أفريقيا برس – الصحراء الغربية. اعتلت الأرجنتين وبطلها الشهير ليونيل ميسي منصة التتويج في نهائي مونديال قطر لتفوز بأول بطولة كأس عالم تنظم في المنطقة العربية، بعد مباراة مليئة بالمفاجآت، وكانت أكثر نهائي مثير والأغرب في التاريخ بحسب المحللين، وصنفت أنها مباراة من العيار الثقيل.
ولم تفلح محاولة النجم الشاب كيليان مبابي في إنقاذ منتخب فرنسا من خسارة وشيكة أمام نظيره الأرجنتيني، بالرغم من أنه أعاد له للحظات الأمل في التتويج بلقب مونديال قطر 2022 بعد تسجيله هدفين في غضون دقيقتين في المباراة النهائية على استاد لوسيل، قبل أن يحتكم التانغو والديكة لشوطين إضافيين حفلا بهدفين رائعين.
وابتسمت ركلات الترجيح للبرغوث الذي عزف لحن نهاية مشواره الرياضي مع فريق التانغو بمقطوعة ستظل راسخة في تاريخ البطولات الرياضية، وأسعد مئات ملايين المشجعين عبر أنحاء العالم.
ونجحت قطر في رفع التحدي ونظمت أفضل بطولة كأس عالم في التاريخ وفق تأكيدات العديد من المسؤولين في الاتحاد الدولي لكرة القدم، ليتوج حفل الختام جهودا استمرت منذ 2010.
وجاء النجاح القطري رداً على حملة افتراءات وتشكيك اعتبرتها قطر محاولة للنيل من أول دولة عربية وإسلامية تستضيف الحدث الرياضي الأهم في العالم.
ورفعت الدوحة التي سجلت حضوراً إيجابياً واسعاً في جميع الأخبار، السقف عالياً أمام الدول الأخرى التي ستنظم النسخ المقبلة من المونديال، حيث أتعبت قطر من سيستضيف كأس العالم بعدها.
وتجمع شهادات كثيرة أن القطريين بذكاء وحكمة، خططوا جيداً للحدث، وحقق مونديال العرب النجاح فنياً وتنظيمياً، وأدخل الفرحة في كل البلاد العربية التي تابعت البطولة التي منحتهم الفخر، لأنها نظّمت باسم كل العرب.
ومن لحظة إطلاق صافرة مونديال قطر، وحتى تسليم الكأس، سجل الحدث اهتماماً واسعاً على ضوء النتائج المحققة، وجعل من بطولة كأس العالم التي تستضيفها لأول مرة دولة عربية، تجري في ظروف ممتازة مع مفاجآت جعلتها محط اهتمام عشاق الساحرة المستديرة في كل مكان. ولحظة أعلن الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، أمير قطر تدشين بطولة كأس العالم FIFA قطر 2022TM بحضور الأمير الوالد، الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني، الذي كان عراب ملف الترشح لاستضافة البطولة، أمام أكثر من 67 ألف مشجّع، شهد العالم انطلاقاً من حفل ومباراة افتتاح أول نسخة من المونديال بنكهة شرقية، ولفتت حركة الشيخ تميم بن حمد، أمير قطر، توشيح أسطورة الأرجنتين باللباس التقليدي في دول الخليج والشام (المعروف بالبشت)، لحظة تتويجه بطلا لكأس العالم.
وحصدت قطر رسمياً لقب الدولة التي نظمت أفضل نسخة مونديال في التاريخ، وجعلت بطولة كأس العالم لأول مرة شرقية بامتياز، دفعت عشاق الساحرة المستديرة الوافدين من كل مكان لفهم واستيعاب تفاصيل الحياة في المنطقة العربية، بعيداً عن الصورة النمطية التي رسمتها هوليوود في أذهان الناس.
وساهمت البطولة في تصحيح العديد من المفاهيم الخاطئة عن الشرق في العالم، كما كانت نقطة تحول مفصلية في تاريخ إيصال الصوت الفلسطيني إلى الخارج.
وسجلت فلسطين وقضيتها حضوراً طاغياً في مونديال قطر، وهي بطولة كأس العالم التي تستضيفها لأول مرة دولة عربية، وكانت محطة مفصلية أكدت عمق التزام الجماهير بقضية العرب جميعاً من المحيط إلى الخليج.
ولم يكن التضامن مع القضية الفلسطينية والدعاية السياسية التي حظيت بها منذ الأيام الأولى للمونديال أمراً مسبوقاً، وهو أحد إنجازات هذا المونديال على المستوى العربي، إذ أعاد قضية فلسطين إلى واجهة الصدارة والاهتمام.
