متحدث سابق باسم المينورسو يكشف خطر اتفاقية إسرائيل مع المغرب

21
متحدث سابق باسم المينورسو يكشف خطر اتفاقية إسرائيل مع المغرب
متحدث سابق باسم المينورسو يكشف خطر اتفاقية إسرائيل مع المغرب

أفريقيا برس – الصحراء الغربية. حذر المتحدث السابق باسم بعثة الأمم المتحدة لتنظيم استفتاء الصحراء الغربية (مينورسو)، عبد الحميد صيام، من خطورة الاتفاقية الأمنية بين المغرب والكيان الصهيوني، قائلا إنها ستسهل توسع رقعة نفاذ “إسرائيل” إفريقيا.

وقال عبد الحميد صيام في مقال نشرته جريدة “القدس العربي” إن زيارة وزير الحرب الصهيوني، بيني غانتس، إلى الرباط وتوقيعه اتفاقية أمنية وعسكرية واستخباراتية يوم 24 نوفمبر الماضي مع المغرب، أخطر من الاختراقات لما تعنيه من دخول بلد عربي في تحالف مع “إسرائيل” التي ستعمل على استغلال هذه المنصة لتوسيع رقعة النفاذ إلى القارة الافريقية”.

واعتبر المتحدث أن التعاون مع الكيان الصهيوني وعقد اتفاقيات معه وهو يشن حرب إبادة على الشعب الفلسطيني، “يجعله يوغل أكثر في الدم الفلسطيني، ويجعل أمر استرداد الحقوق الفلسطينية الثابتة وغير القابلة للتصرف، أمرا بعيد المنال”.

وأضاف صيام أن التطبيع مع الكيان الصهيوني “مرفوض ومدان، بغض النظر عمن يمارسه أكان قريبا أم بعيدا، فردا أو جماعة، فالتطبيع يلحق أكبر الضرر بالشعب الفلسطيني وقضيته العادلة، ولا مبرر له.

وتابع قائلا: “من يحاول التغطي بالقضية الفلسطينية ويدعي أن علاقاته (مع الكيان الصهيوني) ستنعكس إيجابيا على الشعب الفلسطيني، نقول له، بضاعتك كاسدة ولن تجد من يشتريها”.

وقال إن “غالبية الشعب الفلسطيني لا تقبل أن يتحدث مطبع باسم القضية الفلسطينية ويبرر لقاءاته مع مغتصبي الأرض والشرف العربيين، بحكاية البحث عن حل سياسي للقضية الفلسطينية”، وطالب بترك القضية الفلسطينية “للشرفاء الذين يدافعون عنها في فلسطين والوطن العربي والعالم”.

وزير مغربي سابق: التطبيع هو استعمار للمملكة بصيغة جديدة

ويوم 5 ديسمبر 2021، اعتبر وزير الثقافة المغربي الأسبق سالم بنحميش، أن ما وصفها بمحاولات التطبيع التي تجري مع “إسرائيل” بمثابة استعمار جديد لبلاده، بصيغة جديدة من قبل كيان اغتصب الأراضي الفلسطينية.

جاء ذلك وفق المفكر بنسالم حميش، في ندوة سياسية تحت عنوان “المغرب إلى أين؟” نظمتها مؤسسة عابد الجابري (غير حكومية) بالرباط الخميس.

وقال حميش، وهو وزير الثقافة الأسبق: “محاولات التطبيع التي تجري مع “إسرائيل”، هي بمثابة استعمار جديد للمغرب، يحدث بطريقة أخرى”.

ودعا حميش “اليهود المغاربة إلى إعلان تنصلهم من “إسرائيل”، ومن سياسات حزبي العمل والليكود ال”إسرائيل”يين، والإقرار بأنها (“إسرائيل”) كيان صهيوني مغتصب للأراضي الفلسطينية”.

وأضاف: “على الجالية اليهودية بالمغرب أن تجدد بيعتها للعاهل المغربي الملك محمد السادس، لتؤكد على تجذر مغربيتها”.

من جهته، قال محمد الساسي القيادي في حزب “فيدرالية اليسار” (معارض)، “للأسف المغرب ارتمى في أحضان “إسرائيل”، إننا نتألم في صمت على ما يقع”.

