مجلة المسافر في حوار مع الامين العام لاتحاد الصحفيين والكتاب الصحراويين …مجتمع جمهورية الصحراء الغربية بين تحدي التعريف و تصدي التجهيل

47
مجلة المسافر في حوار مع الامين العام لاتحاد الصحفيين والكتاب الصحراويين ...مجتمع جمهورية الصحراء الغربية بين تحدي التعريف و تصدي التجهيل
مجلة المسافر في حوار مع الامين العام لاتحاد الصحفيين والكتاب الصحراويين ...مجتمع جمهورية الصحراء الغربية بين تحدي التعريف و تصدي التجهيل

افريقيا برسالصحراء الغربية. بغرض تسليط الضوء على دور الأدباء و الإعلاميين الصحراويين في رسم صورة واضحة للعالم و للدول المجاورة حول المجتمع الشقيق لما له من خصائص ثقافية و خصوصيات أنتروبولوجية و تاريخية تجعل منه مجتمعا مستقلا و قائما بذاته ، سعدنا باستضافة الأخ الدحة أحمد محمود الأمين العام لإتحاد الكتاب والصحفيين الصحراويين الذي دارت بيننا دردشة مقتضبة حول الواقع الثقافي والاجتماعي بجمهورية العربية الصحراوية الشقيقةالمجلة: الأخ الدحة أحمد محمود من بلدكم الثاني الجزائر نحييكم و نتمنى أن تكونوا بخير .

الأخ الدحة أحمد محمود : تحية متبادلة وتقدير خاص لكم على التطرق لحياة المجتمع الصحراوي الاجتماعية والثقافية والتاريخية، لأن البعض لا زال يجهل عمق وأصالة شعب الصحراء الغربية، وتكونت لديه صورة نمطية تعتمد فقط على الخلفية السياسية والتاريخ النضالي لهذا الشعب في ظل جبهة البوليساريو، وهي حركة تحرير وطنية، ساهمت بقوة في حماية الهوية الوطنية الصحراوية ، وشجعت الثقافة وحفظ التراث منذ تأسيسها عام 1973 وظلت حماية وإبراز مميزات الشخصية الوطنية الصحراوية أولوية العمل الدبلوماسي والثقافي والإعلامي خاصة أمام المحاولات المتكررة والممنهجة من قبل الاحتلال المغربي، وقبله الاستعمار الإسباني من أجل تحريف ثقافة شعب الصحراء الغربية و الأخطر محاولة تغيير النسبج الاجتماعي والثقافي من خلال سياسة الاستيطان وتقمص الشخصية الوطنية ونسب لها ما أمكن من قيم وعادات دخيلة وغريبة.

كل هذه المعطيات دفعت بالدولة الصحراوية إلى الاعتناء بالثقافة و الأدب والتاريخ الوطني ولهذا وجدت وزارة الثقافة الصحراوية والتي يكمل عملها في هذا الإتجاه إتحاد الصحفيين والكتاب الصحراويين، ووزارة الإعلام الصحراوية، بالإضافة لعديد الجمعيات والمكاتب والمتاحف الوطنية.

الإتحاد الكتاب والصحفيين الصحراويينالمجلة: في رأيكم كيف تقيمون المساهمات الفكرية للكتاب الصحراويين في التعريف بالمجتمع الصحراوي و توضيح خصوصياته الثقافية و الأنتروبولوجية و التاريخية .

الأخ الدحة أحمد محمود : أما بخصوص دور الكتاب الصحراويين في التعريف بالخصوصية الثقافية والانتروبولوجية والتاريخية للشعب الصحراوي، فإن أقلام الكتاب الصحراويين توجهت إلى المرافعة عن حقوق الشعب الصحراوي في الحياة الكريمة وتقرير المصير، وخلال معركة الترافع عن القضية الوطنية تتاول الكتاب الصحراويين مميزات الشخصية الوطنية الصحراوية والعمق الثقافي والتاريخي لهذا الشعب عبر مقالات عديدة، لكن إصدار الكتب ظل عائقا أمام تزويد المكاتب الوطنية والإقليمية بالكتب، مع انه تم طبع عدة كتب باتت تشكل مراجعا مهمة للباحثين تتناول خصوصيات المجتمع الصحراوي، مثل حفلة طلاق للكاتب مصطفى الكتاب، و كتاب جيش التحرير الشعبي الصحراوي لنفس الكاتب وله أيضا نزاع الصحراء الغربية بين قوة الحق وحق القوة وكذلك كتابه أوتاد الأرض ، وهناك كتاب المرحوم محمد فاضل إسماعيل رسالة إلى أخي المغربي، أيضا كتاب الرحيل نحو الشمس للكاتبة القديرة خديجة حمدي ، كذلك كتاب الأمم المتحدة وإدارة الفشل في نزاع الصحراء الغربية للكاتب حمدي يحظيه… الخ من الكتب ، كذلك توجد إصدارات لكتاب صحراويين من داخل معتقلات الإحتلال المغربي متعددة من أدب السجون، تتناول المميزات الثقافية والانتروبولوجية والتاريخية للشعب الصحراوي، وفي السنوات الأخيرة صدرت عدة دواوين لشعراء كبار بعناوين متنوعة ، وشكلت إغناء كبير لما تحتويه من مخزون ثقافي خاصة ان المجتمع الصحراوي البدائي كان يعتمد على التواتر الشفهي في حفظ وتوثيق الأحداث وحماية الثقافة والعادات من خلال تداول الحكم والأمثال الشعبية والروايات والحكايات حول بطولات الأجداد، ومن هنا كان الشعراء الأقدر على الوصف والتحليل وحفظ النصوص الموزونة وغير القابلة للتحريف.

