سفير الجامعة العربية: مشروعنا لدعم اللغة العربية مهمة استراتيجية

4
سفير الجامعة العربية: مشروعنا لدعم اللغة العربية مهمة استراتيجية
سفير الجامعة العربية: مشروعنا لدعم اللغة العربية مهمة استراتيجية

أفريقيا برس – الصومال. أجرت وكالة الأنباء الوطنية الصومالية (صونا)، حواراً خاصاً مع سعادة سفير جامعة الدول العربية لدى جمهورية الصومال الفيدرالية، السيد عبد الله مطلق العتيبي للحديث عن الدور الذي تضطلع به البعثة في مقديشو، والمشاريع التي أطلقتها لدعم التعليم والثقافة، وفي مقدمتها مشروع تعزيز اللغة العربية. وتطرق الحوار كذلك إلى ما شهدته الورشة العلمية الأخيرة من مناقشات وتوصيات، وإلى آفاق التعاون العربي الصومالي في المجالات التعليمية والتنموية خلال المرحلة المقبلة.

بداية، سعادة السفير، ما هي أبرز مهام مكتب بعثة الجامعة العربية في مقديشو؟

بعثة الجامعة العربية في الصومال تقوم بدور حلقة وصل بين الأمانة العامة للجامعة والحكومة الصومالية ومؤسساتها المختلفة. نحن نعمل على متابعة وتنفيذ قرارات القمم العربية ذات الصلة بالصومال، وتنسيق الدعم العربي في مجالات التعليم والثقافة والتنمية، فضلا عن تعزيز العلاقات الدبلوماسية بين الصومال والدول الأعضاء. كما نحرص على دعم الاستقرار السياسي والاجتماعي وتشجيع الاستثمار في الطاقات الشبابية والتعليمية.

أطلقتم مؤخرا مشروعا لتعزيز اللغة العربية في الصومال، كيف بدأت الفكرة؟

المشروع لم يأت من فراغ، بل هو ثمرة متابعة طويلة للتحديات التي تواجه العربية في الصومال. لاحظنا أن العربية رغم مكانتها الدستورية والتاريخية تحتاج إلى دعم مؤسسي لتستعيد حيويتها في المدارس والجامعات والإعلام. من هنا طرحنا الفكرة على الأمانة العامة للجامعة العربية، وحظيت بدعم خاص من معالي الأمين العام، فتحولت من مجرد اقتراح إلى مشروع متكامل انطلق من مقديشو ليحمل رسالة واضحة: العربية ليست لغة ثانوية بل عنوان هوية وانتماء.

ما أبرز مكونات هذا المشروع وما الذي يميزه عن مبادرات سابقة؟

المشروع يتكون من عدة مسارات متكاملة: أولها تدريب المعلمين وتأهيلهم ليكونوا رسل الكلمة، وليس مجرد ناقلين للمنهج. ثانيها إدخال التقنيات الرقمية لتعويض ضعف الإمكانات المادية في المدارس. وثالثها إنشاء منصات بحثية تهتم بالمصطلحات والترجمة لتواكب التطور العلمي. ما يميز المشروع أنه ليس مبادرة فردية أو موسمية، بل هو جهد مؤسساتي تشارك فيه الألكسو، ومعهد الخرطوم الدولي للغة العربية وعدد من الخبراء.

الورشة التي استمرت ثلاثة أيام في مقر البعثة لاقت صدى واسعا، ماذا دار فيها؟

الورشة كانت محطة مركزية في مسار المشروع. على مدى ثلاثة أيام اجتمع أكاديميون وخبراء ومسؤولون صوماليون مع وفد الجامعة العربية لمناقشة مستقبل العربية في البلاد. تم عرض أوراق علمية تناولت وضع المناهج وواقع التدريس ودور الإعلام. وخرج المشاركون بتوصيات مهمة، منها ضرورة إنشاء مراكز بحثية وإدخال مناهج محدثة وتوسيع النشاط الثقافي ليصل إلى الساحات العامة. كانت ورشة غنية بالحوارات وفتحت الباب أمام خطوات عملية.

كيف استقبلت الأوساط الرسمية والشعبية هذا المشروع؟

لمسنا ترحيبا واسعا من الحكومة الصومالية، فقد افتتح دولة رئيس الوزراء السيد حمزة عبدي بري، بنفسه، الفعالية، وهذا يعكس اهتمام الدولة بالمشروع. أما على المستوى الشعبي والأكاديمي، فقد عبر كثيرون عن فرحتهم بأن العربية تعود إلى الواجهة كمشروع وطني لا مجرد مادة دراسية. هذا التفاعل يعطينا ثقة بأن المشروع سيترسخ ويثمر في السنوات القادمة.

ما هي الخطوات القادمة بعد هذه الانطلاقة؟

نحن الآن بصدد وضع خطة متابعة لما خرجت به الورشة، مع تحديد أولويات عملية مثل تدريب دفعات جديدة من المعلمين وتجهيز منصات إلكترونية تعليمية وتنسيق الشراكات مع الجامعات الصومالية. كما نعمل على استمرار التواصل مع الوزارات المعنية لضمان استدامة الدعم العربي في هذا المجال. هدفنا أن يكون المشروع غرسا مثمرا ينعكس على الأجيال القادمة.

كلمة أخيرة تودون توجيهها عبر وكالة الأنباء الصومالية الرسمية؟

أقول للشعب الصومالي العزيز: أنتم جزء أصيل من الأمة العربية، والعربية ليست لغة غريبة عنكم، بل هي لسان دينكم وتراثكم وهويتكم. مشروعنا ليس ترفا ثقافيا، بل جسر لبناء المستقبل. الجامعة العربية ستبقى معكم، والشعب الصومالي يستحق كل دعم ووفاء.

المصدر: وكالة الأنباء الوطنية الصومالية ”صونا ”

يمكنكم متابعة المزيد من أخبار و تحليلات عن الصومال عبر موقع أفريقيا برس

ترك الرد

Please enter your comment!
Please enter your name here