خطوة طرد السفير “الإثيوبي”.. الدلالات والأبعاد

23

الهضيبي يس

 

أفريقيا برس – الصومال. أعلنت الحكومة الصومالية على نحو مفاجئ طرد السفير الإثيوبي، متهمة أديس أبابا بـ”التدخل الفج” في شؤونها الداخلية. ويأتي إعلان الحكومة في ظل النزاع مع إثيوبيا على اتفاق بحري وقّعته أديس أبابا مع منطقة صوماليلاند “أرض الصومال” الانفصالية في شهر يناير الماضي.

وأفادت الصومال في بيان؛ بأن وزارة الخارجية تلقت توجيهات بـ”إبلاغ سفير الحكومة الإثيوبية في جمهورية الصومال الفيدرالية بالعودة إلى بلاده للتشاور”. وأضافت أنها ستأمر بإغلاق قنصليتي إثيوبيا في إقليم (أرض الصومال)، وفي منطقة بونتلاند التي تحظى بحكم شبه ذاتي، وبمغادرة الدبلوماسيين والموظفين فيهما في غضون أسبوعين. وجاء في البيان أن الحكومة الإثيوبية “تتدخل بشكل فج في شؤون الصومال الداخلية، في انتهاك لسيادة الصومال”. واتّهمت مقديشو، أديس أبابا بتهديد سيادتها وسلامة أراضيها على خلفية اتفاق مع صوماليلاند أعطاها إمكانية الوصول إلى البحر.

وقال وزير الدولة الصومالي للشؤون الخارجية علي عمر على منصة “إكس”؛ “يتمسّك الصومال بسيادته في ضوء التدخل الإثيوبي في شؤوننا الداخلية، طلبنا من السفير الإثيوبي المغادرة في غضون 72 ساعة وسنغلق القنصليتين في هرجيسا وجروي”، وأضاف “نحن عازمون بشكل ثابت على حماية أراضينا”.

ووفقا للاتفاق السابق الذي جرى بين إقليم أرض الصومال، وإثيوبيا والذي بموجبه منحت حكومة الإقليم (الانفصالي) حق تشغيل ميناء بربرة لإثيوبيا لفترة مداها 50 عام. بالإضافة إلى استئجار مسافة 20 كيلومتراً من ساحل أرض الصومال، بالمقابل ستعترف إثيوبيا بالإقليم كدولة مستقلة. وسيكون بمقدور إثيوبيا وقتها إجراء أنشطة الاستيراد والتصدير عبر ميناء بربرة، وهو الميناء الأكبر في أرض الصومال.

ويؤكد الباحث في الشؤون الأفريقية إبراهيم ناصر لموقع “أفريقيا برس”؛ أن “الخطوة جاءت عقب وصول الأزمة الصومالية الإثيوبية ذروتها الأخيرة، وتشكل قناعة عند الحكومة الفيدرالية في الصومال انه لا مناط من اتخاذ قرار يبعث برسالة تفيد بأنها دولة نفسها طويل وقادرة على دخول كافة انواع الحرب الدبلوماسية والاقتصادية والعسكرية مع أديس أبابا”.

ويضيف ناصر “ما حدث هو أمر يدلل أيضا على حجم الضعف الذي تعيش فيه مؤسسات القارة الأفريقية من الاتحاد الأفريقي، ومنظمة الايقاد في التوسط لحل الأزمة وتوفير وصفات سياسية كافية لنزع فتيل الأزمة، والحد من وصولها لهذا المستوى، وهو ما قد يؤكد وقوع تلك المؤسسات تحت تأثير بعض الدول مما يفقدها الاستقلالية باتخاذ القرار ومهامها الأساسية التي من أجلها وجدت”. موضحا بأن الأزمة الصومالية الإثيوبية قد دخلت طورا جديدا من طبيعة ما يعرف بالحرب الباردة وسط جملة تعقيدات وعلاقات سياسية واجتماعية واقتصادية تجمع ما بين الدولتين منذ نحو خمسين عاما، ولكن حسب ناصر، تظل حالة انعدام الثقة وعدم وجود أي منهجية موضوعة من قبل بلد للتعامل تجاه الآخر بعيدا عن الانصياع لبعض المؤثرات الداخلية والخارجية مما أثار الأزمة التي تحولت في فترة وجيزة لصراع ربما يؤدي لصدام مسلح في حال عدم تدخل عقلاء القارة الأفريقية بأسرع وقت لحله”.

ويذهب الكاتب الصحفي عماد باشين في تصريح لموقع “أفريقيا برس”؛ إلى أن الصومال قام باتخاذ خطوة طرد السفير الإثيوبي نتيجة للاستجابة للضغوط الداخلية عليه وخوفا من ازدياد حجم التوترات الأمنية خاصة عقب ارتفاع حجم العمليات العسكرية التي باتت تقوم بها “حركة الشباب”. كذلك ترغب الحكومة الفيدرالية كسب صف الشعب عقب ظهور معارضة من قبل حكومات أقليم ارض الصومال، وبونتلاند لقرار إجازة الدستور مؤخرا في نسخته المعدلة، ما يعني أن الحكومة الصومالية حسب باشين؛ سعت لتسخير ما قامت به حكومات تلك الأقاليم من خلال فتح قنوات للتواصل مع “إثيوبيا” وقلب الطاولة عليهم بصورة سياسية والتأكيد أيضا على أنها ما تزال تمسك بخيوط اللعبة وعدة أوراق رابحة بوسعها الإستفادة منها متى ما أرادت ذلك.

وتوقع باشين ان تبدأ الحكومة الفيدرالية في الصومال عقب القرار بإطلاق حملة داخلية، وخارجية بغرض التعريف بدوافع ما حدث والدفاع عن قرارها أمام المؤسسات الصومالية مثل مجلسي الشعب والنواب، وبقيه حكومات الأقاليم، واقليميا كالاتحاد الأفريقي، والجامعة العربية، ودوليا من الأمم المتحدة، ومجلس الأمن.

يمكنكم متابعة المزيد من أخبار و تحليلات عن الصومال اليوم عبر موقع أفريقيا برس

ترك الرد

Please enter your comment!
Please enter your name here