بطريقة بوليوود.. تجربة سينمائية شبابية متقدمة بإمكانات متواضعة (تقرير)

11
بطريقة بوليوود.. تجربة سينمائية شبابية متقدمة بإمكانات متواضعة (تقرير)
بطريقة بوليوود.. تجربة سينمائية شبابية متقدمة بإمكانات متواضعة (تقرير)

أفريقيا برس – الصومال. أقدم شباب صوماليون على إنتاج أفلام مستوحاة من قصص تعبر عن الواقع الذي يعيشه المجتمع الصومالي المنهك بالحروب والمشكلات السياسية، لكن بطريقة مغايرة تماما عن الأسلوب التقليدي للأفلام القصيرة.

تمثلت الأفلام التي ينتجها الشباب الصوماليون بأفلام “الأكشن” والدراما والكوميديا، باستخدام إمكانات محلية بسيطة تحاكي تقنيات أفلام “بوليوود” الهندية من حيث التمثيل والتصوير إلى جانب الخدع البصرية.

وحققت أفلام هؤلاء الشباب رواجا كبيرا عبر منصات التواصل الاجتماعي، لكن قلة الإمكانات وغياب الدعم المالي بسبب تردي اقتصاد البلاد لا تزال عائقا أمام تطوير إبداعاتهم وإنتاج أفلام لا تقل قيمة نظيرتها التي تنتجها “بوليوود” و”هوليوود” الأمريكية.

البحث عن تميز

في محاولة للبحث عن تميز وتقديم أفلام قصيرة تواكب الثورة التكنولوجية والخدع البصرية التي قد تستخدمها شركات الإنتاج العالمية، بدأ شباب صوماليون إنتاج أفلام قصيرة بطريقة احترافية من حيث الجودة والتمثيل.

يقول حمزة إبراهيم، رئيس مجموعة “صومالي يونايتد” الشبابية المتخصصة في إنتاج الأفلام القصيرة، للأناضول، إن بدايته في عالم الأفلام القصيرة كانت عبر تصوير مشهد محاكاة “أكشن” واحد في أحد الأفلام الهندية مع زملائه في منزله، وها هو يعمل مع زملائه في هذا المجال للسنة الثانية على التوالي، من أجل تقديم مشاهد مثيرة لمتابعيهم.

وأشار إبراهيم إلى أن “صناعة أفلام العالم تبدو معتمدة بشكل كبير على المؤثرات البصرية، وهو ما نسعى إليه من خلال أفلامنا القصيرة رغم قلة إمكاناتنا المتاحة التي تعيقنا عن تقليد شركات الأفلام الكبيرة”.

وبحسبه، فإن أغلب اللقطات التي تحاكي أفلام بوليوود هي صناعة الدم المزيف ومحاكاة الذخيرة الحية والحركات البهلوانية والسقوط المدوي عند مقاتلة بطل الفيلم مع خصومه أو المجموعات الشريرة.

إمكانات بسيطة

على سقف مبنى في حي حمرججب، وسط العاصمة مقديشو، يجتمع أعضاء مجموعة “صومالي يونايتد” لجمع أفكارهم وإنتاج فيلم قصير يعكس العنف الجنسي الذي تتعرض له الفتيات الصوماليات في المجتمع.

يقول محمد عبد الرحمن، كاتب سيناريو الفيلم، للأناضول، إن “الأفكار متوافرة في البلاد، لكن علينا اختيار ما يليق بتقاليد المجتمع المتحفظ، مشيرا أن تسجيل فيلم قصير مدته 3 دقائق أو أقل قد يكلفنا نصف يوم أو 7 ساعات على الأقل، أحيانا، بسبب بساطة الإمكانات”.

لم تتوافر لدى هؤلاء الشباب الأدوات الضرورية للتسجيل وإنتاج الأفلام، إلا من خلال هواتفهم النقالة، بعيدا من الكاميرات ذات الجودة العالية وأجهزة الكومبيوتر الحديثة. وبواسطة أدواتهم التقنية البسيطة، ينتجون أفلامهم بأسلوب الهواة.

يمر تسجيل الأفلام القصيرة التي تنتجها “شركة صومالي يونايتد” بمراحل عدة، تبدأ بالفكرة واختيار الشخصيات المناسبة وتوزيع الأدوار، مرورا بإيجاد المكان المفضل للتسجيل، وهو ما يطيل أمد إصدار فيلم واحد، بحسب عبد الرحمن.

وخلص الشباب في نهاية فيلم العنف الجنسي إلى مسؤولية المجتمع المحلي عن حماية شرف الفتيات ومواجهة المجموعات الشريرة التي تعتدي عليهن لوضع حد لعمليات الاغتصاب في البلاد.

وتعالج معظم الأفلام المتنوعة التي ينتجه هؤلاء الشباب قضايا يعيشها المجتمع الصومالي، كحالات الاغتصاب والمباحث الجنائية وحالات الطلاق، إلى جانب قصص الحب والكوميديا.

متابعون كثر

بساطة الامكانات وغياب الأجهزة الضرورية لهذا العمل لم يمنع أفلام هؤلاء الشباب من تحقيق رواج كبير عبر منصات التواصل الاجتماعي، بسبب ما تتمتع به هذه الأفلام من مؤثرات بصرية تستقطب فئة الشباب.

يقول أبوكر محمد، من متابعي قناة “صومالي يونايتد” على “يوتيوب”، للأناضول: “أتابع مشاهد وأفلام هؤلاء الشباب باهتمام، إنهم مبدعون حقاً، إذ يقومون بإضافات جديدة كانت تفتقدها منصة الأفلام الصومالية القصيرة”.

ولفت إلى أن “هؤلاء الشباب ينقلون أفكار بوليوود ويمزجونها بأفلام تعبر عن واقعنا كالصوماليين”، واعتبر أن “أمامهم مستقبل مشرق، على الرغم من المشكلات السياسية التي من شأنها أن تعيق إبداعاتهم”.

وتفتقد مبادرات هؤلاء الشباب الدعم المالي في ظل الظروف الاقتصادية التي تشهدها البلاد، لكنهم ورغم ضعف إمكاناتهم، فإنهم يتطلعون إلى تحقيق مكاسب جديدة في عالم الأفلام، إن توفرت لهم الأدوات اللازمة لتطوير رؤاهم.

ومنذ انهيار الحكومة المركزية عام 1991، انهارت معها وكالة الأفلام الصومالية التي أنشئت عام 1975، والتي كانت تعنى بدعم أفكار الشباب لإنتاج أفلام متنوعة، تفاديا لغزو الأفلام الأجنبية التي باتت اليوم تتصدر في سوق الأفلام المحلية.

يمكنكم متابعة المزيد من أخبار و تحليلات عن الصومال اليوم عبر موقع أفريقيا برس

ترك الرد

Please enter your comment!
Please enter your name here