حركة الشباب وطموح الصعود على طريقة طالبان

36
حركة الشباب وطموح الصعود على طريقة طالبان

بقلم: الهضيبي يس

أفريقيا برسالصومال. العديد من المخاوف تحيط بالمشهد الصومالي، ورغم محاولة مقارنة البعض بين ما حدث في أفغانستان بصعود لطالبان وبسط سيطرتها على مؤسسات الدولة، وما تقوم به حركة الشباب الصومالية، وتطلعاتها الرامية منذ العام 2004، بتولي السلطة في البلاد، ولكن تظل هناك عدة عوامل وفوارق سياسية وأمنية واجتماعية تحول دون تطبيق ما حدث في كابول، قابلة للتنفيذ في مقديشو.

مقارنة سياسية

محمد محي الدين، محلل سياسي

يقول المحلل السياسي محمد محي الدين في حديث لموقع “أفريقيا برس” إن الفرضية تظل موجودة باعتبار الأمر الثابت بأن السياسة شأن متحرك. ويضيف “ولكن مع ما سبق، فإن مسألة جعل ما حدث في أفغانستان قابل للتطبيق مع حركة الشباب الصومالية على أقل تقدير من الصعب لعدة عوامل”.

وأوضح محي الدين أن “هناك عدة عوامل أسهمت بشكل مباشر في انسحاب القوات الأمريكية بعد نحو عقدين من الحرب الأفغانية، منها طبيعة الجغرافيا، كذلك الحوار الطويل الذي دار ما بين الإدارة الأمريكية، وحركة طالبان وأفضى إلى اتفاق بانسحاب القوات الأمريكية من الأراضي الأفغانية”.

عداء صارخ

وتابع بالقول “هناك مجموعة أمور تجعل من الصعوبة بمكان وجود أي اتفاق يجمع ما بين الولايات المتحدة الأمريكية، وحركة الشباب الصومالية المصنفة إرهابياً، من بينها العداء الصارخ والقطيعة التي تجمع بين حركة طالبان، وتنظيم القاعدة، كذلك عامل صعود طالبان كحركة سنية يساعد على تنفيذ استراتيجية الولايات المتحدة الأمريكية في تضييق الخناق على إيران، باعتبار طالبان، الحركة السنية في مواجهة الدولة الشيعية، وهو ما يؤثر في برنامج إيران بالمنطقة”.

صعود طالبان

ويؤكد محي الدين أن وجود طالبان له دور مهم في تحجيم الدور الروسي على مستوى علاقات دول الجوار الأفغاني من باكستان، والصين حلفاء موسكو ضد واشنطن”. هذ العوامل كافة – يقول محي الدين – تحول دون وجود أي مؤشرات، قد تذهب بإبرام اتفاق بين حركة الشباب، وواشنطن على المدى القريب.

مخاوف في الطريق

عبدالقادر كاوير، مراقب لشؤون قضايا دول شرق أفريقيا

ويقول المراقب لشؤون قضايا دول شرق أفريقيا عبدالقادر كاوير في حديث لموقع “أفريقيا برس” إن هناك مخاوف لدى البعض من تكرار الحالة الأفغانية في الصومال، ويستدلون بالانسحاب العسكري الأمريكي في يناير الماضي من الصومال. ويضيف “نتيجة لضعف الحكومة الصومالية وعدم قدرة قوات الاتحاد الأفريقي على التصدي بكفاءة لحركة الشباب؛ ربما تكسب الحركة أراضي جديدة بمرور الوقت”.

مساعدات أمريكية

ويفصل بالقول “لكن بحسب وجهة نظري فإن هذا السيناريو يظل مستبعداً حالياً؛ نظراً إلى أن الجيش الصومالي والقوات الخاصة المدربة أمريكياً المعروفة باسم “حرماد” لا تزال قادرة على إلحاق الهزيمة بحركة الشباب، فضلاً على عودة الجيش الأمريكي لإسناد القوات الصومالية من خلال الطائرات بدون طيار من قواعد في كينيا وجيبوتي، واستمرار تركيا كذلك في تسليح وتدريب الجيش الصومالي؛ سيكون له دور في دعم قدرات الجيش الصومالي على الاستمرار والتفوق.

ووسط ما سبق تسعى حركة الشباب لتحقيق مكاسب على الأرض بشكل يومي، وهو ما قد يؤهلها لفرض أجندتها وجعل أهدافها السياسية والاجتماعية أمراً واقعاً على أرض الصومال”.

ترك الرد

Please enter your comment!
Please enter your name here