الصومال.. ماهي أبرز تحديات خروج قوات البعثة الأممية؟

21

الهضيبي يس

أفريقيا برس – الصومال. تستعد الحكومة الصومالية بتراس زمام مهام القوات الأممية لمكافحة الإرهاب، عقب إقرار مجلس الأمن بخروجها بحلول العام أبريل من العام 2024. الامر الذي يزيد من مسؤوليات الحكومة، وسط جملة تعقيدات سياسية، واقتصادية، وأمنية.

تحالف دولي

تمتلك البعثة الأممية “اميصوم” في الصومال – نحو 12 الف مقاتل منذ العام 2007 موزعون على مناطق أقاليم وسط، وجنوب الصومال. ويشترك في أعمال البعثة وفقا لقرار أممي دول منطقة شرق أفريقيا من “إثيوبيا، يوغندا، جيبوتي، روندا، كينيا”، بالإضافة إلى قوات حفظ السلام الدولية لدول “تركيا، بريطانيا، الولايات المتحدة الأمريكية، الصين”.

شكوك حكومية

بينما كثيرا ما كانت حكومة الرئيسان الصومالي عبدالله فرماجو، وشيخ شريف احمد، تعترضان عند الاتحاد الافريقي بتجاوز البعثة لتفويض الممنوح لها وممارسة بعض السلوكيات التي تنتهك الأمن القومي الصومالي ما يستوجب مراجعة صلاحيتها والتفويض الممنوح لها. والآن بعد إقرار مجلس الأمن بخروج القوات بحلول شهر أبريل من العام 2024، على الحكومة ان تستعد لعدة تحديات قد تحيط بها بدأ من سد فراغ القوات الأممية في مناطق انتشارها بقوات بديلة.

دعم لوجستي

أيضا توفير الاحتياجات الأساسية لهذة القوات من العتاد العسكري، والتدريب على مواجهة عناصر حركة الشباب الصومالية للحد من عملياتها العسكرية. الحكومة الصومالية بدورها رحبت بالقرار، وأبدت الاستعداد التام لتحمل المسؤولية بل وأعلنت عن خطة لمجابهة كافة التحديات والاشكاليات المتوقعة ان تصاحب عملية خروج قوات حفظ السلام الدولية “اميصوم”.

غياب المؤسسات

وتعاني الصومال من أشكاليات حقيقية منها انعدام مؤسسات الدولة المنظمة لحياة اليومية، مع انتشار لجماعات الإرهابية والمتطرفة والتي تشكل مهددا للأمن القومي الصومالي. وتشير التوقعات وفق مراقبين صوماليين في حال عدم توفر مجموعة مطالب من هنا وحتى تاريخ خروج القوات الأممية فإن الأوضاع قد تزداد سوءا.

تحديات وإشكاليات

من بين تلك المطالب إجراء الانتخابات والتي تعتبر التحدي الأول الان أمام الصوماليين، أيضا تحسن الأوضاع الاقتصادية ومجابهة “الجفاف” الذي تسبب حتى الآن في نزوح مايقارب مليون مواطن صومالي. إضافة إلى تأزم الوضع الأمني، وعندها قد لا تتمكن الحكومة من محاصرة عناصر حركة الشباب  وربما تسقط “مقديشو” في أيدي الجماعات الإرهابية.

عنصر الثقة

محمود عيدي، كاتب وصحفي
محمود عيدي، كاتب وصحفي

ويقول الكاتب الصحفي محمود عيدي في حديث لموقع “أفريقيا برس” عنصر انعدام الثقة مابين الحكومة الصومالية، والبعثة الأممية هو من عجل بخروجها رغم الظروف التي تحيط بالبلاد. ويضيف “عيدي” على الحكومة الصومالية ان تحسب خطواتها جيدا، صحيح هناك جملة ملاحظات على أداء وعمل القوات الأممية. ولكن خروجها أيضا حسب عيدي قد يفرض واقع جديدا وتحديأ أمام الحكومة وحال فشلها في سد ثغرة البعثة ومهامها سيكون عزلها شعبيا المطلب الأول للصوماليين. مضيفا حيث ستزداد حالة تدهور الأوضاع الأمنية، والاقتصادية لعدم وجود الموارد التي يعتمد عليها المواطن في العيش من الزراعة، والرعي، مايشجع المجتمع الدولي للعودة مجددا بفرض الوصاية الدولية على الصومال.


مخطط الانقضاض

جمال علي - كاتب صحفي في الشؤون الدولية
جمال علي، كاتب صحفي في الشؤون الدولية

ويوضح الكاتب الصحفي جمال علي في حديث لموقع “أفريقيا برس”؛ بأن معظم دول منطقة شرق أفريقيا قد مرت بتجربة القوات الأممية بسبب اشتعال نيران الحرب.

ويقول علي “مع الأسف الشديد هذه القوات بعد قضاء فترة زمنية دائما ما تحاول تمرير بعض الأجندات السياسية لصالح دول بعينها وهذا ما حدث مع الصومال خلال السنوات الماضية”.

واعتبر علي أن قوات البعثة لم تلعب دورا ملموسا في تقوية مؤسسات الدولة الصومالية، بل على العكس تماما، اتسعت دائرة العمليات العسكرية لحركة الشباب ما زاد من شكوك الحكومة بوجود مخطط يهدف لشل حركة الدولة أمنيا وجعلها هشة مما يسهل الانقضاض عليها والاستفادة من مواردها.

يمكنكم متابعة المزيد من أخبار و تحليلات عن الصومال اليوم عبر موقع أفريقيا برس

ترك الرد

Please enter your comment!
Please enter your name here