أفريقيا برس – الصحراء الغربية. بعد المغرب، كانت المحطة الثانية لجولة المبعوث الشخصي للأمين العام للأمم المتحدة إلى الصحراء، ستافان دي ميستورا، هي مخيمات تندوف التي تؤوي الصحراويين التابعين لجبهة “البوليساريو”. ويتطلع المسؤول الأممي للاستماع إلى آراء جميع الأطراف المعنية بشأن كيفية المضي قدماً نحو استئناف بناء للعملية السياسية في الصحراء الغربية، وفق ما أكده مكتب ستافان دوجاريك، المتحدث الرسمي باسم الأمين العام الأممي أنطونيو غوتيريش.
والتقى دي ميستورا، السبت والأحد، مسؤولين عن “الجبهة”، حسب ما أفادت وكالة الأنباء الجزائرية. وكانت فرصة للاستماع إلى وجهة نظر “البوليساريو” تجاه مختلف الملفات المرتبطة بالنزاع القائم الذي امتد لأكثر من 45 سنة.
وبعد لقائه مسؤولين جبهة البوليساريو وقبلهم المملكة المغربية، سيتوجه إلى الجزائر وموريتانيا على التوالي، على اعتبارهما بلدين معنيين بالنزاع، حسب ما تنص عليه خطة التسوية المشتركة بين الأمم المتحدة ومنظمة الوحدة الإفريقية (الاتحاد الإفريقي حاليا) وقرارات مجلس الأمن ذات الصلة.
وأبدت سفارة واشنطن في الجزائر ترحيبها بزيارة المبعوث الشخصي للأمين العام للأمم المتحدة إلى الصحراء، باعتبارها الأولى إلى المنطقة، وغردت في حسابها على “تويتر” قائلة: “نرحب بزيارة دي ميستورا الأولى للمنطقة بصفته المبعوث الشخصي للأمين العام للأمم المتحدة للصحراء الغربية”. وأضافت “نحن ندعم جهوده في استئناف عملية سياسية ذات مصداقية تؤدي إلى حل سياسي دائم ومقبول من الطرفين لنزاع الصحراء الغربية”.
بالموازاة مع ذلك، رأى مراقبون أن الجزائر قامت بخطوة استباقية نحو نواكشوط قبل زيارة ستافان دي ميستورا إليها.
وأفادت وكالة الأنباء الموريتانية أن وزير الشؤون الخارجية والتعاون في الخارج إسماعيل ولد الشيخ أحمد، استقبل الخميس المنصرم في مكتبه محمد بن عتو، سفير الجمهورية الجزائرية المعتمد في موريتانيا.
ولم يكشف المصدر عن محتوى اللقاء، واكتفى بالإشارة إلى أنه كان مناسبة للحديث عن العلاقات العريقة بين البلدين الشقيقين وسبل تعزيزها.
وتتمسك “البوليساريو” مدعومة من طرف الجزائر باقتراح تنظيم الاستفتاء لتقرير المصير في الصحراء، بينما تحاول موريتانيا الحفاظ على موقف الحياد. أما المغرب فيقترح منح أقاليم الصحراء حكماً ذاتياً تحت السيادة المغربية.
وكانت الجبهة هددت بالعودة إلى حمل السلاح ضد الرباط، بعد قيام السلطات المغربية، منذ أكثر من عام، بإعادة فتح معبر “الكركرات” الفاصل بين أقاليم الصحراء وموريتانيا، حيث كان تنفّذ عناصر تابعة لـ”البوليساريو” اعتصاماً مفتوحاً. وتحدثت مصادر من “الجبهة” عن قيام ميليشياتها العسكرية بقصف مواقع للقوات المسلحة المغربية، فيما كذبت الرباط تلك الادعاءات، مشيرة إلى أن حركة المرور لشاحنات نقل السلع والبضائع عبر المعبر المذكور تجري بانسيابية وسلاسة وفي أمان تام.
يمكنكم متابعة المزيد من أخبار و تحليلات عن الصحراء الغربية اليوم عبر موقع أفريقيا برس