تأثير الانتخابات الكينية على الأوضاع الصومالية

22
تأثير الانتخابات الكينية على الأوضاع الصومالية

الهضيبي يس

أفريقيا برس – الصومال. تستعد كينيا يوم 9 أغسطس آب القادم لأهم تجربة سياسية؛ حيث يترتب عن الانتخابات في كينيا غالبًا تصعيد التوترات بين الطوائف قد يصل إلى عنف طائفي مثلما حدث بعد انتخابات 2007؛ بسبب استخدام القادة السياسيين والطامحين للحكم المتعاقبين المظالم الجماعية لتعبئة الناخبين، بل وصل الأمر إلى استخدام الميليشيات المسلحة. وفي ظل ذلك تقدم أكبر عدد من المرشحين للانتخابات وصلوا لـ 7000 مترشح؛ لكن من قبلتهم اللجنة المستقلة للانتخابات والحدود فعليًا وصلوا حتى الآن إلى 38 مرشحًا مستقلًا؛ ومرشحين حزبيين.

بينما ينقسم السباق الانتخابي ما بين مرشحين مستقلين بلغ عددهم 38 مرشحًا، منهم معتادي الترشح مثل نازلين عمر ونيكسون كوكوبو وموثورا كاريارا الذين ترشحوا عام 2017، ومنهم من يخوض الانتخابات لأول مرة مثل مرتل الانجيل وروبن كيجامي، ومدى الدورة السابقة للكنيسة المشيخية لشرق إفريقيا ديفيد غيثي، وجريتا موثوني.

الأوفر حظا

ويعد ويليام روتو أحد المرشحين الأوفر حظًا في الانتخابات الرئاسية هذا العام، وهو ينتمي إلى عرقية كالينجين؛ والمرشح الرئاسي لتحالف كينيا كوانزا “كينيا أولاً”. بينما مرشح اليسار لا يعرف بحزب “الديمقراطية المتحدة” – هو رايلا أودينجا، السياسي مخضرم البالغ من العمر 77 عامًا، ينتمي إلى عرقية لوس، يخوض الانتخابات للمرة الخامسة؛ شارك في انتخابات أعوام 1997 و2007 و2013 و2017. وبالرغم من أنه خسر أمام أوهورو كينياتا؛ إلا أن الأخير يسانده ضد نائبه. كذلك الظاهر للعيان أن وليام روتو هو الأوفر حظًا في الفوز بالانتخابات القادمة؛ فهو يخوضها ليس بمنطق صراع عرقي حيث استعان بنائبه جاشاجوا حتى لا يخسر أكبر العرقيات وأقواها وأكثرها سيطرة في كينيا. لكن ما يؤثر على حظوظه هو الاتهامات التي وجهت له ولنائبه السيد جاشاجوا بتهم فساد وغسيل أموال وعدم معرفة مصادر ثروتيهما. لكن الدكتور روتو حول الصراع إلى صراع طبقي ما بين أنصاره من المهمشين سواء الفقراء أو النساء والشباب.

أما عن فرص أودينجا، وعلى الرغم من أنه مرشح الرئيس كينياتا، وله دور فعال في الكفاح من أجل الإصلاحات السياسية، ولكن استطلاعات الرأي الأخيرة رجحت تفوق روتو بنسب لا يمكن التهاون فيها، لأنه سيحمل إرث كينياتا من فشل في الملفات العديدة خاصة الملف الاقتصادي.

الأقرب جغرافيا

بالمقابل تعتبر الصومال الدولة الأقرب لكينيا جغرافيا، مايعني توفر جملة من المصالح السياسية، والاقتصادية المشتركة.وتكاد هي واحدة من أبرز الأسباب التي عجلت بزيارة الرئيس الصومالي المنتخب مؤخرا حسن شيخ محمود لكينيا في منطقة القرن الأفريقي. الزيارة التي أسفرت عن توقيع عدد من الاتفاقيات، منها إعادة فتح الطريق البري التجاري الرابط بين الدولتين بعد إغلاق دام عشر سنوات بسبب توترات الأوضاع الأمنية. بالإضافة إلى مجموعة اتفاقيات تتصل بعمل شركات الطيران الكينية، وإنشاء بعض محطات الكهرباء والمياه، ومكافحة الإرهاب، واستجلاب مدخلات الإنتاج الزراعي.

مخاوف الصومال

وتتخوف الصومال من بعض المؤثرات السياسية، التي قد تنتج عن الانتخابات الكينية بتغير نظام الحكم في نيروبي وصعود نظام جديد بفوز المرشح للرئاسة وليام رونو، مما قد ينعكس بشكل مباشر على طبيعة السياسات والاتفاقيات التي تجمع الدولتين.ووفقا لمراقبين فإن الصومال سوف تقوم بدعم المرشح الأقرب للرئيس الكيني “كنياتا”، أودينجا بشكل غير مباشر حفاظا على ما تحقق من مصالح ونتائج أخيرة، بعد التوترات التي نشبت بين الدولتين على إثر سياسات الرئيس الصومالي السابق عبدالله فرماجو.

مصالح مشتركة

عبدالقادر كاوير، مراقب لشؤون قضايا دول شرق أفريقيا

ويقول الكاتب الصحفي عبدالقادر كاوير في حديث لموقع “أفريقيا برس”؛ وفقا للدستور الكيني؛ لا يحق للرئيس كنياتا الترشح لدورة رئاسية جديدة بعد ترشحه لدورتين سابقتين”. ويضيف كاوير “هناك مصالح استراتيجية تجمع ما بين الصومال، كينيا وهو ما سعى الرئيس الصومالي حسن شيخ محمود فعله بزيارته الأخيرة إلى نيروبي حيث يدرك طبيعة تلك المصالح وأهميتها جيدا”. وقال كاوير “هناك نحو 80٪ من التجار الصومالين يعملون في استيراد القات الكيني وبحلول العام 2020 تأثرت مصالح هؤلآء الأشخاص بسبب الإغلاق الذي صاحب انتشار فايروس كورونا”. ومن هنا يشير كاوير إلى أن ارتباط الاقتصاد لايقل أهمية عن السياسية، وهو ما يدفع النظام الصومالي بدعم المرشح “أودينجا” لضمان استقرار العلاقات على النهج السابق وإصلاح ما أفسد إبان عهد الرئيس الصومالي السابق عبدالله فرماجو.

سياسات الهيمنة

محمود عيدي، كاتب وصحفي
محمود عيدي، كاتب وصحفي

ويؤكد الكاتب الصحفي محمود عيدي في حديث لموقع “أفريقيا برس”، أن كينيا في السابق سعت إلى تطبيق بعض سياسات الهيمنة والتحكم على الداخل الصومالي بتمرير بعض السياسات وذلك بسبب ما كانت تعيشه الصومال من تدهور للأوضاع الاقتصادية، والسياسية وغياب مؤسسات الدولة. ميضيف عيدي “عقب العام 2012 وهو تاريخ الاعتراف بأول حكومة منتخبة في الصومال، تبدلت تلك السياسات من محطة بسط يد الهيمنة والسيطرة الكينية باستخدام بعض العناصر وقتها في داخل الصومال، إلى محطة تبادل المصالح بما يكفل تحقيق عائد مشترك وقد ساهم في ذلك إعادة تأسيس الجيش الوطني الصومالي، وتطبيق نظام الحكم الفيدرالي”.

يمكنكم متابعة المزيد من أخبار و تحليلات عن الصومال اليوم عبر موقع أفريقيا برس

ترك الرد

Please enter your comment!
Please enter your name here