عودة استراتيجية مكافحة الإرهاب في الصومال

14

بقلم: الهضيبي يس

أفريقيا برس – الصومال. عادت الولايات المتحدة الأمريكية لتنفيذ عمليات عسكرية ضد حركة الشباب الصومالية بعد سحب قواتها إبان عهد الرئيس السابق دونالد ترامب. العودة بدورها فتحت باباً من التساؤلات، من بينها؛ الأسباب التي استدعت تلك الخطوة، وما موقف الحكومة الصومالية مما يحدث.

ووفقاً لمعلومات حصل عليها موقع “أفريقيا برس”؛ فإن حكومة الرئيس عبدالله فرماجو قد طلبت خلال شهر سبتمبر الماضي من التحالف الدولي لمكافحة الإرهاب في منطقة شرق أفريقيا بقيادة الإدارة الأمريكية منها؛ المساعدة في إطار ما تقوم به من حملة عسكرية ضد حركة الشباب التي باتت تسيطر على نحو ثلثي مساحة الأراضي الصومالية. العمليات العسكرية الأمريكية قامت بغارات جوية استهدفت مواقع تضم أسلحة ثقيلة لحركة الشباب، بالإضافة إلى مخازن للمؤن الغذائية.

الخطوة بدورها انعشت حظوظ الحكومة الصومالية أمام الرأي العام بالنسبة للمواطنين عقب انسحاب القوات الأمريكية قبل نحو عام، وبأن التصدي للحركة المصنفة إرهابية بات ممكنا. بينما كانت إدارة الرئيس الأمريكي السابق ترامب قد قررت في يوليو 2020 سحب قواتها من الصومال بواقع 2000 جندي أمريكي يقاتلون حركة الشاب الصومالية منذ العام 2004 برفقة دول فرنسا وبريطانيا وألمانيا وتركيا.

علي سعيد ، كاتب صحفي

ويقول الكاتب الصحفي علي سعيد في حوار مع “أفريقيا برس”؛ إن خروج الولايات المتحدة الأمريكية من المعادلة العسكرية في وقت سابق من الصومال بني على أساس قدرة وإمكانيات الحكومة ودورها في مكافحة الإرهاب بشكل منفرد.

سيما وأن الإدارة الأمريكية باتت على قناعة تامة بأن مسألة مكافحة الإرهاب في العالم يستوجب دوراً أكبر تقوم به الحكومات التي تتعرض لهجوم من قبل بؤر إرهابية، ما يعني بضرورة البحث عن حلول داخلية بدأت من قبل تلك الدول المشاركة.

وأضاف سعيد: “إن دور الولايات المتحدة الأمريكية كان يستوجب أن يكون منحصراً على تقديم المساعدات والدعم اللوجستي لدول الأقل فقراً للتعامل مع مثل هكذا ملفات، والعودة مجددا لتنفيذ عمليات عسكرية يعني تغييراً في منهجية إدارة الرئيس بايدن واستشعار حجم الخطر على مصالحها في منطقة شرق أفريقيا من تمدد الحركات والجماعات الإرهابية”. كذلك عجز دول تحالف البعثة الأفريقية “اميصوم” على مستوى السنوات الفائتة في تحقيق نجاحات على الأرض منذ العام 2007.

وأشار سعيد إلى أن هناك مصالحاً تسعى الولايات المتحدة وحلفائها في الحفاظ عليها في منطقة شرق وغرب القارة الأفريقية ولن يتثنى ضمانها دون تحقيق قدر من الاستقرار السياسي والأمني في دول التي تشهد عمليات عسكرية أرهابية.

وأضاف سعيد: “من الملاحظ هذة المرة بأن الولايات المتحدة الأمريكية تقود العمليات العسكرية بنفسها بعيدا عن الحكومة الصومالية، الأمرالذي يشير إلى تبدل قناعتها تجاه الحكومة في القدرة على القيام بدور يسهم من الحد لحركة الشباب”.

حسن الشيخ، كاتب وصحفي

بينما انتقد الصحفي حسن الشيخ في حديث لـ”أفريقيا برس” الولايات المتحدة الأمريكية على خطوة انسحاب قواتها قبل عام بعد تحقيق مكاسب كبيرة. ويقول الشيخ: “الانسحاب عمل على تازيم الأوضاع الداخلية في الصومال سياسيا وامنيا”، مستدلاً: “من مهام الفترة الممنوحة للرئيس المنتهية ولايته عبدالله فرماجو، إعادة الاستقرار السياسي والأمني لبلاد، وبمطلب فرماجو من إدارة الرئيس الأمريكي العودة للعب دور عسكري حسب وسائل الإعلام المحلية، وبهذا تكون الحكومة الصومالية قد توصلت إلى اتفاق جديد مع الإدارة بخصوص برنامج مكافحة الإرهاب، خاصة وأن الحكومة تعول كثيراً على حجم المساعدات الأمريكية، ولن تستطيع تطبيق ما تهدف إليه دون أي تنسيق مشترك مع حلفائها وشركائها إقليميا ودوليا”.

ويضيف الشيخ: “ومن الخطا الظن بخروج الولايات المتحدة الأمريكية عسكرياً من الأراضي الصومالية لأنها بذلك تكون قد تخلت عن حلفائها في دول شرق أفريقيا؛كينيا والصومال ويوغندا وإثيوبيا”.

ولفت الشيخ إلى أهمية خطوة العودة لولايات المتحدة الأمريكية من جديد بالنسبة لصومال والقيام بأدوار عسكرية، متوقعا أن تساعد في خلق الاستقرار السياسي والأمني للبلاد مما سينعكس على الأوضاع الاجتماعية والمواطنين الذين يعيشون تحت وطأة سياسات الحركة من القمع والتعذيب في أقاليم عدة من البلاد”.

وأكد الشيخ أن الصومال بحاجة لمثل الخطوة التي تمت والعمل على تعزيزها بشكل أكبر، وأنه على حكومة الرئيس عبدالله فرماجو القيام بها عبر دعم استخباراتي والمزيد من التدريب في هذا الإطار حتى تستطيع القوات الحكومية بمجابهة قوة الحركة والحد من انتشارها”.

ويرى الشيخ أن متطلبات المرحلة القادمة تتمثل بعودة القوات الأمريكية للمساعدة في القضاء على الإرهاب الذي أصبح يشكل تهديداً للاستقرار، ليس للصومال وحدها بل لدول الجوار وعلى رأسها كينيا وإثيوبيا.

ترك الرد

Please enter your comment!
Please enter your name here