تجدر الإشارة أيضا إلى وجود كم هام من الإصدارات لكتاب جزائريين وعرب وأجانب حول الصحراء الغربية والشعب الصحراوي، وهي مراجع هامة ومتوفرة للباحثين والمهتمين. المجلة: هل الكتابات و المنتوج الثقافي الصحراوي الراهن يؤدي الدور المنوط به وكيف تتصورون أفاقه المستقبلية .

الأخ الدحة أحمد محمود: نحن نعتز الرصيد الزاخر لأغلب الكتاب الصحراويين، خاصة أننا نعلم الظروف الاستثنائية التي يكتبون فيها وعنها، وبالرغم من كل العوائق إستطاع الكتاب الصحراويين التعريف بشعبهم وثقافتهم وتاريخهم المشرف بالتوازي مع المرافعة السياسية والقانونية عن حقوقنا المشروعة في الاستقلال وبناء الجمهورية العربية الصحراوية الديمقراطية دولة لكل الصحراويبن، وعامل استقرار وتوازن وتنمية في منطقة المغرب العربي. المجلة: حسب رأيكم ما هو دور رجال الإعلام الصحراويين في التعريف بالمجتمع الصحراوي و توضيح خصوصياته الثقافية و الأنتروبولوجية و التاريخية .

الأخ الدحة أحمد محمود : بالرغم من ما ذكرناه آنفا من نجاحات الإعلاميين الصحراويبن في مواجهة مغالطات آلة الاحتلال، والتعريف بالعمق التاريخي والثقافي للشعب الصحراوي، وإبراز مميزات الشخصية الوطنية الصحراوية عن غيرها من شعوب المنطقة، إلا انه لا يزال كل هذا غير كافي نظرا لاستمرار حظر وتعتيم تفرضه لوبيات بالاتفاق مع أنظمة لازالت تمارس الوصاية على شعوبها ، للأسف يعرف الإنسان الغربي والصيني وكذا الشعوب الأمريكية والأفريقية أكثر مما يعلمه المواطن العربي عن الشعب الصحراوي، وبالتالي يظل دور الإعلاميين سواء كانوا صحراويين أو أشقاء أحرار مثل الإعلاميين الجزائريين وحتى الصحفيين المهنيين من مختلف بقاع الارض، مطالبون بزيارة الشعب الصحراوي لفهم ثقافته الرائعة وانفتاحه المدهش، وسماحته اللامتناهية وكرمه ورقة مشاعره لفهم إنسانية وأخلاق وعادات وتاريخ هذا الشعب ، حينما يجلس على الشاي تحت الخيام، بعيدا عن شخصيته القتالية وفي معزل عن السياسة، ليكتشفوا كما أكتشف الغربيين جمالية وعمق الثقافة الصحراوية وبساطة وطيبة الإنسان الصحراوي عندما لا تمس ممتلكاته وقيمه وكرامته. المجلة: كلمة أخيرة لقراء مجلة المسافر حول تطلعاتكم المستقبلية بخصوص المجتمع الصحراوي للجمهورية الصحراوية الغربية الشقيقة.

الأخ الدحة أحمد محمود : في الختام اشكر مجلة المسافر على إتاحة الفرصة، ومساهمتكم في إبراز الوجه الآخر للصحراء الغربية، التي ربما يعرفها القراء من خلال الحرب وجلسات مجلس الأمن والانتهاكات الجسيمة لحقوق الإنسان الصحراوي في المناطق المحتلة والتي تغص بها الأخبار ومواقع الانترنت، لكن تاريخ وثقافة وعادات الشعب الصحراوي، تحتاج التقرب من هذا الشعب وملامسة أفراحه وأحزانه، كيف نقيم طقوس الزواج، مأكولاتنا التقليدية، ماهي عاداتنا وتقاليدنا… وبالتالي ادعوا من خلال مجلتكم الرائدة، كافة الصحفيين والكتاب وكذلك الباحثين والأكاديميين، إلى البحث في هذه الثقافة الغنية للشعب الصحراوي والتي في تقديري لا زالت بكر ، و ستجدون إتحاد الصحفيين والكتاب الصحراويين، إلى جانبكم من أجل تقديم كافة التسهيلات الممكنة سواء من خلال زيارة الشعب الصحراوي المضياف أو ما يتطلبه أي عمل متقن من مراجع ومصادر إضافة إلى التنقل بحرية بين مخيمات العزة والكرامة، كعينة من الشعب الصحراوي الذي يتواجد نصفه تحد حصار أمني مشدد في المناطق المحتلة من الصحراء الغربية الخاضعة لهيمنة الاحتلال المغربي الذي يمنع دخول المراقبين والإعلاميين إليها.