أفريقيا برس – المغرب. شهدت كأس العالم تحت 20 سنة في تشيلي هذا العام إنجازا غير مسبوق للكرة المغربية، بعدما توِّج المنتخب الوطني باللقب للمرة الأولى في تاريخه، مسطرا صفحة جديدة في سجله الكروي.
لكن هذا التتويج لم يكن الحدث الوحيد اللافت، إذ أصبح “الأشبال” أيضا أول منتخب في التاريخ يستخدم بنجاح نظام التحدي بالبطاقة الخضراء الجديد الذي أطلقه الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا)، في خطوة تجريبية نحو مزيد من العدالة التحكيمية.
خلال المباراة النهائية أمام الأرجنتين، لجأ الجهاز الفني للمنتخب المغربي بقيادة المدرب محمد وهبي إلى استخدام البطاقة الخضراء للمرة الثانية في البطولة. فبعد مرور ست دقائق فقط على بداية اللقاء، طالب الطاقم الفني بمراجعة لقطة مثيرة للجدل بعدما وجد ياسر زبيري نفسه وجها لوجه مع الحارس الأرجنتيني.
سدد زبيري الكرة قبل أن يصطدم بالحارس على حدود منطقة الجزاء، ما دفع المغرب إلى المطالبة بركلة جزاء، كما أشار الصحافي الإسباني “فافيل” في تغطيته المباشرة من الملعب.
البطاقة الخضراء: تغيير في قواعد اللعبة
وبعد العودة إلى تقنية “الفار”، تأكد أن الخطأ وقع خارج منطقة الجزاء ببضعة سنتيمترات فقط، ليمنح المغرب ركلة حرة مباشرة. ورغم خيبة الأمل من ضياع ركلة الجزاء، استغل زبيري الفرصة ببراعة ليسجل هدفا رائعا في الزاوية العليا، فاتحا باب التقدم في وقت مبكر.
استخدام وهبي الذكي للنظام الجديد عكس فهما تكتيكيا عميقا لقوانين اللعبة، وساهم في فوز المغرب بنتيجة 2-0 بعد أن عاد زبيري ليضيف الهدف الثاني، مؤكدا أول لقب عالمي للأشبال.
وفي تصريحاته بعد المباراة، قال وهبي بتواضع “سيتحدث الكثيرون عني، لكن الفضل يعود إلى فريقي. صحيح أننا استخدمنا البطاقة الخضراء لصالحنا، لكنها لم تكن قراري وحدي”.
لم يكن هذا النجاح الأول للمدرب المغربي مع النظام الجديد، إذ سبق له أن استخدم البطاقة الخضراء أمام إسبانيا في الدور ربع النهائي، حين منح الحكم ركلة جزاء للمنتخب الإسباني.
رفع وهبي البطاقة فورا مطالبا بالمراجعة، ليقرر الحكم بعد العودة إلى الفيديو إلغاء القرار، ويحافظ المغرب على تقدمه في المباراة التي انتهت أيضاً بفوزه 2-0.
يسمح النظام الجديد للمدربين حق الاعتراض الرسمي على قرارات الحكم من خلال رفع “البطاقة الخضراء” لطلب مراجعة “فار”. ويسمح لكل فريق بتقديم تحديين فقط في كل مباراة، شرط أن يُقبل الاعتراض في حال ثبوت صحة الخطأ التحكيمي. ويهدف هذا النظام إلى تعزيز الشفافية وتقليص الأخطاء دون الإخلال بانسيابية اللعب.
النظام لا يزال في مرحلة تجريبية، حيث اختارته الفيفا ليُختبر لأول مرة في مونديال الشباب تحت 20 سنة، قبل أن يُتخذ قرار نهائي بشأن اعتماده في البطولات الكبرى مثل كأس العالم 2026 ودوري أبطال العالم للأندية.
يمكنكم متابعة المزيد من أخبار و تحليلات عن المغرب عبر موقع أفريقيا برس