ووصف الساسي، في الندوة ذاتها، تطبيع المغرب مع “إسرائيل” بـ”الحماقة”، مضيفا: “للأسف تم اختيار أسوأ توقيت لارتكاب هذه الحماقة”.

وزاد: “المغاربة ضد التطبيع مع “إسرائيل”، حتى لو لم يخرجوا إلى الشوارع، وإن خرجوا هذه المرة، فقد لا يعودون إلى بيوتهم”.

وتساءل الساسي: “ما هي المصالح المشتركة للمغرب مع “إسرائيل”؟ هل هي محاربة الإرهاب؟ بينما الكيان الصهيوني نفسه يمارس إرهاب الدولة”.

لواء مصري متقاعد: المملكة المغربية ستصبح عش الموساد الأكبر في المنطقة

ويوم 29 نوفمبر 2021، أكد اللواء سمير راغب المحلل في الشؤون العسكرية بمصر، إن الاتفاق العسكري بين الاحتلال ال”إسرائيل”ي والمملكة المغربية، بمناسبة زيارة بيني غانتس، سيجعل منها محطة رئيسة لنشاط الاستخبارات ال”إسرائيل”ية في المنطقة والقارة الافريقية.

وقال اللواء راغب في تصريح خاص لقناة روسيا اليوم إن “العلاقات المغربية ال”إسرائيل”ية تجاوزت كافة الحدود المسبوقة والمتعارف عليها أو حتى غير المقبولة في العلاقات العربية ال”إسرائيل”ية منذ إعلان “إسرائيل”، على أراضي فلسطين المحتلة، ولم تشهدها علاقات دول السلام البارد التي خاضت صراع عسكري مع “إسرائيل” تطلب اتفاقيات سلام لإنهائه، أو دول التطبيع مع “إسرائيل” سواء بشكل معلن أو بشكل سري”.

وأضاف: “الاتفاقية المعلنة (الاتفاق العسكري) لا تحتاج لتحليل معمق، فهي تعني أن يصبح المغرب محطة رئيسية لنشاط أجهزة المخابرات ال”إسرائيل”ية، ومركزا للخبراء والمستشارين من الجيش ال”إسرائيل”ي وتأهيل للقادة والضباط عن طريق مدربين “إسرائيل”يين في المغرب و”إسرائيل”، وسوقا لبيع الأسلحة والذخائر بالأصالة وبالوكالة”.

وتابع: “ربما كان الخلاف الجزائري – المغربي، في إطار التصعيد الخطابي والتوتر الدبلوماسي، مع وقوع بعض الحوادث التي من الممكن احتواؤها، ما بعد الخطوات المغربية تجاه “إسرائيل” يصبح الموضوع مسألة صدام معسكرات، معسكر المقاومة مقابل معسكر الاستقواء بعدو المقاومة، وفتح جبهة جديدة للوجود ال”إسرائيل”ي في المغرب العربي، لتنقل حالة التصعيد من السؤال حول احتمالية الصدام، إلى متى سيحدث وكم سيستمر وما هو حجم الخسائر المتوقعة، وكيف سيكون شكل المنطقة ما بعده”.

وأردف “هذا الصراع لا نتمناه، كما لم نتمن أن يخطو المغرب هذه الخطوة غير المقبولة وغير المبررة التي سيترتب عليها خسائر للمغرب أكبر من المنافع التي يمكن أن يحصل عليها من هذه المعاهدة”.

وأشار إلى أنه “من الوهم أن يتخيل نظام أن هناك منافع من علاقات عسكرية وأمنية واستخباراتية لدولة عربية مع “إسرائيل””.

وأضاف: “أول الخسائر هو اصطفاف الشارع العربي ضد هذه الخطوة من ناحية و لدعم الجزائر المقاوم من ناحية أخرى، كذلك الحرج الذي سوف يحدث للدول العربية الصديقة للمغرب، نتيجة هذا التحول في ثوابت العلاقات الإقليمية”.

