الصومال.. الإنتخابات الديمقراطية في خطر

98
انتخابات الصومال

بقلم : الهضيبي يس

أفريقيا برسالصومال. رُغم الإرتياح الذي سَادَ الشارِع الصومالي عقِب التوصل لإتفاق بين مؤسسة الرئاسة و” البرلمان ” على أثر المؤتمر التشاوري إلَّا إنَّ المخاوِف والهواجِس مِن عدمِ الإلتزام بتنفيذ ماتَمَّ الإتفاق عليهِ في غُضونِ شهرين بقيام الإنتخابات. وكانت الإنتخابات قد أُجِلت مرتين العام الماضي؛ إذ باءت مُحاولات إجرائها بِالفشلِ في سبتمبر ونوفمبر 2020 أعقبها تمديد الرئيس الصومالي، محمد فرماجو لِسُلطتِهِ في 8 فبراير الماضي .

ستون يومًا

بينما هُنَاكَ من يعتبِر مُدة الستون يومًا لقيام الإنتخابات الصومالية بغير كافية وسط جُملة مِن التعقيدات والقضايا الشائكة التي مِن الصعبِ حلها خِلال تِلك الفترة. يقول الكاتب الصحفي محمود عيدي في حديثٍ لموقع ” أفريقيا برس ” : هُنَاك عُدة أسباب تقِف مِن وراءِ تحديد تِلك المُدة مِنها إمتصاص الغضب الشعبي الذي تتعرض لهُ الحُكُومة بِصورةٍ يومية. كذلك إفساح المجال للأحزاب والقوى السياسية لِترتيب نفسِها للعملية الإنتخابية عقِب فشلِها خِلال الجولة الأولى مِن الإنتخابات. مدى التأكيد للمُجتمع الدولي بِأنَّ ” الصومال ” حريص على التحول الديمقراطي سِياسيًا بِصورةٍ تضمنُ مُشاركة الجميع.

ويلفت عيدي إلى الإحتياجات الإقتصادية ،فَوِفقًا لِلحُكُومة الصُومالية فإنَّ ميزانية العملية الإنتخابية تحتاج إلى نحوِ مايزيد عن 40 مليون دولار ، ناهيكَ عن بقية القضايا الشائكة التي لها تأثير بِشكلٍ مُباشِر ، كاللجان الإنتخابية وإنتخابات أعضاء صوماليلاند وتشكيل لجنة أمن الانتخابات التي مِن المُمكِن أن تخلِق خِلافات تُعرقِل تنظيم الإنتخابات.

حديث فروماجو

بِالمُقابِلِ كان قد إتَهَمَ الرئيس الصومالي محمد عبدالله فرماجو ، دولًا لم يُسمِها بـ “الضلوع” في إفشال مُجريات المفاوضات لإنهاء الخِلافات السياسية حول الإنتخابات الرئاسية والبرلمانية” في البلاد. وإعتبَرَ ” فرماجو” أنَّ الوضع العام في البِلاد يشهَد تدخُلًا خارِجيًا لاسيما الإنتخابات ، وهو ما يُشكِل تحديًا أمام أي تقدُم لِلتوصُلِ إلى حلٍ نهائي حول الإنتخابات المُقبِلة، دون ذِكرِ جِهةٍ بِعينها ، مُطالِبًا البرلمان ” المساهمة في إنهاء الأزمة السياسية التي تُعيق إجراء الانتخابات تفادِيًا لخيبة أمل الشعب الذي يتَطلَع إلى إجراء إنتخابات ديمقراطية .

ومن أبرز النِقاط الخلافية بين الحُكُومة ورؤساءِ الأقاليم الفيدرالية هو تشكيل اللجان الإنتخابية إلى جانِب (إقليم جدو) الذي تدور فيه خِلافات سياسية بين الحُكُومة ورئيس ولاية جوبالاند المحلية .

ويُنتخب مجلس الشيوخ (51 عُضوًا) مِن قِبل برلمانات الولايات الخمس عبر 11 مركز إقتراع، بينما يُنتخب أعضاء مجلس الشعب (275) عُضوًا، والذي لم يُحدد بعد موعِد إجراء إنتخاباتِهِ ، من قبل حوالي 30 ألف ناخِب قبلي يتِم إختيارِهِم مِن القبائل الصومالية .

