أفريقيا برس – الصحراء الغربية. استقبل الشعب الصحراوي اليوم الأربعاء أول أيام عيد الفطر المبارك على غرار شعوب الأمة الإسلامية، وسط أجواء من التلاحم والتراحم وفعل الخير وتبادل الزيارات العائلية.
وبالرغم من ظروف اللجؤ الصعبة التي سببها الاحتلال المغربي للصحراء الغربية وتهجير الآلاف من الصحراويين خارج وطنهم، ظل الشعب الصحراوي متمسكا بالشعائر الدينية ومترجم ذلك الاقبال الكبير على مصليات العيد لاداء هذه الشعيرة العظيمة بعد انقضاء شهر الصيام والقيام.
وإستمع المصلون الى خطبتي صلاة العيد التي أبرز فيها الائمة المعاني السامية لعيد الفطر المبارك الذي تنطلق فيه الألسن بالتسبيح والتحميد وطلب الغفران والعتق من النار والفوز بجائزة العيد، وأوضح خطباء العيد أنه في العيد تتعانق أفئدة المؤمنين لتأكيد صلة الأرحام والتكافل فيما بينهم، داعين إلى تطهير القلوب من الحقد والتحاسد.
وأكد خطباء العيد ان الله سبحانه وتعالى شرع عيد الفطر لحكم سامية جليلة، ومقاصد عظيمة نبيلة، فإن الناس قد أدوا فريضة صيامهم، فحق لهم أن يفرحوا بنعمة مغفرة الذنوب ورفع الدرجات، وزيادة الحسنات بعد شهر من الطاعات والقربات، فهو يوم تؤدى فيه صلاة العيد في صعيد واحد وفي جمع حاشد، إظهارا لشعار المسلمين، وقوتهم، وهيبتهم وتماسكهم، وما أحوجنا أيها الإخوة المؤمنون إلى ذلك، هذا يوم تؤدى فيه زكاة الفطر التي أوجبها الله على كل مسلم ومسلمة، قادر على إخراجها، فأدوها رحمكم الله، طيبة بها نفوسكم، فمن أداها قبل الصلاة فهي زكاة مقبولة، ومن أداها بعد الصلاة فهي صدقة من الصدقات، إلا أن من قدر عليها ولم يخرجها في وقتها، فإنها باقية دين في ذمته، يجب عليه أداؤها.
وأضاف الخطباء إن مما يزيد العيد فرحا و تميزا , نقاء القلوب, وصفاء الخواطر, ونشر المحبة بين الإخوان والجيران, فلقد كان أبو الدرداء, يقول لأهل دمشق: أنتم الإخوان في الدين, والجيران في الدار, والأنصار على الأعداء، فإذا نظرنا إلى هذه المعاني, رأيناها تربط بعضنا ببعض, ما ثلة واضحة للعيان, فلا مجال للخلاف والشقاق, والتباعد, وليس أشد خطرا على أمن، واستقرار المجتمع من اختلاف الكلمة, وتنافر القلوب وتنازع الآراء، لذلك كانت وحدة الكلمة, سبب كل خيروحث خطباء العيد على ضرورة صيانة الممتلكات والمكتسبات العامة، معتبرين إياها ملك لجميع أفراد المجتمع والاعتداء عليها نوع من الإفساد في الأرض.
كما دعت خطب العيد في الساحات المختلفة بمخيمات اللاجئين والأراضي المحررة إلى الوحدة والتسامح والتماسك ورص الصفوف ونبذ التفرقة والصراعات.
مؤكدين على إن الوحدة والتماسك هي الضمان الوحيد لأمن المجتمع واستقراره، كما أنها السبيل لمواجهة الفتن ووأدها في مهدها قبل أن تستفحل وتخلق حالة من التفرق والتقسيم، والتي هي معاول هدم للبناء الاجتماعي مهما كانت قوته، وتفاديا لذلك دعا الإسلام إلى الوحدة، وجمع الكلمة وتوحيد الصف والاعتصام بحبل الله المتين.
قال الله تعالى: ﴿ وَأَطِيعُوا اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَلَا تَنَازَعُوا فَتَفْشَلُوا وَتَذْهَبَ رِيحُكُمْ ۖ وَاصْبِرُوا ۚ إِنَّ اللَّهَ مَعَ الصَّابِرِينَ﴾، لقد حارب الإسلام العصبية وحذر منها أيما تحذير، فالعصبية والقبلية تبعث على الحمية، وتفرق بين الناس، وتجعلهم طبقات فتثير، الأحقاد، وتحرك الضغائن في النفوس، وتؤدي إلى ظلم العباد، ومنع الحقوق وبخس الناس أشياءهم، والانتصار للباطل، كما يفعل البعض اليوم، لأتفه الأسباب يثور، وعن الحق يجور، وتدفعه الحمية إلى عون الظلمة، والوقوف إلى جانبهم، والدفاع عنهم، قال صلى الله عليه وسلم محذرا من ذلك:( مثل الذي يعين قومه على غير الحق كمثل بعير تردى في بئر فهو ينزع منها بذنبه).
ومعنى الحديث، أن الذي تأخذه الحمية في الدفاع عن الظلم، يكون كالبعير، الذي سقط في بئر فصار يجر منها بذنبه، ولا يقدر على خلاصه ونجاته.
وأبرز خطباء العيد أن الفتن لها أثر كبير على الأفراد والمجتمعات، وأشدها خطرا دفع الناس نحو الصراعات، وبث الشكوك والأحقاد بين صفوفهم، وتأجيج الفتن، وشهادة الزور، ونشر الأكاذيب والتلاعب بمصالح الناس خاصة مع انتشار وسائل التواصل الاجتماعي.
وجدد خطباء العيد التأكيد على أن إثارة النعرات والعصبيات، لا تؤدي إلى خير، ولذلك الرسول صلى عليه وسلم لما وقع ما وقع بين المهاجرين والأنصار قال:(( أعودة إلى الجاهلية الأولى، دعوها فإنها منتنة، دعوها فإنها منتنة،دعوها فإنها منتنة )).
وأضاف خطباء العيد أن، الصرعات والخلافات والفتن،تعصف بدول التي كانت مستقرة في أوطانها، متمتعة بخيراتها، آمنة بين جيرانها، وأصبح اليوم بسبب الفتن والصرعات أثر بعد عين ؟! فالسعيد من وعظ بغيره، فالسعيد من وعظ بغيره، لاسيما وأننا مجتمع قليل، نعاني اللجوء والتشريد والشتات، والبعد عن الأوطان، فهل ترضون أن تكونوا وسيلة دمار، لكيان بنيتموه بفلذات الأكباد، والدماء والدموع،وهل ترضون أن تكونوا عونا لأعدائكم، في تمزيقكم والقضاء عليكم.
يمكنكم متابعة المزيد من أخبار و تحليلات عن الصحراء الغربية اليوم عبر موقع أفريقيا برس