باحث سياسي: الوجود العسكري المصري يعزز نفوذ الحكومة الفيدرالية في الصومال

25
باحث سياسي: الوجود العسكري المصري يعزز نفوذ الحكومة الفيدرالية في الصومال
باحث سياسي: الوجود العسكري المصري يعزز نفوذ الحكومة الفيدرالية في الصومال

الهضيبي يس

أفريقيا برس – الصومال. أكد الباحث في شؤون العلاقات الأفريقية عبدالقادر كاوير أن استعداد بونتلاند للحوار مع الحكومة الصومالية يعزز استقرار البلاد، مشيرًا إلى أن التفاهمات بين الطرفين ستؤثر إيجابيًا على الوضع الداخلي. وأضاف في حوار مع “أفريقيا برس”، أن الوجود العسكري المصري في الصومال يعزز نفوذ الحكومة الفيدرالية، ويزيد من قدرتها التفاوضية مع الولايات مثل بونتلاند. كما شدد على أن التعاون المشترك بين مقديشو وبونتلاند قد يسهم في مكافحة الإرهاب، خاصة تنظيم داعش. كاوير أضاف أن الحضور المصري في الصومال يزيد من التوترات الإقليمية، مما قد يؤثر على استقرار منطقة القرن الإفريقي.

وأعلن سعيد عبد الله دني، رئيس ولاية بونتلاند، استعداده للدخول في مفاوضات مع الحكومة الفيدرالية الصومالية لحل الخلافات العالقة بين الجانبين. ويُعتبر هذا الإعلان خطوة مهمة نحو تعزيز استقرار البلاد، وقد يكون له تأثير كبير على الأوضاع الداخلية. ويُمكن أن يكون لوصول القوات العسكرية المصرية إلى الصومال تأثير على هذا الإعلان، حيث يعكس الدعم المصري للسلطة المركزية ويعزز من موقف الحكومة الفيدرالية، حسب عبدالقادر كاوير.

كيف يمكن أن يؤثر استعداد بونتلاند للحوار مع الحكومة الصومالية على استقرار البلاد ووحدتها؟

لا شك أن التفاهمات بين بونتلاند والحكومة الفيدرالية مهمة للغاية، خصوصًا أن بونتلاند، بقيادة سعيد دني، لا ترغب في تصعيد التوتر مع مقديشو في ظل استعدادها لتنظيم الانتخابات المحلية. أي موقف سلبي تجاه مقديشو قد يؤثر سلبًا على الانتخابات، نظرًا لنفوذ مقديشو السياسي الكبير في بونتلاند، سواء عبر فصائل المعارضة أو من خلال نواب البرلمان الفيدرالي. كما أن قدرة الحكومة الفيدرالية على قطع المساعدات تجعل من مصلحة سعيد دني إعادة تحسين العلاقات مع مقديشو. إضافة إلى ذلك، موقع بونتلاند الاستراتيجي يمثل ورقة ضغط مهمة في أي حوار سياسي مع الحكومة الفيدرالية.

هل الاتفاق العسكري الثنائي بين الصومال ومصر بدأ يؤتي ثماره على الأرض؟

الاتفاق العسكري الثنائي بين الصومال ومصر قد بدأ بالفعل في إحداث تأثير على الأرض. لا شك أن الوجود العسكري المصري في الصومال سيؤثر بشكل كبير على الخارطة السياسية الداخلية، حيث سيساهم في تعزيز نفوذ الحكومة الفيدرالية الصومالية، خاصة في علاقتها مع الولايات التي لديها خلافات معها مثل بونتلاند وجوبالاند وجنوب غرب الصومال. هذا النفوذ المتزايد قد يؤثر على المشهد السياسي العام في الصومال ويعيد ترتيب العلاقات بين الحكومة المركزية والولايات.

كيف ترى تأثير الوجود العسكري المصري على الموقف السياسي في الصومال، خاصة بعد إعلان وزير الدفاع الصومالي عن استلام المساعدات العسكرية من مصر؟

الاتفاقية العسكرية بين الصومال ومصر لها تأثيرات كبيرة داخليًا وخارجيًا. على الصعيد الداخلي، عززت هذه الاتفاقية بشكل كبير من قوة الحكومة الفيدرالية في مقديشو، مما رفع من قدرتها التفاوضية مع الولايات، بما في ذلك ولاية بونتلاند. كما عززت من مكانة الجيش الصومالي، الذي بات أكثر قوة وحرية في التحرك والانتشار داخل البلاد. هذه التطورات تمنح الحكومة المركزية أفضلية واضحة في التعامل مع الخلافات الداخلية وتدعيم الأمن والاستقرار في البلاد.

إلى أي مدى يمكن أن تُعزز المصالح المشتركة بين بونتلاند والحكومة الفيدرالية جهود مكافحة أي تهديدات من إثيوبيا؟

إذا تم التوصل إلى اتفاق سياسي بين مقديشو وولاية بونتلاند، يمكن أن يؤدي ذلك إلى تعاون مشترك فعّال بين الطرفين لمحاربة تنظيم داعش، الذي ينشط بشكل مكثف في بونتلاند ويحاول التوسع نحو العاصمة مقديشو. هذا التعاون سيكون حاسمًا لتعزيز الأمن والاستقرار في البلاد، حيث أن محاربة الإرهاب تتطلب جهودًا موحدة بين الحكومة الفيدرالية والولايات المحلية، خاصة في المناطق التي تشهد نشاطًا متزايدًا للعناصر الإرهابية.

كيف تفسر ردود الفعل من إثيوبيا؟

التعاون المصري الصومالي، وخاصة الحضور العسكري المصري في الصومال، سيكون له انعكاسات كبيرة على المشهد الإقليمي، خصوصًا في علاقاته مع دول الجوار مثل إثيوبيا، جيبوتي، وكينيا. هذا الحضور قد يزيد من التوترات الإقليمية، وسط مخاوف من اندلاع مواجهة بالوكالة بين مصر وإثيوبيا على الأراضي الصومالية. بالإضافة إلى ذلك، قد تدخل الصومال كطرف في هذا التوتر إلى جانب جماعات مثل داعش والقاعدة، والجماعات المعارضة وبعض الولايات المحلية الرافضة للوجود العسكري المصري، مما يزيد تعقيد المشهد الأمني في البلاد.

كيف يمكن أن تؤثر التطورات السياسية في الصومال على العلاقات بين الفصائل الداخلية والدول المجاورة في منطقة القرن الأفريقي؟

لا شك أن الدخول العسكري المصري وخروج القوات الإثيوبية من الصومال قد أثارا مخاوف وتوترات كبيرة في المنطقة. دول الجوار تخشى أن يؤدي هذا التحول إلى دفع الصومال مجددًا نحو الحرب الأهلية، مما قد يتسبب في تدفق عشرات الآلاف من اللاجئين إلى هذه الدول. هذا التصعيد قد يؤثر أيضًا على الاستقرار الهش في مقديشو، مما يؤدي إلى اضطرابات تمتد لتشمل منطقة القرن الإفريقي بشكل عام، وهو ما يشكل تهديدًا لاستقرار المنطقة بأكملها.

يمكنكم متابعة المزيد من أخبار و تحليلات عن الصومال عبر موقع أفريقيا برس

ترك الرد

Please enter your comment!
Please enter your name here