أفريقيا برس – الصحراء الغربية. يعتبر الشعب بالنسبة للنظام المغربي مجرد “رعايا” (sujets)، لأنهم في نظره مجرد خاضعين، لم ولن يصلوا درجة المواطن. فالمواطنة (Citoyenneté) تفرض على النظام الحاكم، المساواة في الحقوق والواجبات وفق قانون يبقى الأسمى و فوق الجميع، يفرض على الدولة التدخل السريع من أجل إنقاذ حياة مواطنيها.
في المغرب يحدث العكس. وحتى ندرك الفرق بين “الرعية” و”المواطن” فقد كان تدخل رجال الدرك الملكي لإنقاذ سائح فرنسي تعرض لحادثة سير، في أقصى الجنوب المغربي، بمنطقة تدعى “أيت الرخا”، ونقله على وجه السرعة، عبر مروحية تابعة للدرك الملكي(الصورة)، نحو إحدى المصحات الطبية الخاصة بالعاصمة المغربية الرباط، تجسيدا واقعيا لمعنى رعايا في بلاد “أمير المؤمنين”، حيث تلد النسوة ببهو المستشفيات، ويموت ٱخرون من “الرعايا” الأوفياء في حوادث السير، دون تدخل طبي يذكر، أو بسبب إنتظار سيارة الإسعاف ساعات طويلة، مع العلم أن جل سيارات الإسعاف لا تحتوي على ٱليات التدخل الطبي السريع، وقد يصل المريض/ الرعية وليس “المواطن”، خلال الرحلة، حيا وقد لا يصل.
في بلاد “أمير المؤمنين” لا يرقى “الفرد” إلى درجة “المواطنة”، ولا يستحق التدخل السريع إلا في حالات قمع حرية التعبير والرأي، لتفريق المتظاهرين. أما التدخل الطبي السريع من أجل إنقاذ الرعايا عبر طائرات الهيليكوبتر فلا يستحقه إلا الأجانب.(بقلم: السالك محمد)
يمكنكم متابعة المزيد من أخبار و تحليلات عن الصحراء الغربية اليوم عبر موقع أفريقيا برس