أفريقيا برس – الصومال. أكد الكاتب والمحلل السياسي الصومالي عبد الستار بوساسو، أن الحكومة الصومالية تواجه تحديات أمنية كبيرة رغم النجاحات الأخيرة، مشيرا إلى أن القوات الحكومية والعشائر المحلية حققت تقدما ملحوظا بدعم من الشركاء الدوليين، لكن هذا التحسن يعتمد بشكل كبير على عوامل غير مستقرة.
وأضاف اليوم الخميس، يكمن الخطر الأكبر في حالة انسحاب قوات الاتحاد الأفريقي نتيجة تحديات تتعلق بالتمويل. هذا الانسحاب قد يخلق فراغا أمنيا هائلا، خاصة وأن الجيش الصومالي لا يزال في مرحلة البناء ويفتقر إلى القدرة الكاملة على مواجهة التهديد بمفرده.
وأشار بوساسو، إلى أنه رغم النجاحات والنصر في ساحة المعارك إلا أنه نجاحا هشا وقد لا يكون مستداما، فإذا لم تتمكن الحكومة من بناء جيش وطني قوي وقادر على الصمود، وتوفير الدعم اللازم للعشائر، فإن المكاسب الحالية قد تتبخر بسرعة، مما يعيد الصومال إلى مربع الفوضى، وقد يجعله ملاذا آمنا للكيانات الإرهابية.
وفي تصريح سابق، قال المحلل السياسي الصومالي، عمر محمد، إن الانقسام الداخلي يقود إلى ضعف في جميع الأصعدة، ويعطي الفرصة وبمساحات أكبر للأطراف الأخرى التي تسعى للسيطرة على البلاد بأن تتمدد بصورة أكبر على حساب الدولة وأمنها واستقرارها.
وأضاف: “بطبيعة الحال الانقسامات داخل مكونات أي دولة تكون نتيجتها ضعف تلك الدولة أمام عمليات الاختراق من جانب التنظيمات وتصبح الفرصة سانحة لها للانقضاض على الدولة وتحقيق الأهداف التي تسعى إليها”.
وتابع محمد: “في الحالة الصومالية، فإن أي انقسام داخل مكون من مكونات طرف ما يشكل فرصة للطرف الآخر، مما يعني أن الانقسام الداخلي في الحكومة الفيدرالية أو في الولايات الإقليمية أو بينهما، يعتبر فرصة استراتيجية للحركات الإيديولوجية المسلحة المعارضة للحكومة”.
وأشار إلى أن خير مثال على ما تأثير الانقسام الداخلي على نظام أمن واستقرار أي دولة، نجد هنا في الحالة الصومالية ونتيجة للخلافات الداخلية، فإن العمليات العسكرية المكثفة ضد “حركة الشباب” قد انخفضت، مما أدى في النهاية إلى استعادة الحركة سيطرتها على بعض المناطق في ولاية هيرشبيلي، وهذا إن دل على شيء فإنما يدل على أن الانقسام الداخلي يشكل فرصة لهذه الجماعات.
وأعلن الجيش الصومالي، قبل أيام، عن تنفيذه عملية عسكرية مخططة استهدفت مواقع تتحصن فيها عناصر لمليشيات غرب إقليم باي جنوبي البلاد.
وبدأت الحكومة الصومالية وقوات متحالفة معها، في عام 2022، حملة لطرد حركة “الشباب” المرتبطة بـ”تنظيم القاعدة” الإرهابي (تنظيم محظور في روسيا ودول عدة) من بعض المناطق في وسط البلاد، لكن ما تزال الحركة مستمرة في شن هجمات كبيرة.
يمكنكم متابعة المزيد من أخبار و تحليلات عن الصومال عبر موقع أفريقيا برس