الهضيبي يس
أفريقيا برس – الصومال. اشتدت المعارك العسكرية بين قوات الجيش الوطني الصومالية، و عناصر حركة الشباب مما أسفر عن مقتل المئات وإصابة العشرات خلال الأيام الماضية. ويبدو انها بمثابة معركة “كسر العظم” حيث يستخدم كل طرف فيها أقصى ما يمتلك من العتاد والتكتيك العسكري بغرض تكبيد الآخر أكبر قدر من الخسائر المادية والبشرة. بينما خلال شهر يوليو الجاري تبنت حركة الشباب اكثر من 9 عمليات انتحارية راح ضحيتها حتى الآن نحو 70 شخصا من بينهم مسؤول أمني كبير بمدينة جوهر جنوبي البلاد، فضلا عن مقتل محافظ “بركة” بإقليم شبيلي سفلي.
تكتيكات الشباب
حركة الشباب باتت تستخدم تكتيكا جديدا في القتال والسيطرة على المدن الصومالية بمساومة مواطني القرى وفرض بعض الجبايات والضرائب عليهم بعد وضع يدها على نحو 70٪ من الأراضي الصومالي. كذلك اضحت الحركة الآن تشكل خطرا على دول الجوار الصومالي وهي تخوض معارض منذ اسابيع مع القوات الإثيوبية بإقليم “اوغادين” حيث راح ضحية تلك المعارك حتى الآن نحو 100 شخص.
الهدف الأول
الحكومة الصومالية التي أعلنت خطة لها لمكافحة حركة الشباب بمساعيها بدعم الجيش الوطني، وإقامة تحالفات مع شركائها إقليميا ودوليا لإنهاء حركة الشباب التي تمارس العمل العسكري على الأراضي الصومالية منذ العام 2004. وفي خطاب للرئيس حسن شيخ محمود أمام جنود من الجيش الصومالي بأحد معسكرات التدريب بتركيا، أكد على أن استقرار الصومال يظل مرتبطا بإنهاء حركة الشباب التي تشكل المهدد الأمني والاجتماعي الأول للمواطن الصومالي.
أيادي أمريكا
فقد قامت الولايات المتحدة الأمريكية ممثلة في قوات “الافريكوم” بشن غارات جوية على بعض مواقع حركة الشباب أسفرت عن مقتل 15 عنصرا من المنتمين للحركة. وذلك في اطار تعزيز مستوى التعاون العسكري ما بين الدولتين، وتنفيذا لخطة الحكومة التي أعلن عنها رئيس الوزراء الصومالي حمزة بري، أيضا تظل القوات الأفريقية “أميصوم” تقوم بدور عسكري هي الأخرى للحد من أنشطة الحركة ودعم حكومة الرئيس الصومالي المنتخب مؤخرا حسن شيخ محمود. ولكن يبقى السؤال؛ هل من منتصر في هذه المعارك العسكرية، وهل من قادر على الاستمرار بهدف إثبات وتطبيق ما قام بوضعه من سياسات وبرامج وأفكار.
التحدي الأكبر

ويقول الكاتب الصحفي الرشيد احمد ابراهيم في حديث لموقع “أفريقيا برس”؛ “تعتبر حركة الشباب واحدة من التحديات الجسام التي تقف في تحقيق اي مشروعات سياسية، أو اقتصادية تهدف الحكومة الصومالية إلى تحقيقها”. ويضيف الرشيد “سبيل التخلص من الحركة والحد من تمددها يظل يكمن في تصميم برنامج داخلي يعمل على تغيير قناعات المجتمع الصومالي تجاه حركة الشباب ويقلل من استقطاب الشباب الملتحقين بها، وذلك عن طريق برامج توعية والمعرفة بمخاطر الالتحاق بحركة الشباب سياسيا، واجتماعيا.
تهديدات إقليمية

ويؤكد المحلل السياسي اسماعيل الأمين المجذوب في حديث لموقع “أفريقيا برس”؛ أنه على الحكومة الصومالية وحلفائها في المنطقة العمل بتوفير أكبر قدر من معلومات عن تحركات عناصر وخطط حركة الشباب متى ما رغبت في نجاح استراتيجية القضاء على الحركة. مضيفا “يجب تكثيف العمل العسكري وبرامج تدريب وتأهيل كوادر الجيش الوطني الصومالي، باعتبار ان مؤثرات أنشطة اضحت تتمدد إلى بقية دول الجوار مما يعني ظهور مهددات جديدة للامن والسلم الدوليين.
يمكنكم متابعة المزيد من أخبار و تحليلات عن الصومال اليوم عبر موقع أفريقيا برس