واشنطن.. دلالات العودة العسكرية للصومال

16
واشنطن.. دلالات العودة العسكرية للصومال
واشنطن.. دلالات العودة العسكرية للصومال

الهضيبي يس

أفريقيا برس – الصومال. شرعت الإدارة الأمريكية في إرسال 1500 جندي يتبعون لقوات الافريكوم في القاعدة العسكرية بجيبوتي إلى الصومال. الخطوة التي تعد بمثابة إعادة العمل للقوات الأمريكية بعد انسحابها من الأراضي الصومالية خلال العام 2018 أبان عهد الرئيس الأمريكي السابق دولاند ترامب إنفاذ لقرار سحب 7 آلاف جندي. رغم أن سياسية الرئيس جو بايدن مضت في تطبيق استراتيجية الانسحاب على حساب مساعدة الدول النامية مثل الصومال في مكافحة الإرهاب عن طريق دعم الجيش الصومالي لوجستيا مما يسهم في تطوير قدراتة القتالية لمجابهة التهديدات الأمنية.

بينما يعتبر مراقبون سياسيون أن خطوة إعادة عمل القوات الأمريكية للصومال مجددا بعد نحو ثلاث سنوات من الانسحاب بأنه يهدف إلى إعادة التموضع من جديد في منطقة القرن الأفريقي، سيما وان بعض الدوائر الأمريكية تنظر لخطوة الانسحاب السابقة قد شكلت فرصة سانحة لأطراف تظل تخوض معها الولايات المتحدة الأمريكية غمار التنافس منذ سنوات مثل الصين، روسيا، تركيا مما سيفقدها الكثير خاصة وأن برنامج مكافحة الإرهاب في منطقة شرق أفريقيا الذي قامت واشنطن بوضعه قبل سنوات لم ينفذ بالكيفية التي تكفل تحقيق نتائج تصب في خانة إحكام الإدارة الأمريكية سيطرتها السياسية والاقتصادية على أفريقيا وفقا لما خطط له.

ويقول الخبير الامني الامين اسماعيل في حديث ل “أفريقيا برس” أن الولايات المتحدة الأمريكية يبدو أنها شعرت بحجم الخسائر التي تكبدتها جراء تخليها عن القارة الأفريقية خاصة على مستوى منطقة شرق أفريقيا، فهي المنطقة التي تجمع عدة دول من حيث الحدود المشتركة والتعقيدات الأمنية مثلما يحدث الآن في الصومال، أثيوبيا، السودان، روندا، الكونغو نتيجة لظهور مجموعات حاملة للسلاح ومساعيها للاستيلاء على السلطة عن طريق السلاح.

ويضيف إسماعيل أن الإدارة الأمريكية باتت تتخوف من صعود الكيانات المسلحة تلك على حساب الأنظمة السياسية مثل ما حدث مؤخرا في مجموعة دول منطقة غرب أفريقيا. وقطعا حال حدوث نفس الشيء نتيجة الاضطرابات الأمنية في منطقة شرق أفريقيا ستكون الولايات المتحدة وحلفاؤها من دول الغرب فقدت الكثير خاصة ضياع قدر ليس بالهين من الاستثمارات الاقتصادية، وسوق السلاح، وأيضا نقص مستويات استيراد الطاقة ما قد يضعف قوة مجموعة تحالف القطبية الأحادية (الرأسمالية) لصالح أطراف جديدة بدأت تتشكل في العالم.

ويشير الكاتب السياسي سهل عيدو في حديث ل “أفريقيا برس” أن لقاء الرئيس الصومالي حسن شيخ محمود مع وزير الدفاع الأمريكي قبل أيام بجيبوتي كان بمثاثة خطوة لإعادة الثقة مجددا بين الدولتين، مؤكدا أن الصومال عقب بعد البدء في استراتيجية مكافحة الإرهاب فهو يحتاج إلى دعم إقليمي ودولي ممثل في رفع الحظر عن استيراد الأسلحة، فضلا عن إنشاء قواعد عسكرية تستطيع تزويد الجيش بطائرات مقاتلة من طراز متقدم ولن يتسنى ذلك دون تحديد الحكومة لسياساتها الخارجية مستقبلا، بمعنى أن تنضم لتحالف القوى الغربية والولايات المتحدة الأمريكية، أو تظل تمضي في إنفاذ برنامج الاتفاقيات المبرم مع تركيا، قطر، الصين وروسيا.

مع الأخذ في الاعتبار أيضا فرضية أن الإدارة الأمريكية تتحسب كذلك لخوض الانتخابات بحلول العام 2024، إذ تعتبر أفريقيا محطة مهمة عندها وسط رأي عام بات يتشكل بأن الديمقراطيون تخلو عن القارة السمراء بما عجزت في حماية مصالح قضايا حقوق الإنسان، ومكافحة الإرهاب، والفقر، ورفع مستويات التعليم والصحة مما قد يقلص حظوظ الرئيس الأمريكي جو بايدن في الفوز بدورة رئاسة للمرة الثانية.

يمكنكم متابعة المزيد من أخبار و تحليلات عن الصومال اليوم عبر موقع أفريقيا برس

ترك الرد

Please enter your comment!
Please enter your name here