الصومال.. البعثة الأممية ما بين تجديد التفويض وتحديات الطريق

40

بقلم: الهضيبي يس

أفريقيا برسالصومال. جدد مجلس الأمن الدولي التفويض للبعثة الأممية في الصومال (أميصوم) حتى شهر مايو من العام 2022. البعثة التي كونت بموجب قرار أممي في العام 2007؛ تضم دول يوغندا، بورندي، كينيا، جيبوتي، وسيراليون، بواقع قوات فاقت نحو (18) ألف جندي، أوكلت إليهم مهمة حفظ السلام والاستقرار بالدولة التي تشهد حربا منذ عقود.

مهمة أساسية

عويس عدو، محلل سياسي

يقول الكاتب الصحفي عويس عدو في تصريح لموقع “أفريقيا برس”، “تُعدُّ المهمة الأساسية للبعثة هي محاربة حركة الشباب الصومالية ورغم ما سبق لم تستطع البعثة تحقيق قدر كبير من النجاحات على مستوى المهمة التي أوكلت إليها، ما دفع الحكومة الصومالية في يوليو من العام 2021 لمطالبة الاتحاد الأفريقي ومجلس الأمن بسحب قوات البعثة بحلول ديسمبر ذات العام”.

أزمة ثقة

ويضيف عدو أن الصومال استندت في طلبها على عدة مسائل منها: تعرض قوات البعثة لهجمات متتالية من قبل حركة الشباب والعجز عن صدها، كذلك تدخل رئيس البعثة خلال العام 2019 في شؤون البلاد الداخلية الأمر الذي استدعى طرده خارج البلاد.

وتعود تفاصيل الخطوة – والحديث لـ عدو – إلى تصريحات رئيس البعثة عن تقاعس القوات الصومالية في حماية المدنيين، وأن مهمة البعثة تأمين وصول المساعدات الإنسانية للمواطنين.

دعم دولي

محمد علي فزاري، محلل سياسي ومراقب لشؤون القرن الأفريقي

ويشير الكاتب الصحفي محمد علي فزاري إلى أن البعثة الأممية في الصومال (أميصوم) تحظى بقدر من التمويل، فقد تجاوزت جملة منصرفات البعثة حتى منتصف العام 2021 مليار دولار. وتتمتع البعثة بحسب فزاري بدعم لوجستي كبير على مستوى تدريب القوات وبناء القدرات، وتوفير كافة احتياجات المعسكرات والعتاد العسكري.

دول الجوار

ويؤكد فزاري بأن إسهام كل من دول الولايات المتحدة الأمريكية، وبريطانيا، تركيا، وفرنسا في مساعدة البعثة على تنفيذ مهامها. وتكاد تنحصر مهمة البعثة في محاربة حركة الشباب الصومالية التي تدين بالولاء إلى تنظيم القاعدة وتسيطر على مساحات شاسعة من الأراضي الصومالية.

خسائر البعثة

تعرضت البعثة الأممية لخسائر مادية وبشرية خلال (15) عاماً التي قضتها على أرض الصومال، حسب حديث محمد علي لـ “أفريقيا برس”، ويضيف: “منها التعرض لعمليات تفجير واغتيالات استهدفت قيادات البعثة وجنودها في عدة مناطق صومالية”. وأسفرت جملة العمليات في السنوات العشر الأخيرة من قبل حركة الشباب ضد البعثة عن مقتل 300 جندي.

مقترح إقليمي

ويلفت عدو إلى المقترح الذي دعا الرئيس اليوغندي يوري موسفيني، الاقتراح على الرئيس الصومالي فورمانجو في أبريل من العام 2021، بتكوين قوة أفريقية مشتركة لمكافحة الإرهاب في الصومال، عقب اقتراح سابق للحكومة اليوغندية في العام 2020 بسحب (1000) من قواتها بالصومال.

وتنتشر قوات البعثة الأممية (اميصوم) على الحدود الصومالية الكينية، في منطقة الإقليم الشمالي، الشرقي المحازي لدولتين. ويُعدُّ إقليما (هلمند، وبولي) شرقي البلاد من المناطق التي تدور فيها أعنف المعارك ما بين قوات البعثة الأممية، وحركة الشباب الصومالية.

تأثير بالغ

وكان التأثير البالغ على مسار عمل البعثة القرار الأمريكي إبان عهد الرئيس دونالد ترامب بتخفيض القوات الأمريكية في الصومال. الخطوة بدورها شجعت بعض الدول الأوروبية مثل فرنسا، وبريطانيا بتخفيض ميزانيتها للبعثة الأممية (أميصوم) بعد تفشي جائحة كورونا – كوفيد 19 في مطلع العام 2020.

وهو ما شجع حركة الشباب هدفها الرئيس بحق البعثة في تنفيذ مزيد من العمليات العسكرية خلال الأشهر التسعة الماضية من العام 2021 وبسط سيطرتها علي مجموعة مدن صومالية. كما أضعف شكل الشراكة بين الحكومة الصومالية والبعثة الأممية عسكرياً الوصول إلى مرحلة تبادل الاتهامات وتشكيك الدائم في قدرات البعثة سياسياً، وأمنياً.

ويرى مراقبون للمشهد الصومالي أنه رغم العثرات والصعاب التي تحيط بالبعثة لكن لا يزال الصومال في حاجة ماسة إليها للاستمرار لحفظ السلام بمنطقة القرن الأفريقي.

ترك الرد

Please enter your comment!
Please enter your name here