“إسرائيل” تتغلغل في المغرب العربي برعاية من نظام المخزن

وعلى وقع سياسية التصعيد التي ينتهجها نظام المخزن في الصحراء الغربية من جهة وضد الجزائر من جهة أخرى، قام بيني غانتس وزير دفاع الكيان ال”إسرائيل”ي بزيارة المملكة المغربية أبرم خلال ها اتفاقية عسكرية وأمنية تهدف إلى تعزيز التعاون العسكري مع الرباط.

تأتي زيارة بيني غانتس إلى الرباط في سياق متصل بقطار التطبيع بين دول عربية خليجية إضافة إلى المغرب والذي انطلق في ديسمبر من العام الماضي وهندس وأشرف على صياغة بنوده، جاريد كوشنار، صهر الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب، و صار يعرف لاحقا بـ “اتفاقيات ابراهام”.

وقد طغت المصالح الوطنية الضيقة على المشهد العربي وصارت الهواجس التوسعية و الأمنية ضمن أولويات بعض العرب المهرولين لركوب قطار التطبيع كل بحسب حاجياته و مصالحه .

ويأتي نظام المخزن في طليعة هؤلاء من خلال مقايضة التطبيع مع الكيان ال”إسرائيل”ي باعتراف الولايات المتحدة الأميركية بما يسميه نظام المخزن ” مغربية الصحراء” على حساب الحقوق التاريخية لكل من الشعبين الصحراوي والفلسطيني.

وضمن هذا السياق، بدت “إسرائيل” و كأنها تهرول إلى منطقة المغرب العربي لنجدة نظام المخزن والاصطفاف خلف أطروحاته السياسية حيال النزاع في الصحراء الغربية.

ويأتي الحضور العسكري ال”إسرائيل”ي العلني هذه المرة بالمغرب في سياق يتسم بتصاعد الاستفزازات والأعمال العدائية لنظام المخزن ضد الجزائر.

وكان رئيس الجمهورية عبد المجيد تبون أشار إلى وجود أكثر من 90 موقعا إلكترونيا من داخل وخارج المغرب يعمل على مهاجمة الجزائر على مدار الساعة، لزرع الفتنة والفرقة وتشويه الحقائق أمام الرأي العام الدولي.

وأدت هذه الأعمال العدائية إلى تردي العلاقات الثنائية ، مما دفع بالجزائر إلى قطع العلاقات الدبلوماسية مع نظام المخزن في ال 24 أوت الماضي دفاعا عن النفس، و تبعتها خطوة ثانية تمثلت في الغلق الفوري لمجالها الجوي أمام الطائرات المدنية والعسكرية المغربية و تلك التي تحمل رقم تسجيل مغربي .

وقد أظهرت التطورات المتلاحقة بأن الجزائر كانت محقة في مثل هذه القرارات السيادية ذات الصبغة الدفاعية و منها إقدام المخزن مؤخرا على اغتيال 03 سائقين جزائريين على مقربة من الحدود الموريتانية -الصحراوية بواسطة سلاح متطور يعتقد أنه “درون ” من صنع الصهاينة في تل أبيب.

تسعى الرباط إلى تعزيز التواجد العسكري للكيان ال”إسرائيل”ي على حدود الجزائر بالتزامن مع معركة دبلوماسية شرسة تخوضها الجزائر بالتعاون مع قوى مؤثرة داخل الإتحاد الإفريقي وعلى رأسها دولة جنوب إفريقيا لمنع حصول العدو ال”إسرائيل”ي على “عضوية مراقب” داخل الإتحاد الإفريقي لأن ذلك يشكل خطرا على وحدة و تضامن دول الإتحاد حيال القضايا العادلة ومنها تلك المرتبطة بتصفية الاستعمار، بينما يسعى نظام المخزن في الجهة المقابلة إلى منح هذه العضوية لقتلة الأطفال والنساء والمدنيين في فلسطين المحتلة.

وبناء على هذه الوقائع، لا يستبعد الملاحظون بأن الجزائر هي المستهدفة بهذه التحركات الصهيونية الاستفزازية على حدودها الغربية في إطار الضغوط التي يمارسها نظام المخزن للتأثير على موقفها الثابت والمبدئي والمؤيد للشعب الصحراوي في ممارسة حقه في تقرير المصير.

يمكنكم متابعة المزيد من أخبار و تحليلات عن الصحراء الغربية اليوم عبر موقع أفريقيا برس