
أفريقيا برس – الصحراء الغربية. قبل نحو أسبوع، اختتم ستيفان دي ميستورا، المبعوث الجديد للأمين العام للأمم المتحدة إلى إقليم الصحراء الغربية المحتلة، أول جولة له إلى المنطقة امتدت 8 أيام، وشملت المغرب وجبهة البوليساريو وموريتانيا والجزائر.
جولة عدّها مراقبون لم تتجاوز مرحلة “جس النبض والاستماع إلى طرفي النزاع والبلدين الملاحظين، دون أن تتضمن رهانات كبرى” لحل الأزمة القائمة على الإقليم بين المغرب البلد المحتل وجبهة البوليساريو التي تناضل كحركة تحرير منذ أكثر من 4 عقود من أجل الاستقلال الوطني.
وبدأ دي ميستورا جولته بالمنطقة في 12 يناير/ كانون الثاني الجاري، استهلها من المغرب، حيث التقى بمسؤولين، قبل أن يتوجه بعد يومين إلى مخيمات اللاجئين الصحراويين جنوب غربي الجزائر.
كما التقى المبعوث الأممي المسؤولين الموريتانيين في 17 يناير، واختتم الجولة بالجزائر في 19 من الشهر ذاته.
وبحسب تصريحات سابقة لستيفان دوجاريك، متحدث الأمين العام الأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، فإن دي مستورا “يتطلع للاستماع إلى آراء جميع المعنيين حول كيفية إحراز تقدم نحو استئناف بنّاء للعملية السياسية” حول إقليم الصحراء الغربية.
وكان غوتيريش أعلن في 6 أكتوبر/ تشرين الأول 2021، تعيين دي ميستورا مبعوثا له إلى إقليم الصحراء الغربية، خلفا للألماني هورست كوهلر، الذي استقال في 22 مايو/ أيار 2019.
وتعود آخر جولة مفاوضات بين المغرب وجبهة البوليساريو بشأن النزاع على إقليم الصحراء الغربية إلى 2018، ولم يحدث تطور يُذكر منذ ذلك التاريخاستئناف العملية السياسية واحراج للمغربوفي الرباط، أجرى دي ميستورا محادثات مع وزير الخارجية المغربي ناصر بوريطة، بحضور ممثل المملكة المغربية الدائم لدى الأمم المتحدة عمر هلال.
وقبل يوم من محادثات دي ميستورا في الرباط، قال المتحدث الأممي دوجاريك، في مؤتمر صحافي، إن “المبعوث الأممي يتطلع خلال الزيارة للاستماع إلى آراء جميع المعنيين حول كيفية إحراز تقدم نحو استئناف بناء للعملية السياسية بشأن إقليم الصحراء الغربية”.
المبعوث الاممي التقى العديد من مسؤولي جبهة البوليساريو، الممثل الشرعي والوحيد للشعب الصحراوي.
وأشار المسؤولون الصحراويون الذين التقى بهم المبعوث الأممي للصحراء الغربية، يوم السبت الماضي، إلى تمسكهم بـ “الاستقلال الوطني الكامل”، مؤكدين أن “الاستفتاء يظل حلا وسطا مقبولا”.
كما أشاروا إلى أن العدوان المغربي الذي استهدف مدنيين صحراويين عزل في المنطقة العازلة من الكركرات في 13 نوفمبر 2020 هو الذي نسف اتفاق وقف إطلاق النار.
و كان في استقبال ستافان دي مستورا يوم الأحد الماضي، الرئيس الصحراوي والأمين العام لجبهة البوليساريو، إبراهيم غالي ، بمقر الرئاسة بالشهيد الحافظ.
وخلال المحادثات التي دارت بين الطرفين، جدد الرئيس الصحراوي التأكيد على موقف جبهة البوليساريو المؤيد لحل عادل ومنصف كفيل بضمان حق الشعب الصحراوي في تقرير المصير والاستقلال الكامل.
فضح الدعاية المغربية الكاذبة كما فضحت زيارة دي ميستورا إلى مخيمات اللاجئين الصحراويين، سياسة الدعاية المغربية، القائمة على أكاذيب صريحة حول وضع اللاجئين الصحراويين.
وفي حديثه يوم الاثنين خلال ندوته الصحفية اليومية التي نشطها يوم الاثنين بمقر الأمم المتحدة في نيويورك، نفى المتحدث باسم الأمين العام للأمم المتحدة، ستيفان دوجاريتش، بشكل قاطع المعلومات الكاذبة التي نقلتها وسائل إعلام مغربية بشأن الوجود المزعوم لجنود أطفال خلال زيارة المبعوث الشخصي للصحراء الغربية إلى مخيمات تيندوف.
و أضاف قائلا ” طلب مني أن أتحدث عن ما رآه (ستافان دي ميستورا) خلال زيارته لتيندوف ويمكنني أن أقول أنه كان هناك حشد كبير عندما زار المبعوث الشخصي المخيم.
.
.
لم ير الجميع بطبيعة الحال و لكنه لم ير أي جندي صغير كما نقله البعض”.
وفي تصريح لوكالة الأنباء الجزائرية، قال الوزير المستشار برئاسة الجمهورية العربية الصحراوية الديمقراطية، البشير مصطفى ، إن زيارة دي ميستورا لمخيمات اللاجئين “سمحت له (.
.
.
) بكشف الدعاية المغربية الكاذبة، أمام المجتمع الدولي”، مشيرا إلى أن نظام المخزن أصيب بالذعر إزاء” الصورة الإيجابية التي أعطاها الصحراويون والتي تؤكد تمسكهم بالحرية “.
وسافر الدبلوماسي الإيطالي-السويدي، يوم الاثنين الماضي، إلى موريتانيا (البلد المجاور و المراقب)، حيث كان في استقباله الرئيس محمد ولد الشيخ الغزواني بحضور عديد المسؤولين الموريتانيين، ومنسق برامج الأمم المتحدة في موريتانيا، أنطوني أوهيمينغ بواماه، وكذلك مساعدة ستيفان دي ميستورا، شارون أوبراين.
وقت الحلوعقب انتهاء جولة دي ميستورا، قال غوتيريش في 21 يناير: “حان الوقت كي يفهم الأطراف الحاجة إلى الحوار والسعي إلى حل، وليس فقط إلى الإبقاء على عملية لا نهاية لها دون أمل في الحل”.
وأضاف الأمين العام للأمم المتحدة: “آمل أن تتطور العملية السياسية مرة أخرى”.
يمكنكم متابعة المزيد من أخبار و تحليلات عن الصحراء الغربية اليوم عبر موقع أفريقيا برس