الجيش الصومالي.. بين فاتورة الخسائر وتمدد أجل الحرب

22

بقلم: الهضيبي يس

أفريقيا برسالصومال. تكبد الجيش الصومالي خلال العام 2021 خسائر فادحة ما بين المادية والبشرية؛ بسبب الدخول في معارك مع حركة الشباب الصومالية التي تسيطر على ما يقارب ثلثي الأراضي الصومالية، رغم جرعات التدريب والتأهيل العالية التي ظل يتلقاها الجيش الصومالي على يد الإدارة الأمريكية والبريطانية على مر السنوات الماضية لمجابهة العمليات الإرهابية، ما جعل سؤالاً يطرأ في أذهان الكثيرين من أوساط المجتمع الصومالي، فحواه: لماذا تراجع دور الجيش في تحقيق المكاسب خلال الفترة الأخيرة؟

راحج عمر – كاتب صحفي

يقول الكاتب الصحفي راحج عمر في حديث لـ”أفريقيا برس”، إن تراجع دور الجيش الصومالي يعود إلى مسائل عدة، منها التركيبة البشرية التي يقوم عليها الجيش “الفيدرالي” من مجموع أقاليم مختلفة، ما يعني  حسب راحج عدم القدرة على القتال ضد أبناء المناطق التي ينتمون إليها في كثير من الأحيان، خاصة وأن معظم المعارك غالباً ما تُستخدَمُ فيها المجموعات السكانية كدروع بشرية، كذلك حالة الإنهاك التي يعيش فيها الجيش الصومالي نتيجة للدخول في معارك بشكل دائم بالتأثير في الروح المعنوية، أيضاً طبيعة الحرب نفسها التي أثرت في الجيش باستطالة أمدها وسط إمكانيات متواضعة.

جميع هذه العوامل انعكست بصورة مباشرة على رغبة الجنود الصوماليين في مواصلة الحرب وسط عدم وجود مؤشرات لنهايات متوقعة، ولا سيما أن الجيش بات يدرك بأنه يخوض حرباً وفق لأجندات سياسية لها معطيات وأهداف دولية مساحتها الجغرافية الأراضي الصومالية، في إشارة إلى الحرب ضد حركة الشباب المصنفة إرهابياً.

يوسف جراد، كاتب صحفي

يوسف جراد، كاتب صحفي ويشير الكاتب الصحفي يوسف جراد في حديث لـ”أفريقيا برس”، إلى وقوع ما يقارب نحو 500 جندي ما بين قتيل وجريح في عدة معارك في إقاليم الصومال خلال العام 2021، لأسباب منها توفر معلومات عند حركة الشباب عن مراكز ونقاط وجود الجيش، مما ساعد وسهل تنفيذ العديد من العمليات العسكرية، بالإضافة إلى الإدراك التام والمعرفة بطبيعة الجغرافيا بالنسبة لحركة الشباب، لمعظم المدن والأقاليم التي تخوض فيها معاركها العسكرية، بينما عدم استفادة الجيش الصومالي من حجم التدريب الذي تلقاه لمكافحة الحركة، يرجع إلى عدم القناعة التامة بأنه يخوض حرباً هدفها الحفاظ على الأمن القومي الصومالي، كم نوه جراد أن هشاشة الدولة ومؤسساتها لعبت دوراً أيضاً في تراجع الجيش بتحقيق انتصارات.

وحسب جراد فإن: “مستقبل الجيش الصومالي، سيكون مجهولاً متى ما مضى بهذه الكيفية، وربما يعايش نفس الظروف والأوضاع التي خاضها الجيش الأفغاني في أيامه الأخيرة رغم ما وجده من دعم ومساندة”.

ترك الرد

Please enter your comment!
Please enter your name here