جماهير الشيلي تشجع المغرب وتثير غضب الأرجنتين

2
جماهير الشيلي تشجع المغرب وتثير غضب الأرجنتين
جماهير الشيلي تشجع المغرب وتثير غضب الأرجنتين

أفريقيا برس – المغرب. أثارت المباراة النهائية لكأس العالم لأقل من 20 سنة، التي جمعت بين المنتخبين المغربي والأرجنتيني منتصف ليلة أمس الأحد 19 أكتوبر بملعب خوليو مارتينيز برادانوس الوطني في سانتياغو، موجة واسعة من الجدل على مواقع التواصل الاجتماعي في الأرجنتين، بعدما عبّر العديد من المشجعين عن غضبهم من الدعم الكبير الذي حظي به أشبال الأطلس من قبل الجماهير الشيلية.

ورغم أن المواجهة جرت على أرض محايدة، فإن مدرجات الملعب تحولت إلى لوحة حمراء وصيحات تشجيع مغربية، حيث اختار أغلب الحاضرين مساندة المغرب على حساب المنتخب الأرجنتيني الذي خسر اللقاء بهدفين دون رد، ليتوج المغرب لأول مرة في تاريخه بلقب كأس العالم لأقل من 20 سنة.

وقالت إذاعة adnradio الشيلية إنه رغم غياب منتخب الشيلي عن المباراة النهائية، ظلت حماسة الجمهور عالية. منذ الصباح الباكر، بدأ المشجعون بالتوافد إلى الملعب الذي نفدت تذاكره قبل أيام من المباراة.

وأضافت أن الملعب غلب عليه اللون الأحمر، بقمصان المنتخب التشيلي وأندية أونيفرسيداد دي تشيلي وكولو كولو وغيرها، في إشارة واضحة لدعم المنتخب المغربي. وأضافت أنه مع انطلاق المباراة تفاعل الجمهور الشيلي مع الجمهور المغربي وردد شعارات “متحدون، تشيلي والمغرب!”.

وأشار موقع prensafutbol الشيلي إلى أن المباراة شهدت حضور 43.253 متفرجًا، لتُسجّل ثالث أعلى نسبة حضور جماهيري في هذا القرن خلال المباراة النهائية لكأس العالم لأقل من 20 سنة، بعد نهائي البرازيل أمام إسبانيا سنة 2003 55.000 متفرج، والبرازيل أمام غانا 67.814 متفرج.

صيحات استهجان ودعم للمغرب

وقال موقع mdzol الأرجنتيني إن ما جرى قبل انطلاق المباراة النهائية كان “مشهدًا محرجًا للغاية من طرف الجماهير الشيلية”، وواصل فعندما أعلن المذيع الداخلي للملعب عن عزف النشيد الوطني الأرجنتيني، شرع عدد كبير من الجماهير التشيلية في إطلاق صافرات الاستهجان بشكل متواصل، وهو ما سُمع بوضوح في النقل التلفزيوني الرسمي. واستمرت الصافرات طيلة عزف النشيد، بل ازدادت حدتها في نهايته، خصوصًا حين حاول اللاعب خوليو سولير تحفيز زملائه”.

وأضاف الموقع نفسه أنه خلال مجريات اللقاء، تكرّر المشهد؛ إذ قوبلت كل هجمة أرجنتينية بصافرات استهجان من الجماهير التشيلية والمغربية على حد سواء. ولم تسلم حتى الكرات الثابتة أو احتجاجات اللاعبين على الحكم الإيطالي ماوريتسيو مارياني من هذه الصافرات، لاسيما بعد الخطأ الذي ارتكبه سانتينو باربي في الدقائق الأولى، والذي نتج عنه الهدف الأول لصالح المغرب.

فيما قال موقع bolavip الشيلي “وصلت العديد من الشكاوى بسبب الدعم الذي قدمه الجمهور التشيلي للمغاربة بدلًا من الإخوة الأرجنتينيين”، وأعربت معلقة رساضية معروفة في الأرجنتين تدعى لولا ديل كارّيل عن استيائها من الدعم الذي حضي به المنتخب المغربي من الجمهور الشيلي، وقالت “من المذهل كيف يريد الجميع أن تخسر الأرجنتين. من المذهل أن الخطاب دائماً يقول إنهم يساعدوننا”.

وضاعف اللاعب الدولي الشيلي أرتورو فيدال من غضب الجماهير الأرجنتينية، بحسب ما أشار إليه موقع lagaceta الأرجنتيني، بعدما احتفل على حسابه في إنستغرام بالهدف الثاني للمنتخب المغربي، “في خطوة اعتبرها المشجعون الأرجنتينيون استفزازاً جديداً”.

وشارك اللاعب المعروف صورة لشاشة تلفازه في اللحظة التي سجل فيها ياسر زبيري الهدف الثاني، مرفقاً المنشور برموز تعبيرية للتصفيق، وعلم المغرب، ووجه بعيون على شكل قلوب.

ولجأت الجماهير الأرجنتينية إلى مواقع التواصل الاجتماعي، للتعبير عن غضبها، وكتب بعضهم بسخرية: “حين تشعر بالفشل، تذكّر أن هناك تشيليين دفعوا المال ليصفروا ضد الأرجنتين”، وقال آخر “يا للأسف أن تكون تشيلياً”، فيما عبّر آخرون عن حزنهم لأن المنتخب الأرجنتيني لم يجد في المدرجات إلا الأهازيج المغربية.

الصحافة الشيلية تحتفي بأشبال الأطلس

واحتفت الصحافة الشيلية بأشبال الأطلس، ونقلت تصريحاتهم التي أثنو فيها على الدعم الجماهيري الشيلي، ومن بينهم أفضل لاعب في البطولة عثمان معامة، الذي وصفت تصريحه بـ”المؤثر” حين قال “أنا سعيد جدًا… هذا أجمل بلد في العالم. شكرًا للجماهير التشيلية، إنه بلد رائع حقًا”.

كما نقلت تصريحا لمدرب المنتخب المغربي محمد وهبي قال فيه “منذ اليوم الأول كان الجمهور الشيلي معنا. وحتى في الفندق، الطريقة التي استقبلونا بها، وكيف اعتنوا بنا، والمودة التي أظهروها لنا… الشيء الوحيد الذي يمكنني أن أتمنى لهم هو أن يتأهلوا إلى كأس العالم المقبلة سنة 2030 التي ستُقام بعض مبارياتها في المغرب، وأنا واثق أنه إذا لعبوا في المغرب، فسيكون الملعب ممتلئاً بالمغاربة الذين سيشجعونهم”.

وبهذا الفوز في النهائي يكون المغرب قد دخل نادي الدول المتوجة بلقب كأس العالم لأقل من عشرين سنة، علما أن الأرجنتين تظل الدولة الأكثر فوزا بهذا النوع من البطولات، إذ حصدت ستة ألقاب، متبوعة بالبرازيل التي حصدت خمسة ألقاب.

يمكنكم متابعة المزيد من أخبار و تحليلات عن المغرب عبر موقع أفريقيا برس