نقص التمويل الإنساني يهدد نصف سكان الصومال

44

بقلم : بدرالدين خلف الله

حذرت الأمم المتحدة من أن ما يقدر بنحو 5.9 مليون صومالي معرضين لخطر فقدان بعض أو حتى “جميع خدمات الحماية المنقذة للحياة التي هم في أمس الحاجة إليها ”بسبب أزمة التمويل الإنساني. وبحسب التقرير الصادر عن مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية (أوتشا) فإن الاحتياجات الإنسانية زادت بشكل كبير في عام 2021 ، لكن التمويل للاستجابة لهذه الاحتياجات هو الأسوأ منذ ست سنوات”.

تفاقم

وبحسب التقرير الصادر عن مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية (أوتشا) فإن الاحتياجات الإنسانية زادت بشكل كبير في عام 2021 ، لكن التمويل للاستجابة لهذه الاحتياجات هو الأسوأ منذ ست سنوات”. ونبه مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية إلي أنه إذا لم يتم اتخاذ إجراء تجاه أزمة التمويل المستمرة التي يمر بها الصومال ، فإن تكلفة ذلك “قد تكون كارثية”.

مساعدات عاجلة

كما أوضح المكتب في التقرير المنشور إن ما يقرب من نصف سكان الصومال البالغ عددهم أكثر من 16 مليون شخص بحاجة إلى مساعدات إنسانية ، بينما لا يزال حوالي 2.9 مليون شخص في البلاد نازحين من ديارهم وسيحتاج 2.8 مليون شخص إلى مساعدات غذائية عاجلة بحلول سبتمبر.

أزمات

وبشكل عام تقدر الأمم المتحدة وجود 6.7 مليون صومالي إما في مستنقع أزمة غذاء حادة أو على حافة ذلك، مما قد يخلق وضعا مأسويا يشبه أزمة الجفاف الذي ضرب الصومال في العام 2011 وأسفر عن مصرع 200 ألف صومالي. ويشير خبراء أن الوضع الإنساني في الصومال قد تفاقم بسبب كوارث مناخية مزدوجة الجفاف في بعض أجزاء البلاد والفيضانات في مناطق أخرى وتأثير التوترات السياسية، فيروس كورونا وأسوأ غزو للجراد الصحراوي منذ سنوات.

تحديات

وأوضح ممثل الأمين العام للأمم المتحدة في الصومال جيمس سوان أنه وإلى جانب التحديات الأمنية، هناك أيضا التحديات المناخية في الصومال، مضيفا “أنه في حين يتأثر 80% من البلد بظروف الجفاف، تتسبب الأمطار الغزيرة في نفس الوقت في حدوث فيضانات موسمية سريعة في بعض المناطق النهرية، وأدت الصدمات المناخية غير المنتظمة إلى زيادة النزوح وزيادة انعدام الأمن الغذائي.

مناشدة

ولفت إلى أنه، تم تمويل 19% فقط من خطة الاستجابة الإنسانية لعام 2021 حتى الآن، وناشد الدول الأعضاء تقديم المزيد من المساهمات. وحول وضع جائحة ” كوفيد-19 قال سوان إن الصومال استلم الدفعة الأولى من اللقاحات ضد كـوفيد-19 من خلال مرفق كوفاكس للتوزيع العادل للقاحات. وحتى هذا التاريخ، تمكن الصومال من تقديم 42% من الجرعات التي تلقاها والبالغ عددها 300 ألف جرعة.

انتقال سلمي

وفي ذات السياق أكد محمد عبد الرزاق، وزير الشؤون الخارجية والتعاون الدولي في الصومال على حاجة بلاده إلى انتقال سياسي على أساس انتخابات شاملة وذات مصداقية وحرة وعادلة. وقال: “هذا تحد وفرصة يجب على الصوماليين والحكومة وشركائهم الاستفادة منها لضمان التنمية المستدامة في البلاد.

إعداد عسكري

من جانبه أكد السفير فرانسيسكو كايتانو خوسيه ماديرا، الممثل الخاص لرئيس مفوضية الاتحاد الأفريقي للصومال، ورئيس بعثة الاتحاد الأفريقي في الصومال على استمرار الجهود المنسقة والمتكاملة، لإعادة البناء والتمكين ووحدة الهدف لقوات الأمن الصومالية، والتي تظل ضرورة حاسمة للحفاظ على الإنجازات.

تحذير خطير

محمد خليفة صديق، خبير في شؤون القرن الأفريقي

يشير الخبير في شؤون القرن الأفريقي محمد خليفة صديق إلى أن تحذير الأمم المتحدة بتدهور الأوضاع الإنسانية في الصومال تحذير خطير يجب أخذه بعين الاعتبار. ولفت صديق في حديثه لموقع “أفريقيا برس” إلى أن الصومال ظل خلال السنوات الماضية يعاني من أزمات عديدة منها أزمة نقص الغذاء والمياه. وأشار إلى ارتباط الأزمات ببعضها البعض نتيجة أزمة الجفاف التي ضربت الصومال خلال السنوات الماضية وبالتالي يؤدي الجفاف على نقص امتدادات المياه الذي يؤثر بدوره على المحاصيل الزراعية والثروة الحيوانية مما ينتج عنه موجة نزوح كبيرة.

وشدد خليفة صديق على أن الأزمة الإنسانية في الصومال بحاجة إلى تعاون إقليمي ودولي كبيرين ودعا الدول العربية ودول الخليج للمساهمة العاجلة في حل الأزمة الإنسانية التي يشهدها الصومال حالياً. ويرى صديق أن مايضاعف الأزمة الإنسانية في الصومال هو الصراع الذي يشهده الصومال منذ سنوات طويلة فضلاً عن عدم الاستقرار السياسي مما يضعف وجود خطط تقود لحماية المواطنين أو تقديم الدعم الإنساني لهم.

وفي أغسطس 2008 وصفت وحدة تحليل الأمن الغذائي في الصومال التابعة لمنظمة الأمم المتحدة للأغذية والزراعة “الفاو” الوضع الإنساني في البلاد بأنه أحد أسوأ الأوضاع في العالم. وأشارت أنه خلال الأشهر الستة الأولى من العام، ارتفع عدد الأشخاص الذين هم بحاجة لمساعدات إنسانية عاجلة بنسبة 77 بالمائة، من 1.83 مليون إلى 3.25 مليون شخص، أي ما يعادل 43 بالمائة من سكان البلاد”. وقالت وحدة تحليل الأمن الغذائي أن “واحداً من بين كل ستة أطفال دون الخامسة يعاني من سوء تغذية شديد وأن هذا العدد في تزايد”.

كما تشير التقارير الميدانية الصادرة عن الأمم المتحدة الى أن أزمة “نازحي الجفاف والجوع” فاقمت من مشكلة الهجرة الداخلية والنزوح على الأرض الصومالية، وأعجزت جهود الأمم المتحدة ومعسكرات إغاثتها عن تقديم يد العون الفعال لهم، كما أدى افتقار الصوماليين إلى مياه الشرب الآمنة إلى تفشى الكوليرا وإصابة 71 ألف صومالي بها خلال العام 2017 فقد أكثر من ألف منهم حياتهم، بسبب ضعف إمكانات الإغاثة.

وتشهد الصومال في الفترة القادمة انتخابات عامة يأمل الشعب الصومالي من خلالها في أن تفضي إلى تحول ديمقراطي شامل يسهم في تعزيز الأوضاع السياسية الاقتصادية والإنسانية والأمنية بالبلاد.

ترك الرد

Please enter your comment!
Please enter your name here