطلاق” ثقة صاحب العمل أو زملائه أو الدولة الهولندية.
يمكنكم متابعة المزيد من أخبار و تحليلات عن المغرب عبر موقع أفريقيا برس
