خطري أدوه لـ”أفريقيا برس”: الصحراء الغربية عازمة على انتزاع حقوقها

31
خطري أدوه لـ
خطري أدوه - عضو الأمانة الوطنية ومسؤول أمانة التنظيم السياسي

أفريقيا برس – الصحراء الغربية. أكد عضو الأمانة الوطنية، مسؤول أمانة التنظيم السياسي خطري أدوه لـ”أفريقيا برس” أن”استئناف الكفاح المسلح في الصحراء الغربية  لفت انتباه المجتمع الدولي من جديد وبقوة الى القضية الصحراوية كقضية تصفية استعمار و أثبت  للعالم أن الصحراويين عازمون على انتزاع حقوقهم”.

كلام خطري أدوه  خلال لقاء مع “أفريقيا برس” عشية اكتمال عام من الكفاح المسلح، وفي جوابه عن سؤال حول ما حققته جبهة البوليساريو خلال سنة من استئناف الكفاح  سياسيا وعسكريا، أكد خطري أدوه  أن “الشعب الصحراوي استرجع زمام المبادرة  بعد ما يقارب 29 عاما من التعاطي غير المجدي مع الامم المتحدة بسبب عدم توفر الإرادة لدى المغرب في ايجاد حل للنزاع على الأسس التي  نصت عليها قرارات الأمم المتحدة ومجلس أمنها بخصوص تصفية الاستعمار من الصحراء الغربية، مشيرا الى الاستجابة السريعة والجدية  لمجلس السلم والأمن على مستوى الاتحاد الأفريقي الذي أعاد البحث عن الحل السلمي الى قاعدته الحقيقة وهي تسوية النزاع القائم بين الدولتين العضوين في الاتحاد الأفريقي الصحراء الغربية والمملكة المغربية، أو تنظيم استفتاء في إطار الأمم المتحدة يستجيب  لممارسة الشعب الصحراوي  حقه في تقرير مصيره”.

من جانب آخر يضيف خطري: “تم  طرح  القضية وبقوة على مستوى الجمعية العامة للأمم المتحدة واللجنة الرابعة الخاصة بتصفية الاستعمار التي أصدرت قرارا منذ أيام قليلة؛ تجدد التأكيد فيه على أن القضية الصحراوية هي قضية تصفية استعمار، وأن حلها يكمن في تطبيق قرارات الأمم المتحدة ذات الصلة، بالإضافة الى قرار محكمة العدل الأوروبية الأخير الذي أكد أن المغرب ليس له  أي سيادة على الصحراء الغربية،  وكرست في الوقت ذاته الاعتراف بجبهة البوليساريو ليس كممثل شرعي للشعب الصحراوي فقط وإنما ايضا كمن له الحق  في الدفاع عن الشعب الصحراوي وثرواته.

وفيما يرتبط بالتداول الإعلامي للقضية، أشار خطري أدوه الى تطرق وسائل الإعلام الدولية الواسع للقضية الصحراوية وأبعادها الحقيقة، معيدة القضية الى الواجهة.

وفي الجانب العسكري أكد أدوه أن “القوات المغربية  تتلقى الضربات  يوميا منذ استئناف الكفاح المسلح، وأن جيش التحرير الشعبي الصحراوي  يستهدف جميع نقاط تواجدها – القوات المغربية – مشيرا الى الخسائر المادية والبشرية  التي لحقت بالجيش المغربي والتي يتستر عليها النظام المغربي.

وفي اجابته عن سؤال حول ارتفاع وتيرة المواجهة المغربية للصحراويين المدنيين في المناطق الصحراء الغربية منذ استئناف الكفاح، أكد خطري أدوه أن “هزائم المغرب وعزلته الدولية وتعاطي المجتمع الدولي مع القضية الصحراوية كقضية تصفية استعمار رفعت من وتيرة  العدوانية لدى المغرب واستهداف  المدنيين العزل  في المناطق المحتلة، موضحا أن هذه العدوانية تعكس أن  نضال  الصحراويين مستمر رغم القمع والحصار”.

وبشأن  الالتزام المنتظر من قبل دول الاتحاد الأوروبي بقرارات محكمة العدل الأوروبية قال خطري أدوه: “نأمل أن تحترم  الدول الأوروبية قرارات  محكمتها  بخصوص الصحراء الغربية لأنها لن تجد نفسها متواطئة  فقط مع المغرب فحسب، وإنما ايضا ستنجر إلى تعويض الخسائر التي لحقت بالشعب الصحراوي”.

وحول خطاب ملك المغرب الاخير الذي اشار فيه الى أن المغرب “لا يتفاوض على الصحراء الغربية “، قال خطري أدوه أن “ملك المغرب يضحك على المجتمع الدولي لأنه تفاوض مع جبهة البوليساريو حول الاستفتاء وتجاوزنا التفاوض الى التفاهم والاتفاق تحت لواء الأمم المتحدة على تنظيم الاستفتاء للشعب الصحراوي ليقرر مصيره،  وهذا الأمر موثق، وبالتالي فإن هذا الطرح ليس في موقعه ولا في وقته وهو يعبر عن الضعف والتعنت”.

وفيما يتعلق بالهجوم المغربي على المدنيين الجزائريين الثلاثة، وصف خطري أدوه الهجوم  بـ”الغادر” بكل المقاييس، مضيفا أن “فشل المغرب في سياسته الاستعمارية في الصحراء الغربية تدفعه الى الرد على  هؤلاء الجزائريين  مثلما يرد على الصحراويين”.

وعن امكانية التصعيد في الحرب، أكد خطري أدوه أن “التصعيد قائم والمغرب هو من فرضه بالأستقواء بقوى خارج المنطقة”، موضحا أن هناك “توظيف للإمكانيات للتكيف مع الحرب وأن المزيد الخطط  سيتم وضعها لكي يكون كفاح الشعب  الصحراوي مؤثرا وشاملا في مختلف المجالات”.

وحول استعانة المغرب بقوى دخيلة الى منطقة شمال أفريقيا، وخاصة اسرائيل، أكد خطري أن “استنجاد المغرب بهذه القوى يكشف عن ضعفه وعدم اكتراثه لأمن واستقرار شعوب المنطقة لان هذه القوى التي من بينها  بعض الدول الخليجية  لديها مآرب في نقل كل مآسي ومصائب الشرق الاوسط والخليج العربي إلى منطقة شمال أفريقيا، وبالذات استهداف الكثير من القوى بما فيها الجزائر التي تشعر أن لديها مواقف ثابتة وتلعب دورا هاما  في  شمال أفريقيا والبحر المتوسط والساحل الأفريقي، وبالتالي هي ضد هذا التوجه”،  مضيفا أن مآرب  هذه القوى تلتقي مع مآرب النظام المغربي الذي يبحث عن من ينقذه من وضعه المتردي حاليا .

وأوضح خطري أن من بين هذه  القوى من يخطط مع قوى أخرى عالمية لنسف الأمن والاستقرار في هذه المنطقة واستهداف دول ذات ثقل مثل الجزائر، مضيفا أن “علينا أن نكون جاهزين  للمواجهة”، مبرزا  أن “كل الشعوب والقوى الحية في كل هذه المنطقة  مدعوة الى استرجاع النفس لكي نكرس حقنا في الوجود والعيش الكريم  والتصرف في منطقتنا كشعوب حرة بعيدا عن إملاءات المشاريع التي تخدم فقط مصالح من هم خارج المنطقة”.