مؤتمر التحالف الإسلامي.. هل يسهم في دعم استراتيجية مكافحة “الإرهاب” في الصومال؟

32
مؤتمر التحالف الإسلامي.. هل يسهم في دعم استراتيجية مكافحة
مؤتمر التحالف الإسلامي.. هل يسهم في دعم استراتيجية مكافحة "الإرهاب" في الصومال؟

الهضيبي يس

أفريقيا برس – الصومال. يُعد التحالف الإسلامي العسكري لمكافحة الإرهاب من التحالفات التي تشكلت حديثًا خلال شهر ديسمبر من العام 2015، ويضم “41” دولة بقيادة المملكة العربية السعودية.

ويهدف التحالف منذ ذلك الوقت إلى مجابهة كافة المخاطر والتهديدات التي تتعرض لها الدول الإسلامية من حيث ازدياد عمليات الجماعات المتطرفة، والتي تتبنى مفاهيم تميل إلى استخدام وسائل العنف لتحقيق أهدافها.

كذلك، يعمل على تعزيز التعاون بين الدول الأعضاء من حيث تبادل المعلومات والتدريب، فضلًا عن استحداث وسائل لحماية الحدود المشتركة التي تجمع بين الدول برًا وبحرًا.

بينما تستضيف العاصمة السعودية “الرياض” هذه الأيام اجتماعات لأعضاء التحالف، من بينهم دول مثل الصومال، اليمن، السودان، مصر، وجيبوتي.

حيث يتطرق المؤتمر إلى مناقشة تطورات الأوضاع السياسية والأمنية في منطقة البحر الأحمر، ومقترح آخر لتكوين آليات عسكرية بين الدول الأعضاء للحد من توسع بعض الجماعات في دول مثل اليمن، ليبيا، والصومال، مما بات يشكل درجة من المخاطر والتهديدات.

المؤتمر الذي يقف كذلك على بعض تجارب الدول في بلدان الاتحاد الأوروبي ودول الاتحاد الأفريقي ومراكز الدراسات في وضع الاستراتيجيات العلمية لمكافحة الإرهاب وأبرز التحديات والحلول التي تجابه الدول الأعضاء في التحالف.

ومن بين تلك الدول التي قامت بعرض تجربتها، رغم ازدياد حجم التحديات، كانت الصومال، فهي دولة قامت بوضع استراتيجية خاصة هدفت إلى القضاء على أنشطة حركة الشباب منذ ما يقارب العامين. فضلًا عن ذلك، فهي تحتاج أيضًا إلى معينات أساسية تتصل بدعم وتوفير الاحتياجات “اللوجستية” للقوات العسكرية وغيرها من الفصائل المسلحة التي تعمل على تتبع حركة الشباب في الصومال.

ويؤكد الباحث في الشؤون الأفريقية الرشيد محمد أحمد لموقع “أفريقيا برس”؛ أن التحاق الصومال بالتحالف الإسلامي لمكافحة الإرهاب يعود لعدة أمور، أهمها موقعه الجيوسياسي، خاصةً بعد ازدياد المخاطر والتهديدات التي باتت تشكلها الجماعات المسلحة الإرهابية عند منطقة البحر الأحمر وخليج عدن على حركة التجارة الدولية وممرات الملاحة العابرة للقارات. وهذا ما جعل الصومال تكتسب أهمية جديدة بأن تتلقى دعمًا كبيرًا من قبل دول التحالف لكي يتسنى لها لعب دور مستقبلي في حماية ممرات التجارة العالمية لبعض الدول التي باتت تتأثر بصورة يومية عند المياه الإقليمية الصومالية لدول مثل بريطانيا، الولايات المتحدة الأمريكية، الهند، وفرنسا حسب وصف الرشيد أحمد.

وأضاف أحمد “بينما تتخوف دول أخرى من بينها السعودية وبقية دول الخليج، وشمال أفريقيا من التعرض لذات الوقائع مما يجعلها تسارع في اتخاذ تدابير احترازية تقلل من أي خسائر قد تتعرض لها جراء العمليات الإرهابية والقرصنة في منطقة البحر الأحمر”.

وعليه، يؤكد الباحث في الشؤون الأفريقية أن التوقعات تشير إلى خروج الصومال بمستوى عال من المكاسب لتحقيق ما تهدف إليه بتنفيذ استراتيجيتها بشأن مكافحة الإرهاب، حيث وجدت داعمًا جديدًا يستطيع توفير احتياجاتها الأساسية متى ما قامت بتأسيس قاعدة وأرضية شراكة مع حلفائها إقليميًا ودوليًا.

ويوضح الكاتب الصحفي عثمان السيد في تصريح لموقع “أفريقيا برس”؛ أن الصومال يعيش ظرفًا عصيبًا وهو يواجه بشكل يومي أنشطة الجماعات الإرهابية خاصة تلك التي تقوم بها حركة الشباب، سيما وأن التحالف الإسلامي لمكافحة الإرهاب ليس محصورًا على قضايا بعينها، إنما يعمل أيضا على مكافحة الإرهاب اقتصاديًا، وعسكريًا، وسياسيًا.

اقتصاديًا، يدرك أعضاء التحالف بأن مكافحة “الإرهاب” تتطلب مساعدة بعض الدول الأعضاء على زيادة حجم النمو الاقتصادي، وهذا الأمر لن يتحقق دون استقرار سياسي وأمني، من خلال إقامة مجموعة من المشاريع، و”الصومال” واحدة من الدول التي تمتلك الموارد، فقط تنقصها باقي عوامل الاستقرار حسب السيد.

ومن ناحية سياسية، يشير السيد إلى أن حاجة “الصومال” تتمثل في وقوف دعم الأعضاء بالتحالف الإسلامي لمكافحة الإرهاب لها، ما يشكل ثقلًا في معظم المحافل الإقليمية والدولية بتقديم الصومال وضرورة مساندته للقيام بلعب أدوار ترمي إلى مواجهة أي تهديدات قد تتعرض لها دول التحالف عند المرور بالأراضي الصومالية.

أما عسكريًا فإن الصومال حسب السيد، يحتاج إلى الذهاب بعيدًا من حيث تطبيق قرار رفع حظر الأسلحة وإقامة صفقات عسكرية مع دول التحالف، والتي لها باع في مجال تصنيع الأسلحة، مما سيساعد الصومال كثيرًا خلال الفترة القادمة في تنفيذ استراتيجيتها لمكافحة الإرهاب، والتي تتبناها الحكومة الفيدرالية الصومالية. مما سيكون له تأثير واضح في المستقبل في الحد من عمليات الجماعات الإرهابية بمنطقة البحر الأحمر وخليج عدن، معًا.

يمكنكم متابعة المزيد من أخبار و تحليلات عن الصومال اليوم عبر موقع أفريقيا برس

ترك الرد

Please enter your comment!
Please enter your name here