الصومال.. طبيعة الانقسام السياسي ومستقبل الدولة

25
الصومال.. طبيعة الإنقسام السياسي ومستقبل الدولة

الهضيبي يس

أفريقيا برس – الصومال. ماتزال الخصومة والقطيعة السياسية بين الرئيس الصومال عبدالله فرماجو – ورئيس الوزراء محمد حسين روبلي.

تبادل الاتهامات

هذة الخصومة التي بدت بخلاف منذ أغسطس لعام 2021، وأفضت إلى تبادل الاتهامات، حول صلاحيات كل طرف وفقا لما نصت عليه المادة 70 من الدستور الصومالي. وتشهد الساحة السياسية الصومالية ما بعد وقوع الخلاف والخصومة حالة من الاستقطاب الحاد، وأكثر ما يلفت في الأمر أن عملية الميول والولاء لكل طرف تقوم على خلفيات لا تخلو من الانتماء لبعض العشائر والقبائل.

أبرز المؤثرات

ويكاد ذات الفعل السياسي قد حدث اثناء العملية الانتخابية على مستوى توزيع بعض الدوائر الانتخابية، مما تسبب في انسحاب مجموعة من زعماء القبائل بمناطق “شبلي السفلى، وغلمدغ” واندلاع أزمة مايعرف بإقليم بورتلاند. الخلاف حتى الآن أفرز واقعا سياسيا جديدا، ربما يخلف من وراءه ظهور مجموعات حزبية تتمتع بسند عشائري قادرة على صناعة طقس مغاير لما اعتاد عليه الصوماليون.

دوائر خارجية

بينما سعت بعض الدوائر المقربة لكل من الرئيس الصومالي، ورئيس الوزراء في خلق علاقات خارجية للاستفادة منها سياسيا، واقتصاديا لإنزال مشروع كل طرف علي الارض. فاتجه فرماجو نحو تركيا وقطر – بالمقابل اتجه روبلي ناحية دولتي الإمارات والسعودية.

انقسام حاد

بالإضافة إلى أن  أبرز المؤثرات التي صعدت على السطح بسبب ما دار من خلاف كان انقسام مؤسسات الدولة وقياداتها ما بين وزارة الداخلية مع رئيس البلاد، ومدير المخابرات، ووزير الدفاع الذي لم يخفي ميوله بالوقوف مع رئيس الوزراء. كذلك أهم ما طرأ من تأثير كان توقف انسياب بعض المساعدات الدولية للصومال، حيث تسبب الانقسام أيضا في تأجيل الانتخابات لعده مرات.

وفاق الدولة

راجح عمر، كاتب وصحفي
راجح عمر، كاتب وصحفي

ويقول الكاتب الصحفي راجح عمر في حديث لموقع “أفريقيا برس”؛ “يحتاج الصومال الآن إلى مبادرة سياسية تعمل على تقريب وجهات النظر بين أطراف الخلاف وتجاوز ماسبق، حتى لا تغرق الدولة في أزماتها أكثر مما يجب، باعتبار ما حدث باتت تظهر له آثار بالغة التعقيد اقتصاديا، و سياسيا، وعلاقات البلاد الخارجية”.

ويضيف عمر “هذه المبادرة لا بد من أن يقودها حكماء صوماليون تجتمع فيهم الفطنة السياسية، والقدرة على طرح مقترحات تشرح طبيعة الأزمة وتضع ضمانات لمخرجات اتفاق يجمع الرئيسان في الدولة”.

إحتقان سياسي

عبدالعزيز النقر، كاتب وصحفي
عبدالعزيز النقر، كاتب وصحفي

ويشير الكاتب الصحفي عبدالعزيز النقر في حديث لموقع “أفريقيا برس”؛ َ”المتتبع لتفاصيل وتطورات الأوضاع السياسية الصومالية يجد انها لم تخلو على الإطلاق من الخلافات، التي كثيرا ما عصفت وتسببت في إجهاض خطوات لعملية الديمقراطية بالبلاد”.

ويضيف النقر “ما يحدث الآن يكاد يشبه سيناريو العام 2015 إبان عهد الرئيس السابق شيخ شريف أحمد عندما اندلعت الخلافات بين المعارضة السياسية، وقيادة البرلمان حول بعض القوانين مادفع بالرئيس في نهاية المطاف إلى الانسحاب من المشهد رغم الدعم الإقليمي والدولي لحكومته، وهو ما أثر سريعا وأدى إلى تدهور الأوضاع الأمنية والاقتصادية”.

ويؤكد النقر أنه في المرحلة الراهنة على الصوماليين الاستفادة من هذه التجربة ووضعها عين الاعتبار وإزالة الاحتقان السياسي القائم بين رئيس البلاد، ورئيس الوزراء.

يمكنكم متابعة المزيد من أخبار و تحليلات عن الصومال اليوم عبر موقع أفريقيا برس

ترك الرد

Please enter your comment!
Please enter your name here