هل يوقف أسترازينيكا تفشي فيروس كورونا في الصومال ؟

20

بقلم : بدرالدين خلف الله

تسلمت الصومال، أول دفعة من لقاح أسترازينيكا البريطاني المضاد لفيروس كورونا (كوفيد-19). وذكرت وكالة الأنباء الصومالية الرسمية أن أول دفعة من لقاح مضاد لفيروس كورونا وصلت إلى البلاد، عبر طائرة خاصة تابعة لبرنامج الأغذية العالمي. وكان في استقبال اللقاحات في مطار مقديشو الدولي وزيرة الصحة فوزية أبيكر نور، بجانب المبعوث الأممي إلى الصومال جيمس أسوان، ومسؤولين آخرين.

300 ألف جرعة

وتبلغ الدفعة الأولى من اللقاحات 300 ألف جرعة مقدمة من منظمة الصحة العالمية، وذلك من أصل 1,5 مليون جرعة. وشددت الوزيرة إلي أن الشحنة الأولى من الجرعات ستخصص بداية للعاملين في الخطوط الأمامية وكبار السن وأصحاب الأمراض المزمنة. كما اعلنت فوزية أن وزارة الصحة بدأت فعلياً عملية توزيع اللقاح على العاملين في القطاع الصحي كخطوة لحماية خط الدفاع الأول.

صحة اللقاح

وحول الشكوك الأوروبية المتعلقة باللقاح البريطاني طمأنت وزيرة الصحة الصومالية الشعب الصومالي قائلة “نحن لا نجلب مالا نضمن سلامته”. لكن لم توضح الوزيرة كيف يمكن لوزارة الصحة الصومالية أن تتأكد من سلامة اللقاح ونجاعته وأنه غير خطير على صحة الإنسان. رغم هذا فالاعتقاد السائد لدى الأغلبية أن يطعي وصول اللقاح أملاً بإمكانية الحد من انتشار الفيروس في مدن الصومال التي تعاني من تدني في مستوى الخدمات الصحية.

تدهور الوضع الصحي

تأتي لقاحات كوفيد-19 إلى الصومال في وقت ازدادت فيه حالات الإصابة بجائحة كورونا مع تدهور صحي كبير يشهده قطاع المستشفيات العامة والخاصة. بجانب تدهور الأوضاع الصحية يعيش الصومال أزمة سياسية وتشهده مناطقه انفلات أمني متكرر فضلاً عن الهجمات العسكرية المتكررة التي تشنها حركة الشباب في أجزاء واسعة من الصومال.

ويرى مراقبون أن الصومال بحاجة عاجلة لدعم دولي لوقف الحرب والصراعات المسلحة ويؤدى إجراء الانتخابات العامة التي من شأنها أن تفضي الى تحول ديمقراطي يسهم في الأمن والاستقرار في الصومال.

وسجل الصومال نحو 10.085 إصابة مسجلة بكوفيد-19 منذ مارس العام الماضي وعدد الحالات التي تم شفائها بلغ 4.498 حالة شفاء فيما بلغ عدد الوفيات 429 حالة وفاة. و تم تسجيل أول حالة إصابة مؤكدة بفيروس كورونا في 16 مارس 2020 لمواطن عائد من الصين وفق وزارة الصحة الصومالية.

بين الصومال و أوروبا

توقفت العديد من الدول الأوروبية عن استخدام لقاح أسترازينيكا خوفًا من حدوث جلطات دموية، ما أدى إلى مخاوف بشأن زيادة التردد في تلقي اللقاحات. وفي النرويج توفي أربعة أشخاص بعد تلقيهم حقنة واحدة من لقاح أسترازينيكا وأصاب واحد من بين كل 20000 شخص بآثار جانبية خطيرة، لاتزال تحقق في علاقة أوسع حول اللقاح، وجادل العديد من الخبراء النرويجيين منذ ذلك الحين أنه سيكون من الصعب استئناف استخدام لقاحات أسترازينيكا بعد توقف الحملات، وأنه قد يتوجب وقف استخدامه نهائيا أيضاً.

ووصف فرود فورلاند، مدير مكافحة العدوى في المعهد النرويجي للصحة العامة، هذه الأحداث بأنها “خطيرة للغاية”، مؤكداً أن هناك تحقيقاً شاملاً في الأمر، كما واستشهد بدراسة حديثة أجرتها جامعة ترومسو النرويجين، والتي أشارت إلى وجود صلة محتملة بين اللقاح والآثار الجانبية الخطيرة بما في ذلك شكل غير عادي من اضطراب التخثر الذي أدى إلى تخثر الدم وانخفاض عدد الصفائح الدموية التي يمكن أن تسبب نزيفا حادا لدى الأشخاص الذين تلقوا اللقاح.

الآثار الجانبية الخطيرة للقاح أسترازينيكا

ووفقاً لفورلاند، اقترحت دراسة جامعة ترومسو أن الأجسام المضادة للصفائح الدموية هي السبب المحتمل فيما حدث. وأكد في مقابلة مع صحيفة داغينز نيهتر السويدية: “إننا ننظر إلى الحالات الفردية على حدى، ولكننا ننظر أيضاً على المستوى الوبائي الإجمالي، حيث يتم الموازنة بين الفوائد التي تعود على السكان مقابل الآثار الجانبية المحتملة”.

ومع ذلك، فإن الإنذار الأخير جنباً إلى جنب مع عمليات التسليم المتأخرة زاد من الشكوك حول لقاح أسترازينيكا، سواء بين النرويجيين العاديين، الذين انخفض استعدادهم للحصول على اللقاح بنسبة 11 % في استطلاع رأي حديث، والمجتمع الطبي ككل.

بالإضافة إلى ذلك، قال باحث اللقاحات من جامعة أوسلو، البروفيسور جونفيغ جروديلاند، أنه من الواضح للغاية أنه من غير المحتمل أن يتم استخدام لقاح أسترازينيكا المضاد لفيروس كورونا في النرويج مرة أخرى، مشيراً إلى وجود أسباب قوية للامتناع عن فعل ذلك.

وأضاف للقناة التلفزيونية النرويجية الثانية: “إن أولئك الذين عانوا من الآثار الجانبية للقاح ليسوا ضمن مجموعة الأشخاص المعرضين بشكل خطير للإصابة بفيروس كورونا، وهذا يجعل معرفة السبب في حدوث تلك الأعراض الجانبية الخطيرة لهم أكثر أهمية”.

وفي بداية شهر مارس الجاري، تضمنت أكثر من 70 % من جميع حالات الإصابة الجديدة في النرويج السلالة الفيروسية البريطانية من فيروس كورونا التاجي المستجد، والتي وصفت منذ اكتشافها أنها أكثر عدوى وتزيد من خطر دخول المرضى إلى المستشفى بمقدار 2.6 مرة من الفيروس الأصلي، وحذر معهد الصحة العامة النرويجي من انتشار أقوى للعدوى، بالنظر إلى هيمنة السلالة الفيروسية البريطانية على حالات الإصابة الجديدة.

ترك الرد

Please enter your comment!
Please enter your name here