الهضيبي يس
أفريقيا برس – الصومال. صارت حركة الشباب الصومالية على تخوم العاصمة “مقديشو” بعد فرض سيطرتها على مدينة “بلعد” التي تبعد نحو 37 كيلومتراً عن العاصمة وتضم خمس قرى تشكل رئاسة المنطقة. بينما تبنت الحركة التفجير الذي وقع وسط العاصمة “مقديشو” وأسفر عن مقتل 4 أشخاص بالقرب من أحد المرافق الحكومية.
الانهيار المتسارع الذي تشهده الصومال جراء تطورات الأوضاع السياسية والأمنية – بدوره – فتح الباب أمام عدة احتمالات وسيناريوهات من المتوقع حدوثها في البلد الواقع بأقصى منطقة شرق القارة الأفريقية. من بين تلك السيناريوهات وقوع الدولة في يد حركة الشباب، التي تدين بالولاء والبيعة لتنظيم القاعدة منذ العام 2004، ويقود الآن تحالفاً مع تنظيم الدولة الإسلامية “داعش”
نتيجة الخطوة – حسب مراقبين – للداخل الصومالي العودة مجدداً إلى مربع الحرب الأهلية في تسعينيات القرن الماضي، ووقتها فإن انهيار ما تبقى من مؤسسات الدولة سيكون متوقعاً. ويعزو هؤلاء المراقبون التمدد المتسارع للحركة على حساب الأراضي الصومالية دون تحريك للجيش الوطني، وأجهزة المخابرات، وقوات البعثة الأممية “اميصوم” يعزوه إلى تقاعس المجتمع الدولي خلال الفترة الأخيرة تجاه قضية مكافحة الإرهاب في الصومال بانسحاب العديد من القوات الدولية التي كانت تقوم بدور فاعل بالتصدي لحركة عناصر الشباب. ولكن الاتجاه نحو تطبيق سياسة الانسحاب، مقابل تولي القوات الوطنية للمهمة فاقم من حجم الأزمة وسط جملة من التعقيدات السياسية والأمنية التي تعاني منها القوات الوطنية الصومالية مما شكل حالة من العجز بمرور الوقت على مستوى الأقاليم.

ويقول الكاتب الصحفي جمال علي في حديث لموقع “أفريقيا برس”؛ إنه في حال حدوث انهيار للصومال، فإن الأمر لن يقتصر على الجغرافيا صاحبة الحدود المعروفة للدولة، إنما سيفتح الأمر شهية الحركة وتنظيم الدولة بتشكيل مهدد أيضاً لدول الجوار الصومالي من دول “كينيا، يوغندا، إثيوبيا، جيبوتي، روندا”. وحسب جمال؛ فإن حركة الشباب وعناصرها في الصومال، يظلون يحملون بمشروع تستخدم فيه وسائل وأدوات العنف، ما يعني سقوط الصومال هو تهديد مباشر للسلم والأمن الدوليين، على اعتبار الموقع الجغرافي للصومال، المطل على مياه البحر الأحمر، وخليج عدن، المهم للغاية لانسياب حركة الملاحة ومتى ما فرضت الحركة سيطرتها على الصومال، يعني ظهور تغيير كامل في خارطة المنطقة “الجيو سياسية” بالنسبة لعالم والدول التي تربطها مصالح مع مدخل باب المندب ومياه الخليج، ما يستوجب التحرك بصورة أسرع تجاه دعم المؤسسات الوطنية الصومالية التي من بينها “الجيش” لتغيير الواقع الموجود الآن على الأرض حفاظاً على موازنات المنطقة.

ويشير الكاتب الصحفي أحمد أبو تيسير في حديث لموقع “أفريقيا برس”؛ إلى أنه بات من الصعب تلافي الأمور في الصومال في إشارة إلى تطورات الأوضاع الأمنية وزحف حركة الشباب بعد الاستيلاء على نصف أراضي البلاد. وأضاف أبو تيسير: “للأزمة السياسية التي يعيش فيها الصوماليون، الأثر البالغ والكبير على استقرار الأوضاع، حيث فشل نظام الرئيس عبدالله فرماجو حتى الآن في تحقيق أي تقدم على مستوى إنهاء مشروع الإرهاب الذي يتخذ من الأراضي الصومالية ملاذاً له”. ويشير ابو تيسير إلى أن الصومال على أعقاب تكرار التجربة الأفغانية، مع اختلاف تفاصيل منهجية طبيعة المشروع ما بين حركة الشباب، وحركة طالبان، حيث كان دخول حركة طالبان للعاصمة “كابل” مبنياً على اتفاق مسبق مع الإدارة الأمريكية، وبعض الضمانات الإقليمية والدولية الأخرى على إثر ما حدث من تفاوض. ولكن في حالة “الصومال” حسب أبو تيسير فإنه متى ما فرضت حركة الشباب سيطرتها العسكرية على معظم الأراضي؛ فإن البلاد ستدخل في مواجهة إقليمية ودولية مع عدة دول، باعتبار تصنيف الحركة الآن بالإرهابية أولاً، ومن ثم مشروعها الفكري الذي تسعى لتطبيقه، وهو يتنافى مع السياسات العامة لدول المنطقة.
يمكنكم متابعة المزيد من أخبار و تحليلات عن الصومال اليوم عبر موقع أفريقيا برس