بسبب الأرض والسلاح، الحرب في الصومال تشتد بين “الشباب” و “داعش”

22
بسبب الأرض والسلاح، الحرب في الصومال تشتد بين

الهضيبي يس

أفريقيا برس – الصومال. اندلعت مواجهات عسكرية ما بين حركة الشباب الصومالية، وتنظيم داعش بولاية بورتلاند، أسفرت عن مقتل العشرات وإصابة المئات خلال الأيام الماضية. ليعود الصراع بين التنظيمين المتطرفين إلى الواجهة من جديد، محاولاً السيطرة على أكبر مساحات الأراضي الجغرافية الصومالية، حيث تهيمن حركة الشباب على معظم الأراضي والقرى الواقعة شمالي البلاد من ولايات بورتلاند، بلعبد، وغلمد، وهي تكاد تعادل 40% من الأرضي الصومالية، وتتمتع بقدر كبير من الموارد المعدنية والغابات حيث يكثر إنتاج “الفحم” الذي استفادت منه الحركة في تحقيق عائد أرباح فاق 7 ملايين دولار.

تنظيم “داعش” بدوره يسعى إلى عدم فقدان مناطق الجنوب الصومالي من “عدو برى، وجلب”، فهو يبسط نفوذه على نحو 30% من الأراضي الواقعة جنوب البلاد.

الخلافات بين الشباب وداعش على أرض الصومال ما تلبث تهدأ حتى تعود مجدداً للحرب، بسبب التنافس على الأرض وتجارة السلاح وبقية الموارد الأخرى. ولم تفلح جميع المحاولات السابقة في طي ملف الخلافات السابقة بين الجماعتين برغم من إبرام اتفاق في العام 2015 ما بين الشباب، وقائد تنظيم “داعش” وقتها عبدالقادر مؤمن على إنهاء الخلافات والالتفات إلى محاربة القوات الحكومية والدولية، ولكن بحلول العام 2018 خرجت حركة الشباب ببيان كان بمثابة قاصمة الظهر في شكل وطبيعة العلاقة بين التنظيمين، تضمن دعوة صريحة بإعلان الجهاد على تنظيم داعش وعقب عمليات استقطاب استهدفت عناصر الحركة بالانضمام إلى “داعش”.

الكاتب الصحفي أحمد عمر خوجلي
أحمد عمر خوجلي – كاتب صحفي

ويقول الكاتب الصحفي أحمد عمر خوجلي في حديث لموقع “أفريقيا برس”؛ هناك عدة أسباب تجعل من اشتعال الحرب بين حركة الشباب، وتنظيم الدولة متوقعاً، منها الاختلاف الفكري، حيث تدين الحركة بالولاء لـ “القاعدة” بينما “داعش” يرى العنف الوسيلة الأنجع لمحاربة دعاة الهيمنة على الشعوب.

وأضاف خوجلي: “ما تعرض له داعش من ضربات وخسائر في دول مثل سوريا، اليمن، العراق جعله يعمل على نقل استراتيجية عمله إلى منطقة تتسم بالضعف والهشاشة فكان أمامه “الصومال”، وهو ما شكل خطورة جديدة على حركة الشباب التي تعمل جاهدة في الحد من تمدد تنظيم الدولة وعدم فقدان مزيد من الأراضي الصومالية، مما قد يجعلها تتعرض للضعف، أيضاً التحاق مجموعة من عناصر حركة الشباب، بتنظيم الدولة في بلاد الصومال أثار مخاوف الشباب عقب ظهور عوامل ووسائل جديدة باتت تستخدم للاستقطاب”.

علي سعيد - كاتب صحفي
علي سعيد – كاتب صحفي

ويشير الكاتب الصحفي علي سعيد في حديث لموقع “أفريقيا برس”: “يستوجب عدم النظر إلى الصومال بمعزل عن بقية دول شرق أفريقيا من” كينيا، جيبوتي، إثيوبيا، و رواندا” التي تأثرت هي الأخرى بفعل التنظيمين، وسعت إلى محاربة الجماعات المتطرفة بكافة السبل لتأثر العديد من مصالح المنطقة بأفعال كل طرف سياسياً، اقتصادياً، واجتماعياً.

ويضيف سعيد: “تعيش الصومال الآن أسوأ مراحلها الأمنية، حيث باتت الحكومة تسيطر على نحو 30% من الأراضي بينما ما تبقى يقع تحت يد الجماعات المتطرفة، وهو أمر قطعاً خطير للغاية ويؤشر إلى سقوط الدولة”.

وحال سقطت الدولة في يد أحد التنظيمات الإرهابية فإن الصراع -حسب سعيد- سوف يشتد بين حركة الشباب، وتنظيم الدولة بهدف إزاحة أحد الأطراف للآخر وستكون وقتها الضحية “الصومال” الشعب، والأرض، ما يدعو إلى تحرك المجتمع الدولي لدعم مجهودات القوات الحكومية” الجيش الوطني” وكذا القوات الدولية للبعثة الأممية “اميصوم” بإنهاء أي خطط ومشاريع تتبناها الجماعات المتطرفة.

يمكنكم متابعة المزيد من أخبار و تحليلات عن الصومال اليوم عبر موقع أفريقيا برس

ترك الرد

Please enter your comment!
Please enter your name here