وفشلت دعوات المقاطعة التي وجهتها جهات مختلفة شنت حملة على قطر، أمام النجاح الذي حققته بطولة كأس العالم، وبلغ عدد الحضور في مباريات دور المجموعات لمونديال قطر 2.45 مليون مشجع، ما معدله 96% من سعة الملاعب، وذلك وفق الأرقام التي نشرها الاتحاد الدولي لكرة القدم «فيفا» وتجاوزت أرقام البطولات السابقة.
أرقام الاتحاد الدولي كشفت أن مباراة الأرجنتين والمكسيك بالجولة الثانية من منافسات المجموعة الثالثة – والتي حقق فيها ليونيل ميسي ورفاقه فوزاً مصيرياً 2- صفر بعد هزيمة صادمة أمام السعودية 1- 2، كانت على سبيل المثال الأعلى حضوراً بالمدرجات منذ مونديال الولايات المتحدة عام 1994، إذ بلغ عدد الجمهور في ملعب لوسيل 88.966 متفرجاً.
ودور المجموعات أسفر عن تأهل منتخبات من جميع القارات إلى ثمن النهائي لأول مرة في تاريخ كأس العالم، ثلاثة منها تحت لواء الاتحاد الآسيوي (أستراليا، اليابان وكوريا الجنوبية) للمرة الأولى أيضاً. وتأهل للمرة الثانية فقط منتخبان أفريقيان (السنغال والمغرب) بعد أولى عام 2014.
وحضر رؤساء دول وحكومات ومسؤولون دوليون الحدث، حيث تواجد في مدرجات ملعب «لوسيل» الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، الذي فرح كثيراً للأهداف التي سجلها امبابي لكنه تحسر على خسارة بلاده اللقب. كذلك حضر الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، الذي وصل العاصمة القطرية الدوحة لحضور حفل اختتام مونديال قطر 2022، بدعوة من أمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني.
وشهد حفل الختام أمسية فنية متنوعة، تخللتها توليفة موسيقية من الأغاني الرسمية للبطولة، والتي جرى تقديمها مباشرة أمام الجماهير في الملعب بحضور كوكبة من المغنين.
وأدى دافيدو وعايشة أغنية «هيا هيا»، بينما قدّم الفنانان أوزونا وجيمس أغنية «أرحبو»، بالإضافة إلى الفريق النسائي المكوّن من نورة فتحي وبلقيس ورحمة رياض ومنال الكامل، والذي أدى أغنية «لايت ذي سكاي». كما شهد حفل الختام تمايل الراقصين على أنغام الموسيقى وسط حالة من التفاعل والحماس في المدرجات.
وأصبحت الحكمة الفرنسية ستيفاني فرابار، المرأة الأولى التي تتولى التحكيم في بطولة كأس العالم، وشكّلت أيضا إلى جانب نوزا باك وكارن دياز، الثلاثي النسائي الأول الذي يتولى إدارة مباراة في تاريخ البطولة.
وأوضح بيان فيفا أن البرتغالي كريستيانو رونالدو سجل رقما قياسيا جديدا في مباراته ضد غانا، وأصبح اللاعب الأول الذي يسجل في 5 نسخ مختلفة من بطولة كأس العالم.
وكان النجم الأرجنتيني ليونيل ميسي مزهواً بأن أصبح اللاعب الأكثر مشاركة في كأس العالم لكرة القدم، بعد دخوله التشكيل الأساسي لمنتخب التانغو أمام نظيره الفرنسي. وسجل ميسي ظهوره رقم 26 في المونديال ليحطم الرقم القياسي السابق والذي كان يتقاسمه مع الأسطورة الألماني لوثار ماتيوس برصيد 25 مباراة لكل منهما.
كما حاول ميسي المنافسة على جائزة هداف البطولة مع النجم الفرنسي الشاب كيليان مبابي.
وخلال دقائق المباراة بحث ميسي عن المزيد من الأرقام القياسية خلال الظهور الأخير له في المونديال، بعدما أصبح الهداف التاريخي لبلاده في كأس العالم، متخطيا إنجاز مواطنه غابرييل باتيستوتا.
واستقطب مهرجان فيفا المشجعين لبطولة كأس العالم 2022 في قطر، في حديقة البدع أكثر من 1,8 مليون مشجع استمتعوا بالنقل المباشر للمباريات وفقرات الترفيه التي يتيحها المكان.
وشكل مهرجان الفيفا للمشجعين الذي افتتح يوم 19 تشرين الأول/نوفمبر وجهة للمشجعين الأجانب والمحليين خلال البطولة، حيث تم عرض كل مباريات كأس العالم على شاشة عملاقة يبلغ طولها 1800 متر، بالإضافة إلى فقرات ترفيه مجانية عرفت مشاركة بعض الأسماء ذائعة الصيت في عالم الموسيقى العالمية مثل ديبلو ومالوما وكيز دانييل ونورة فتحي وترنداد كاردونا وكالفن هاريس.
يمكنكم متابعة المزيد من أخبار و تحليلات عن الصحراء الغربية اليوم عبر موقع أفريقيا برس