الصومال.. حادثة تفجيرات فندق”سيل”.. هل كانت تستهدف الرئيس؟

12
الصومال.. حادثة تفجيرات فندق
الصومال.. حادثة تفجيرات فندق"سيل".. هل كانت تستهدف الرئيس؟

الهضيبي يس

أفريقيا برس – الصومال. أعاد مشهد تفجيرات فندق “سيل” وسط العاصمة الصومالية مقديشو قبل أيام للأذهان ما تعرضت له المدينة خلال العام 2019 من أحداث راح ضحيتها نحو 30 شخصا ما بين قتيل وجريح.

وتأتي تفجيرات “سيل” قبل أيام بعد الهدوء والاستقرار النسبي الذي عاشته العاصمة مقديشو وعدد من المدن الأخرى خلال العامين الماضيين.

الحادثة التي تبنت حركة الشباب مسؤولية تنفيذها وراح ضحيتها حتى الآن 16 شخص فضلا عن إصابة 20 آخرين منهم شخصيات دستورية ومسؤولين في الحكومة الصومالية.

مراقبون أعتبروا أن الهدف من العملية هو الرئيس الصومالي حسن شيخ محمود في شخصه على اعتبار الموقع الجغرافي لموقع الفندق القريب من مكتب الرئيس.

وتتبنى الحكومة الصومالية منذ العام 2022 استراتيجية لمكافحة الإرهاب، تسعى من خلالها إلى إنهاء أنشطة حركة الشباب التي كانت تتبع لتنظيم القاعدة حتى العام 2016.

ويقول الباحث في الشؤون الصومالية محمد ابدون لموقع “أفريقيا برس”؛ “إن ما تعرضت له العاصمة مقديشو خلال الأيام الماضية من تفجيرات تكاد تحمل عدة دلالات ومعاني أهمها؛ إن حركة الشباب قادرة على الوصول إلى العمق الصومالي”.

وأشار أبدون إلى ان الحكومة ما تزال تعاني من هشاشة مستويات التأمين للمرافق الأساسية، باعتبار أن موقع الفندق الذي تعرض للتفجيرات يتاخم مكتب الرئيس نفسه، ما يشير إلى أن الاستهداف لمكتبه ومقر اقامته ربما سيكون جائزا مستقبلا وهي الرسالة التي على ما يبدو أن حركة الشباب أرادت ان تبعثها للحكومة الفيدرالية التي تتبنى استراتيجية مكافحة الإرهاب منذ ما يقارب العامين.

ويضيف ابدون “التفجيرات بدورها قد أخرجت الحكومة عقب الاستقرار النسبي الذي شهدته مقديشو خلال الفترة الماضية من حيث قيادتها لعمليات العسكرية جنوبي وشرقي البلاد”.

وشدد أبدون على ضرورة الالتفات لتأثيرات ومآلات الحادثة خاصة وان حكومة الرئيس حسن شيخ محمود هي الآن موضوعة تحت آليات الرقابة بالنسبة للأحزاب السياسية الصومالية التي قد تلجأ إلى “البرلمان” لسحب الثقة عن الحكومة حال فشلها في تحقيق اي نجاح بشأن برنامج مكافحة الإرهاب.

وقال أبدون “على ما يبدو هناك من يسعى على الدوام لإرسال رسائل مفادها بأن الصومال ستظل تلك الدولة التي ستقبع دائما في حالة الاضطرابات والهشاشة الأمنية والضعف الاقتصادي والاجتماعي ولن تنتقل من محطة الفوضى إلى الاستقرار”.

وأضاف أبدون “قطعا هناك من يسير في طريق حياكة المؤامرات وصناعة الأزمات لصالح عدم استفادة الصوماليين من مواردهم اقتصاديا، ورفع مستوى التطور بشكله الاجتماعي والتأسيس لنظام حكم جديد بخلاف ذلك الذي كان يسيطر على البلاد منذ تسعينيات القرن الماضي”.

واعتبر أبدون أن أعين العالم كلها باتت تتجه نحو دول منطقة شرق أفريقيا في ظل التنافس الكبير ما بين الاقطاب الدولية والتحالفات الاقتصادية حول منطقة البحر الأحمر وممرات التجارة الدولية، والصومال بموقعها الجغرافي يؤهلها للعب دور مستقبلي مهم لغاية وسط ما يجري من تنافس حاليا، ما قد يدفع بعض الدول في منطقة القرن الأفريقي للتخطيط حول كيفية إيقاف هذا التمدد عن طريق خلق جملة من الاضطرابات الأمنية التي سيكون لها مردود سللبي اقتصاديا، وسياسيا.

في المقابل يشير المحلل للشؤون العسكرية الأمين اسماعيل في تصريح لموقع “أفريقيا برس”؛ أنه من حيث الوقائع والأحداث وتفسير لمجريات حادثة تفجيرات الفندق بوسط العاصمة “مقديشو” فهو أمر يدل على ضعف حالة التأمين لمحيط موقع الفندق وما يجاوره من مرافق حكومية تحمل طابع الحساسية. علاوة على ضعف مستوى التعامل مع المعلومات الواردة بالشكل الكافي، فعلى ما يبدو ان المجموعة المسلحة قد خططت بشكل دقيق باختيار الفندق ونواحيه باعتبار ما يحمل من ميزه تفصيلية وسياسية معا.

وأوضح اسماعيل أن تسرب تلك المجموعة لموقع وتنفيذ العملية، يدل أيضا على ارتباط عناصر حركة الشباب بالعاصمة مقديشو ومعرفة كل مقدرات الأجهزة الأمنية التي تتواجد حول محيط الفندق وتحركاتها كذلك، ما يعني أن حركة الشباب ربما تعمل على توفير معلوماتها من الحكومة نفسها. مبينا ان حادثة تفجيرات الفندق حملت مؤشرات لابد من تداركها بأقصى سرعة ممكنة من حيث زيادة مستوى التأمين للمرافق الحكومية، وتدريب كوادر قوات الشرطة بما يكفي للقيام بمهمة التأمين، فضلا عن التعرف على هويات كل من يتردد على تلك المرافق. سيما وان الحادثة تأخذ أهميتها من موقع الفندق الذي يقع على مقربة من مكتب رئيس الدولة، ما يعني بضرورة ان يتم التأخير من ناحية أمنية نقل موقع المكتب لمكان يكفل عدم تعرض الرئيس، ومسؤولي الدولة لأي حادث قد يعرض حياتهم للخطر. فعلى عموم الأمر فإن الحادثة قد كشفت بقدر كبير ثقوب الحكومة الصومالية من ناحية أمنية ما يتطلب الدفع بخطط بديلة لسد ثغرات الفراغ الذي تولد نتيجة لحادثة تفجيرات فندق “سيل”.

يمكنكم متابعة المزيد من أخبار و تحليلات عن الصومال اليوم عبر موقع أفريقيا برس

ترك الرد

Please enter your comment!
Please enter your name here