الصومال.. دلالات وتأثيرات تجديد حالة الطوارئ الأمريكية

5
الصومال.. دلالات وتأثيرات تجديد حالة الطوارئ الأمريكية
الصومال.. دلالات وتأثيرات تجديد حالة الطوارئ الأمريكية

الهضيبي يس

أفريقيا برس – الصومال. مددت الولايات المتحدة حالة الطوارئ الوطنية التي أعلنتها في عام 2010 لمدة عام آخر فيما يتعلق بالوضع المتعلق بالصومال الذي لا يزال يمثل تهديدا غير عادي للأمن القومي الأمريكي والسياسة الخارجية.

وبرر بيان البيت الأبيض القرار بتدهور الوضع الأمني واستمرار العنف بالإضافة إلى أعمال القرصنة والسطو المسلح في البحر قبالة سواحل الصومال.

وأضاف البيان أن حالة الطوارئ الوطنية المعلنة في 12 أبريل 2010 والتدابير المتخذة في ذلك التاريخ وفي 20 يوليو 2012 للتصدي لهذا التهديد ستظل سارية إلى ما بعد 12 أبريل 2024.

ويأتي هذا الإعلان بعد أن أصدرت السفارة الأمريكية في نيروبي يوم الاثنين الماضي تحذيرات أمنية لمواطنيها المقيمين في العاصمة مقديشو مشيرة إلى أنها تلقت تهديدات إرهابية باستهداف عدة مواقع بالمدينة.

وحسب مراقبين لتطورات الأوضاع في الصومال فإن الإدارة الأمريكية تظل تتخوف من ازدياد حجم التوترات بمنطقة البحر الأحمر وخليج عدن. مما يشكل تهديدا مباشرا لحركة الملاحة البحرية بينما لم تستطيع الحكومة الفيدرالية الصومالية حتى الآن تقديم أي خطوات تجاه الجماعات الإرهابية تكفل حماية ومصالح العديد من الدول.

ويؤكد الباحث في الشؤون الصومالية محمد أبدون لموقع “أفريقيا برس” ان “الإدارة الأمريكية ما تزال تضع الصومال تحت مجهر المراقبة على الرغم من حالة التقارب التي شهدتها علاقة الدولتين في الآونة الاخيرة بصورة سياسية وعسكرية”.

ويضيف ابدون ان “تمديد حالة الطوارئ الأمريكية بحق الصومال بقدر ما هو إجراء شكلي ظل يفرض على البلاد منذ مطلع العام2012، ولكن يحمل مؤشرات ودلالات وأبعاد سياسية، بأن هناك بعض مراكز القوى الداخلية بالولايات المتحدة الأمريكية وجزء من آلية اتخاذ القرار ما تزال تتخوف الذهاب بعلاقة البلدين إلى أبعد مما يجب، ما قد يحقق التطبيع الكامل عقب القطيعة التي امتدت لسنوات”.

وتابع ابدون “إعادة وتعزيز الثقة بين الحكومتين كذلك يحتاج إلى عدة مسائل أبرزها؛ قناعة الإدارة الأمريكية نحو ما يقوم به الصومال من جهد ناحية مكافحة الإرهاب وبحثا عن الأمن والسلم الدوليين في منطقة القرن الأفريقي، كذلك دعم واشنطن للصومال سياسيا على صعيد المنابر الدولية والإقليمية وليس الذهاب لفرض المزيد من العقوبات متى ما رغبت في التأسيس لعلاقة طبيعية “.

واعتبر ابدون أن المخاوف الأمريكية ترتفع مع ارتفاع وتيرة أعمال العنف في منطقة البحر الأحمر وخليج عدن وهو ما يجعل مقديشو أمام اختبار جديد في كيفية إزالة تلك الهواجس والمخاوف بوضع برنامج يعمل على الحد من أنشطة الجماعات الإرهابية وتطويق عملياتها العسكرية لسلامة وانسياب حركة التجارة الدولية التي تمر عبر المياه الإقليمية الصومالية.

ويوضح الكاتب الصحفي مسعود جادالله في تصريح لموقع “أفريقيا برس” ان “الولايات المتحدة الأمريكية تريد الاحتفاظ بشعرة معاوية مع الصومال، مع السيطرة والاحتفاظ بملفات منطقة دول شرق أفريقيا باعتبار الصومال التي عاشت اضطرابات أمنية وعسكرية خلال الثلاث عقود الماضية تحتاج إلى سياسات جديدة تكون قادرة على تجاوز أزمات الماضي رغم المؤشرات الإيجابية الأخيرة بتغير نظرة الإدارة الأمريكية ناحية الصومال خاصة ما بعد العام 2014 بمجئ نظام حكم جديد للدولة والذي بدأ بتأسيس علاقات خارجية مع دول الاتحاد الأوربي والولايات المتحدة الأمريكية وفقا لمنهج مستحدث يتسم بتبادل المصالح والاندماج مع المجتمع الدولي”.

وشدد جادالله على “أهمية جعل صفحة العلاقة ما بين مقديشو وواشنطن خالية من التوترات وحالة الشد والجذب، واضعين في الاعتبار مدى مستوى الاضطرابات التي باتت تهدد الدولتين من وقت لآخر بصورة مستمرة سيما وان الصومال يحتاج الى الولايات المتحدة الأمريكية لبلوغ نجاح استراتيجية مكافحة الإرهاب والتي ستنعكس على استقرار منطقة شرق أفريقيا ككل متى ما نفذت بشكل أمثل”.

يمكنكم متابعة المزيد من أخبار و تحليلات عن الصومال اليوم عبر موقع أفريقيا برس

ترك الرد

Please enter your comment!
Please enter your name here