الشعب الصحراوي متمسك بحق تقرير المصير والاستقلال

0
الشعب الصحراوي متمسك بحق تقرير المصير والاستقلال
الشعب الصحراوي متمسك بحق تقرير المصير والاستقلال

أفريقيا برس – الصحراء الغربية. أكد كتاب وصحفيون ومسؤولون إسبان أن الشعب الصحراوي متمسك بحقه غير القابل للتصرف في تقرير المصير والاستقلال، بعد مرور خمسين عاما على انسحاب القوة الاستعمارية السابقة من الإقليم واستمرار احتلاله غير الشرعي من طرف المغرب, في تناقض صارخ مع مبادئ الشرعية الدولية وقرارات الأمم المتحدة.

وأبدت شخصيات إسبانية بارزة عايشت مرحلة نهاية الوجود الإسباني في الصحراء “أسفها العميق” لما وصفته بـ”العار التاريخي”, وذلك في شهادات نشرتها صحيفة “الأنديباندنتي” اليوم الأحد تحت عنوان “آخر الناجين, 50 عاما بعد ذلك: لقد كان عارا”.

وشارك في هذه الشهادات كل من خوسيه تابوادا الذي خدم كجندي في الصحراء وشهد آخر أيامها تحت الإدارة الإسبانية، والصحفي والكاتب توماس باربولو, ورئيس الغرفة الجنائية بالمحكمة العليا الإسبانية, مانويل مارشينا, إلى جانب الصحفي فرناندو إينيغيز وعالمة الأحياء, مونيكا فرنانديز-أسيتونو, الذين جمعهم استذكار لتلك الفترة وما تبعها من مأساة إنسانية يعيشها الشعب الصحراوي منذ خمسة عقود.

وشدد هؤلاء في شهاداتهم على أن ما حدث سنة 1975 يمثل جرحا مفتوحا في التاريخ الإسباني الحديث، إذ تم التخلي عن شعب أعزل كان من المفترض أن يقرر مصيره بحرية، كما نصت على ذلك المواثيق الدولية وقرارات الأمم المتحدة.

وأكدوا في نفس السياق أن الشعب الصحراوي أثبت، على مدى نصف قرن، صموده وإصراره على التمسك بحقه المشروع رغم محاولات الطمس والقمع والاحتلال.

وقال خوسيه تابوادا أنه لا يزال يشعر بـ”الغضب والألم والحزن”, متذكرا مشاهد النساء والأطفال الصحراويين الذين واجهوا قوات الاحتلال بشجاعة رغم الخذلان, مؤكدا أن “الصحراويين ما زالوا يقاومون منذ خمسين عاما, ولن يكون هناك حل دون كلمتهم الأخيرة”.

أما توماس باربولو, الذي خصص سنوات طويلة لدراسة تلك المرحلة, فقد اعتبر أن الأمر لا يتعلق بالحنين إلى الماضي, بل بضرورة احترام القانون والوقوف “في الجانب الصحيح من التاريخ”, مشيرا إلى أن التاريخ لم يغلق بعد صفحته حول ما جرى في الصحراء الغربية, وأن مسؤولية إحقاق العدالة تبقى قائمة.

من جهتها, أكدت مونيكا فرنانديز-أسيتونو, المولودة في “فيلا سيسنيروس” (الاسم القديم للداخلة المحتلة حاليا), أن التجربة المباشرة للعيش في الصحراء الصحراوية أكسبتها وعيا عميقا بالمعاناة التي يواجهها الشعب الصحراوي, مشددة على أن الحق في تقرير المصير والاستقلال هو مطلب قانوني وشرعي لا يمكن التنازل عنه.

بدوره, أكد فرناندو إينيغيز أن ذكرياته هناك لا تنفصل عن شعور دائم بالأسف تجاه مصير شعب حرم من حقه في تقرير المصير.

وقد أجمع هؤلاء على أن قضية الصحراء الغربية لا تزال صفحة مفتوحة في التاريخ وأن مرور خمسة عقود لم ينه معاناة الشعب الصحراوي ولا مسؤولية القوى التي تخلت عنه, معتبرين أن استمرار الاحتلال رغم وضوح القانون الدولي يشكل وصمة عار على ضمير الإنسانية.

وأبرز الشهود الانتهاكات المستمرة التي يمارسها الاحتلال المغربي بحق الشعب الصحراوي, مؤكدين أن أكثر ما يميز هذا الاحتلال هو نهب الثروات الطبيعية الغنية للإقليم من الفوسفاط والمعادن النفيسة إلى الثروات السمكية والموارد البحرية الأخرى واستغلال الأراضي الزراعية والمشاريع الاقتصادية دون أي استفادة للشعب الصحراوي أو احترام حقوقه الأساسية.

كما أشاروا إلى أن هذا النهب يتم في ظل قمع مستمر للمتظاهرين السلميين واعتقالات تعسفية للناشطين وسياسات التعتيم الإعلامي التي تمنع كشف حجم هذه الممارسات على المستوى الدولي وقيود صارمة على حرية التعبير والتنقل, ما يجعل

الاستغلال الاقتصادي مكملا لاستراتيجية طويلة الأمد لحرمان الشعب الصحراوي من حقه في تقرير المصير والاستقلال الكامل على أرضه.

ويأتي هذا التأكيد على الحق المشروع للشعب الصحراوي بالتزامن مع موقف حزب “سومار” الاسباني الذي جدد دعمه الكامل للشعب الصحراوي في تقرير المصير, مبديا رفضه لأي حلول تفرض خارج هذا الإطار المشروع الذي يكفله القانون الدولي.(واص)

يمكنكم متابعة المزيد من أخبار و تحليلات عن الصحراء الغربية عبر موقع أفريقيا برس