دور علماء الصومال في حماية المجتمع.. قراءة في مؤتمر العلماء الثالث

0
دور علماء الصومال في حماية المجتمع.. قراءة في مؤتمر العلماء الثالث
دور علماء الصومال في حماية المجتمع.. قراءة في مؤتمر العلماء الثالث

عبد الله عبد الرحمن محمود

أفريقيا برس – الصومال. يأتي مؤتمر علماء الصومال في دورته الثالثة ليؤكد المكانة المحورية للعلماء في حماية المجتمع الصومالي، وصناعة الوعي، وترسيخ الوحدة الوطنية.

وقد انعقد المؤتمر برعاية رئيس الجمهورية الدكتور حسن شيخ محمود، وبقيادة وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية التي تولت تنفيذ وتنظيم أعماله بتفانٍ مشهود، تحت إشراف الوزير الشيخ مختار روبو علي وطاقم الوزارة، الذين قدموا عملا متقنا على مستوى التنظيم والإدارة والاستضافة.

الرعاية السياسية والتنفيذ المؤسسي

إن رعاية رئيس الجمهورية لهذا المؤتمر تؤكد حرص الدولة على ترسيخ منهج الاعتدال، ودعم المرجعية الشرعية في مواجهة التحديات الفكرية والاجتماعية. كما يعكس نجاح وزارة الأوقاف في تنظيم المؤتمر واحتضان العلماء مشهدا وطنيا جامعا ينسجم مع تطلعات الشعب الصومالي نحو الاستقرار والتنمية.

دور العلماء في الداخل والخارج

شارك في المؤتمر علماء بارزون من مختلف أقاليم البلاد، إضافة إلى علماء قدموا من خارج الصومال، ما أضفى على أعماله ثراء معرفيا وتنوعا في الطرح، وأسهم في تعزيز مكانة مجلس علماء الصومال بوصفه مظلة جامعة للمدارس العلمية والفكرية في البلاد.

القيمة الثقافية والعلمية للمؤتمر

يحمل المؤتمر دلالات ثقافية وعلمية عميقة، من أبرزها:

1. تعزيز الهوية الإسلامية الجامعة: فالمجتمع الصومالي متجذر في قيمه الإسلامية، ويعيد هذا المؤتمر الاعتبار للمرجعية العلمية في حياة الناس وفي صناعة القرار المجتمعي والوطني.

2. نشر ثقافة الوحدة: وقد جاء شعار المؤتمر مستلهما من قوله تعالى: ﴿ولا تنازعوا فتفشلوا وتذهب ريحكم﴾ ليؤكد أن الانقسام السياسي والاجتماعي هو مصدر الضعف، وأن قوة الصومال تكمن في وحدته وتماسك نسيجه الوطني.

3. دعم خطاب الاعتدال ومواجهة الانحرافات الفكرية: وذلك من خلال الحوارات العلمية الهادفة، والبيانات الشرعية المتزنة التي عالجت قضايا المجتمع بوعي ومسؤولية.

البيان الختامي: رؤية شرعية لحماية المجتمع

أصدر العلماء في ختام المؤتمر بيانا شاملا لامس واقع الشعب وتحديات المرحلة، وتضمن جملة من القضايا المحورية، أبرزها:

1. مواجهة الإرهاب والتطرف: شدد البيان على حرمة الدماء، وخطورة الجرائم الإرهابية التي تشوه صورة الدين، داعيا إلى تعاون الدولة والمجتمع في حماية الأبرياء وتجفيف منابع الفكر المتطرف.

2. مكافحة المخدرات: حذر العلماء من خطر المخدرات وما تسببه من دمار للشباب والمجتمع، ودعوا إلى تكامل الجهود الرسمية والشعبية في محاربتها، وإغلاق منافذ انتشارها، ومعالجة آثارها السلوكية والاجتماعية.

3. التحذير من إساءة استخدام وسائل التواصل الاجتماعي: أكد البيان أن وسائل التواصل أصبحت في كثير من الأحيان بابا للفتنة، ونشر الشائعات، وإثارة الكراهية، وزعزعة السلم المجتمعي. كما دعا العلماء الشباب والمواطنين إلى الالتزام بالأخلاق الإسلامية في استخدامها، وتحمل المسؤولية الوطنية في الكلمة المنشورة، مطالبين الدولة بوضع ضوابط تحد من الأذى والشائعات التي تهدد الأمن الفكري.

4. رفض التفرقة والتمييز: ركز العلماء على نبذ التشرذم القبلي والسياسي، والدعوة إلى وحدة الصف، والتعاون على البر والتقوى بما يخدم مصلحة الوطن.

لقد أثبت مؤتمر علماء الصومال الثالث أنه ليس مجرد فعالية موسمية، بل هو منبر ثقافي ووطني يعيد ترتيب الأولويات، ويجدد الالتزام بالقيم الإسلامية الجامعة، ويعزز الثقة بين الشعب والدولة والعلماء.

وتبقى الإشادة بجهود الرئيس حسن شيخ محمود، والوزير الشيخ مختار روبو علي وفريق وزارة الأوقاف، ومجلس العلماء، وجميع العلماء المشاركين من داخل البلاد وخارجها، واجبة لما قدموه من خدمة جليلة للوطن، ودينه، ووحدته.

يمكنكم متابعة المزيد من أخبار و تحليلات عن الصومال عبر موقع أفريقيا برس