أفريقيا برس – المغرب. يعد اللاعب المغربي الراحل أحمد فرس، واحدا من أهم اللاعبين الذين أنجبتهم كرة القدم المغربية على مر التاريخ، حيث حفر اسمه في ذاكرة جماهير الكرة بفضل مسيرته الكروية الاستثنائية التي امتدت خلال الستينيات والسبعينيات من القرن الماضي. نجم نادي شباب المحمدية والمنتخب المغربي سطّر إنجازات فردية وجماعية جعلته رمزًا للكرة الوطنية. فيما يلي أبرز خمس محطات خالدة في مسيرته.
الكرة الذهبية الإفريقية سنة 1975: أول مغربي يتوّج بالجائزة
في عام 1975، دخل أحمد فرس تاريخ كرة القدم المغربية من أوسع أبوابه عندما تُوّج بجائزة الكرة الذهبية الإفريقية سنة 1975. بهذا الإنجاز، أصبح أول لاعب مغربي يفوز بهذه الجائزة المرموقة، متفوقًا على نجوم كبار من القارة السمراء، في اعتراف صريح بموهبته وتألقه اللافت مع المنتخب ونادي شباب المحمدية.
هذا التتويج لم يكن من فراغ، إنما جاء اعترافا بمسيرته الاستثنائية في موسم 1974-1975، سواء على مستوى ناديه شباب المحمدية أو مع المنتخب الوطني المغربي. فقد تألق بشكل لافت في التصفيات المؤهلة لكأس إفريقيا وكأس العالم، وواصل بروزَه كأحد أبرز المهاجمين في القارة السمراء، بفضل قدرته العالية على التهديف، ورؤيته الجماعية، وروحه القيادية فوق أرضية الملعب.
الفوز بكأس إفريقيا للأمم سنة 1976: التتويج القاري الأبرز
ساهم اللاعب الراحل في التتويج القاري المغربي الوحيد بالنسبة للمنتخب الأول، حيث قاد المنتخب المغربي للتتويج بكأس إفريقيا للأمم في إثيوبيا سنة 1976، وهو اللقب الوحيد في خزائن “أسود الأطلس” حتى اليوم. وكان فرس قائدًا ميدانيًا وهدافًا، وأسهم بشكل مباشر في تحقيق اللقب، مؤكّدًا مكانته كأحد أعمدة الكرة الإفريقية آنذاك.
وكانت بصمة فرس واضحة في هذا الانجاز الفريد للكرة المغربية، حيث سجل الهدف الأول ضد منتخب نيجيريا، في المباراة التي انتهت بثلاثة أهداف لصالح المنتخب المغربي مقابل هدف واحد. كما سجل الهدف الأول ضد المنتخب المصري في المبارة التي انتهت لصالح أسود الأطلس بهدفين مقابل هدف واحد، وأدرك التعادل في ثاني مباريات المغرب ضد نيجيريا، في المباراة التي عرفت تسجيل اللاعب الجزار لهدف الفوز للمنتخب المغربي قبل نهاية المباراة بثلاث دقائق.
الهداف التاريخي للمنتخب المغربي بـ36 هدفًا
كانت أول مشاركة لفرس مع المنتخب المغربي في موسم 1965/1966 إذ استُدعِيَ لمرافقة منتخب الأمل إلى الجزائر لإجراء لقاء ودي معه، وبعد أسبوع أو أسبوعين لعب أول مباراة دولية مع الفريق الوطني الأول ضد سويسرا في مباراة ودية، ليبصم بعد ذلك على مسيرة استثنائية.
ظلّ أحمد فرس لسنوات طويلة الهداف التاريخي للمنتخب الوطني المغربي، برصيد 36 هدفًا في 94 مباراة دولية، وهو رقم قياسي صمد طويلاً، يعكس مدى استمراريته وفعاليته الهجومية على مدى عقد كامل من اللعب مع “أسود الأطلس”. ولا يزال اسمه على قائمة أفضل الهدافين في تاريخ المنتخب.
ويبتعد الراحل فرس في صدارة هدافي أسود الأطلس عن صاحب المركز الثاني صلاح الدين بصير بتسعة أهداف، ويأتي ثالثا حكيم زياش بـ 25 هدفا. وبالإضافة إلى ذلك فاز بفرس بلقب هداف البطولة المغربية سنوات 1969 و1973 برصيد 16 هدفًا في كل مرة.
كما أنه كان الهداف التاريخي للمنتخب المغربي في كؤوس أفريقيا برصيد 6 أهداف في 12 مباراة، ونال لقب هداف دوري القنيطرة بسوريا مع المنتخب المغربي بـرصيد 7 أهداف، وكان أيضا هداف المنتخب المغربي في أولمبياد ميونخ 1972 برصيد 3 أهداف.
ناد واحد ورفض للاحتراف
رغم العروض المغرية التي تلقاها من أندية أوروبية، فضّل أحمد فرس البقاء وفياً لناديه الأم شباب المحمدية. واستمر في الدفاع عن ألوان الفريق حتى اعتزاله سنة 1982.
وطيلة 17 سنة قضاها في صفوف شباب المحمدية (1965–1982)، ترك فرس بصمته كواحد من أعظم هدافي الدوري المغربي، إذ سجّل 232 هدفًا في البطولة الوطنية، وهو رقم يُجسّد عطاءه الاستثنائي واستمراريته على أعلى مستوى.
وقد توّج مسيرته مع الفريق بعدة ألقاب بارزة، أبرزها، الدوري المغربي سنة 1980، وكأس العرش مرتين، سنتي 1972 و1975، وكأس السوبر المغربي عام 1975، والكأس المغاربية للأندية الفائزة بالكؤوس سنة 1973.
فريق الأحلام المغربي
وضع الاتحاد الدولي لتاريخ وإحصاءات كرة القدم الراحل أحمد فرس ضمن تشكيلة فريق الأحلام للمنتخب المغربي لكرة القدم، وتعد هذه التشكيلة تقديرًا رمزيًا لأفضل اللاعبين في تاريخ المنتخب المغربي بناءً على أدائهم وتأثيرهم، سواء على مستوى الأندية أو المنتخب الوطني.
وتضم التشكيلة في حراسة المرمى بادو الزاكي، وفي الدفاع أشرف حكيمي ومهدي بنعطية ونورالدين النيبت، وعبد الكريم الحضريوي. وفي خط الوسط مصطفى حاجي وعبد المجيد الضلمي وعبد العزيز بودربالة، ومحمد التيمومي. وفي الهجوم أحمد فرس بجانب العربي بن مبارك.
يمكنكم متابعة المزيد من أخبار و تحليلات عن المغرب عبر موقع أفريقيا برس