ويُشير الكاتِب الصحفي ” حسن مودي عبد الله ” في إفادتِهِ لموقع ” أفريقيا برس ” أنهُ رُغم الجدول الزمني الذي أعلَنَ عنهُ رئيس الوزراء الصومالي “محمد حسين روبل” لِقيامِ الإنتخابات الرئاسية والبرلمانية مابين مطلع شهر أغسطس – وديسمبر القادِم.

وماتعيش فيه الصومال قد يحول دونَ قيام الإنتخابات فقد وضع رئيس الوزراء بهذا الإعلان العُقدة في المُنشارِ للرئيس الصومالي “فورماجو” الذي يطمح سِياسيًا في الوصول إلي تسوية مع جميع الأطراف المُعارِضة عقِب موجة الغضب التي تَعَرَضَ لها من قبل الشارِع إضطرتهُ بِقبولِ التنحي.

إضطراب وعُزلة

تعود أسباب الوضع المُضطرِب في الصومال إلى أكثر من مُجرد أزمة دستورية، إذ أنَّ هذا الصِراع المُسَلَح الذي بدأ مُنذُ نحوِ ثلاثة عقود أصبَحَ أكثر الأزمات الأمنِّية مُتعدِدة الإتجاهات تعقيدًا في العالم. وحديث الرئيس “فورماجو” الأخير عن وجود أيادِي خفية تلعب في مِقوَدِ القيادة وهدفُها تعطيل أي عمل يُحقِق الإستقرار لِلشعب الصومالي،
مايعني إدراك الرئيس الجيد بِأنَّ مايحدُث تجاوز شخصهُ كما كان يعتقِد ويُروِجُ لهُ البعض بِوجودِ جِهات خارِجية تُريد للصومال البقاء في ذات المحطة السِياسِية والإقتصادية مايُعزِزُ مفهوم دولة الحرب والجوع والفقر .

ويوضح مودي مايتطلب مُشاركة المُجتمع المدني واللاعبين مِن أجلِ صُنع السلام للعمل مع لاعبين أمنِّيين لِتجسير الهوة بين الدولة والمُجتمع ، ويجب تنفيذ ذلك إلى جانِب خُطوات مُفيدة تقوم بِها الحُكُومة وقادة العشائر ، لِلمُساعدة على إنهاء الأزمة .

صعود المعارضة

وكانت اللجنة الوطنية للإنتخابات قد أعلنت أنَّ حزبين مُعارضين داخِل (إقليم أرض الصومال ) المُنشق في الصومال فَازَا بِأغلبيةِ المقاعِد في أول إنتخابات برلمانية يُجريها الإقليم مُنذُ 16 عامًا .

إنَّ (حزب أرض الصومال الوطني ) الذي يُطلَق عليهِ إسم وداني فاز بِعددِ 31 مقعدًا مِن مقاعِد البرلمان وعددها 82 مقعدًا في حين حصَلَ (حِزب العدالة والرفاه ) على 21 مقعدًا .

وكانَ حِزبَا المُعارضة في بيانٍ مُشترك في أعقابِ الإعلان عن نتائج الانتخابات أعلنَا تَحالُفًا سِياسِيًا لِتحديدِ رئيس برلمان أرض الصومال وذلِك يُشير إلى أنَّ الحزبين سَيَتَفِقَان على مُرشحٍ واحِد لِرئاسةِ المجلِس .

وقال الحزبان اللذان فَازَا معًا أيضًا بِأغلبيةِ مقاعِد الإنتخابات البلدية أنهُما يهدُفانِ إلى التعاونِ في المجالِس المحلية بِمُختلِفِ أنحاء الإقليم وإختيار رؤوساء البلديات.

وكان ساسة في الإقليم وصفوا الإنتخابات بِأنها نموذج للإستقرار النِسبِي في أرض الصومال الذي إنشقَ عن الصومال في 1991 لكنهُ لم يحظَّ بِإعتراف دولي واسِع بِإستقلالِهِ. ورشَّحت الأحزاب الثلاثة إجمالًا 246 مُرشَحًا لِخوضِ الإنتخابات. وقالت لجنة الإنتخابات : إنَّ أكثر من مليون ناخِب سجلوا أنفُسهُم لِلمُشاركة في التصويت من بين سُكان الإقليم البالِغ عددُهُم نحو أربعة ملايين نسمة.

ترك الرد

Please enter your comment!
Please enter your name here