بقلم: الهضيبي يس
أفريقيا برس – الصومال. بدأت الدوائر الداخلية في دولة الصومال استشعار الخطر الذي قد يداهمها جراء الحرب عند بعض دول الجوار. والصومال دولة يحاذيها شرقاً المحيط الهندي، وخليج عدن، وغرباً إثيوبيا التي تشهد أعنف حرب الآن على مستوى القرن الأفريقي مع ما تعرف بجبهة تحرير تغراي.
مخلفات الحرب

يقول الكاتب الصحفي محمد علي فزاري في حديث لموقع “أفريقيا برس” بينما الحرب التي خلفت وراءها حتى الآن ما يزيد عن 5 ملايين لاجئ موزعين ما بين السودان، الصومال، وإرتريا، كذلك لم تسلم الصومال من التأثر بالحرب اليمنية، حيث تجمع الدولتين حدود المياه الإقليمية المشتركة، التي أسهمت في حركة ما يعرف بالهجرة غير الشرعية، عن طريق القوارب الصومالية.
ووفق إحصائيات منظمة الهجرة الدولية فإن نحو 29 ألفاً من الشباب الصوماليين حاولوا خلال الأعوام الثلاثة الماضية الالتحاق بالهجرة غير الشرعية عن طريق المياه الإقليمية بين الصومال واليمن. ذلكم الدعم حسب وصف المراقبين ساعد على اطالة أجل الحرب في الصومال وأسهم في سيطرة الحركة علي المزيد من الأراضي الصومالية.
الامتحان الصعب

يؤكد الكاتب الصحفي المهتم بشؤون القارة الأفريقية عويس عدو في حديث لموقع “أفريقيا برس” “باندلاع الحرب الإثيوبية تخوض الصومال اختباراً جديداً، من حيث التأثر بعوامل تلك الحرب وما قد تشكله لها من تهديدات سياسية وأمنية.
ورغم وجود وجهة نظر مخالفة تشير إلى إمكانية استفادة الصومال مما يدور في إثيوبيا، عن طريق فتح الأراضي الصومالية لإقامة معسكرات للنازحين واللاجئين الفارين من زخات الرصاص، وكسب تعاطف المجتمع الدولي بتقديم المساعدات الإنسانية وقدرتها على تحمل المسؤولية في حفظ الأمن والسلم الدوليين، ولكن ما يحدث داخل الصومال من اضطرابات سياسية، وأمنية يحول دون لعب أي دور متوقع على مستوى متغيرات منطقة القرن الأفريقي”. ويضيف عدو بالقول “تظل الصومال واحدة من دول شرق أفريقيا التي تحيط بها الحرائق من كل جانب شرقاً وغرباً وجنوباً”.
اشتباكات أهلية
وتوقع محمد فزاري اندلاع حرب أهلية ما بين مناطق جغرافية تجمع دولتي إثيوبيا، والصومال كما حدث في العام 1982، مستدلاً في ذلك بالاشتباكات المسلحة التي جرت مؤخراً بين مواطنين من إقليم أرض الصومال (صومالي لاند)، وعفر الإثيوبي، بسبب خلافات بين مزارعين ورعاة على الشريط الحدودي أسفر وقتها عن سقوط قتلى وجرحى، خاصة وأن مخاوف الصومال تظل قائمة من استمرار الحرب في اليمن، وإثيوبيا بتهريب السلاح الذي يشجع حركة الشباب للقيام بتنفيذ المزيد من العمليات العسكرية.
وأضاف ” متى ما توقفت الحرب في تلك المناطق سيكون لها الأثر والوقع الكبير على دولة مثل الصومال تعاني من حرب أهلية امتدت لنحو عشرين عاماً خلقت واقعاً قاتماً ومستقبلاً مظلماً في كافة مناحي الحياة اليومية، ما يتطلب الإسراع في إنهاء الحرب بمناطق النزاع المسلح لدول الجوار الصومالي، ولا سيما أن واقع الحرب شجع على النزوح واللجوء والهجرة غير الشرعية وزراعة وبيع المخدرات، والسلاح على الشريط الحدودي الذي يجمع ما بين الصومال وإثيوبيا وجنوب السودان.
ضعف الدولة
ويرى عويس عدو أن ضعف الصومال وتحول مؤسساتها السياسية والأمنية إلى عنصر متهالك، لن تسلم منه دول الجوار الصومالية بجعل أرض الصومال منصة انطلاق للجماعات والحركات المسلحة التي تغزو وتستهدف العالم بأعمالها. وطالب المجتمع الإقليمي والدولي بالتحرك تجاه هذه النزاعات وإطفاء نيران حرائق الحرب بأسرع ما يمكن حتى لا تتمدد إلى مساحات جغرافية من الصعب السيطرة عليها.