الهضيبي يس
أفريقيا برس – الصومال. قال برنامج الأغذية العالمي، إن من المتوقع أن يواجه ربع سكان الصومال “جوعا يصل لحد الأزمة أو أسوأ هذا العام بسبب الجفاف والفيضانات الناجمة عن تغير المناخ.
ووصفت الأمم المتحدة الفيضانات التي أدت إلى نزوح مئات الآلاف في الصومال ودول مجاورة في شرق أفريقيا في أعقاب الجفاف التاريخي في وقت سابق من هذا العام، بأنها حدث لا يتكرر إلا مرة كل قرن.
وقال بيتروك ويلتون، المتحدث باسم برنامج الأغذية العالمي في الصومال “مصادر الأرزاق والحياة معرضة للخطر، ومن المتوقع أن يواجه 4.3 مليون شخص (ربع السكان) جوعا يصل لحد الأزمة أو أسوأ بحلول نهأية هذا العام”.
وأضاف “ستؤدي الصدمات المناخية من الجفاف إلى الفيضانات، لإطالة أمد أزمة الجوع في الصومال
وأودى الجفاف بحياة الملايين من رؤوس الماشية ودمر عددا لا يحصى من الأفدنة من المراعي والأراضي الزراعية. والآن، تشل هذه الفيضانات المدمرة قدرة الصومال على التعافي”.
ويقول الباحث بشؤون دولة الصومال إبراهيم ناصر في حديث لموقع “أفريقيا برس” أن الكوارث الطبيعية ظلت ملازمة على مر الوقت للصومال حيث كانت فاجعة مجاعة منتصف ثمانينات القرن الماضي هي بمثابة الطامة الكبرى التي حلت على البلاد بينما تشير التوقعات بأن العام 2024 و 2025 سيكون كارثيا على الصوماليين بعد توالي صدمات الكوارث الطبيعية بفعل الجفاف من قبل والان “الفيضانات” التي اجتاحت البلاد وخلفت وراءها مئات القتلى وملايين النازحين.
ويضيف ناصر أن ما حدث من كوارث طبيعية سيكون له التاثير البالغ على المواطنين، وكذلك السياسات العامة للحكومة عقب إعلان حالة الطوارئ بالصومال وإطلاق نداء استغاثة لمنظمات المجتمع الدولي بمد يد العون للصومال ومخافة تفشي الأمراض الناقلة بسبب الانهيار شبه التام للنظام الصحي، حيث أن الصومال يحتاج إلى ما يقدر بنحو “2” مليار دولار لتلافي الآثار التي وقعت نتيجة لكوارث الطبيعية بالبلاد ولتحقيق ذلك يستوجب تكوين حكومة طوارئ تقوم بوضع برنامج يهدف إلى توفير كافة احتياجات الإغاثة والمساعدات للمتضريين بفعل الكوارث من الجفاف و”الفيضانات” التي لم تضرب الصومال منذ ما يزيد عن قرن كامل.
ويؤكد الكاتب الصحفي ياسر العبيد في حديث لموقع “أفريقيا برس” باتت استجابة المجتمع الدولي تجاه الدول النامية ضعيفة للغاية خلال السنوات الماضية خاصة فيما يتصل بشأن وقوع الكوارث الطبيعية لذلك اشكك بأن تتعاطى مؤسسات المجتمع الدولي مثل الأمم المتحدة، الاتحاد الأوروبي بالقدر المطلوب مع ما تعرضت له الصومال مؤخرا.
ويزيد العبيد أن مرد ذلك يظل يعود إلى إدخال الاجندات السياسية، وهيمنة بعض الدول على مؤسسات المجتمع الدولي مأيجعلها مغلولة الأيدي في تنفيذ ماتذهب اليه من برامج وأنشطة وخطاب خاصة على مستوى توفير التمويل الكافي، ما يجعل الدول النامية بمنطقة شرق أفريقيا مثل الصومال مواجهة بتحديات اساسية أبرزها الرضوخ لمجمل سياسات تلك المنظمات والمنظمات التي من وراء دول “الهيمنة” الدولية مثل إملاء اشتراطات قد تصل حد تغيير القوانين، الالتحاق ببعض الاتفاقيات التي تواجه برفض داخلي نسبة لتعارضها مع الاعراف الاجتماعية للدولة.
ولمواجهة ما تتعرض له من كوارث طبيعية يحتاج الصومال إلى فتح باب المساعدات لدول جوار الصومال التي تظل هي الأخرى تتمتع بقدر كافي من الامكانيات والقدرات لتخفيف ما وقع من آثار اجتماعية جراء الكوارث الطبيعية التي لا تكاد تنفصل عن الأمن والسلم الأفريقي.
يمكنكم متابعة المزيد من أخبار و تحليلات عن الصومال اليوم عبر موقع أفريقيا برس