الفيضانات تجرف المحاصيل على ضفاف نهر شبيلي

21
الصومال: الفيضانات تجرف المحاصيل على ضفاف نهر شبيلي
الصومال: الفيضانات تجرف المحاصيل على ضفاف نهر شبيلي

أفريقيا برسالصومال. يشهد إقليم شبيلي الوسطى فيضانات عارمة حولت القرى والبلدات التي تقع على ضفاف نهر شبيلي إلى مناطق عائمة، وجرفت المياه المنازل والمحاصيل الزراعية، مسببة نزوح أكثر من مائة ألف شخص إلى المناطق البعيدة من روافد الأنهار، بعد ارتفاع منسوبه بسبب مياه الأمطار التي هطلت بغزارة في الأشهر الماضية في جنوب الصومال.

وحسب سكان مدينة جوهر (عاصمة إقليم هرشبيلي الفيدرالي)، فإن مياه الفيضانات دمرت العديد من المنازل والبنى التحتية وأراضي زراعية، وعطلت حركة المرور والتجارة والتنقلات بين سكان القرى والمدن الكبيرة، وأوقفت التعليم.

ووصل وفد رفيع المستوى إلى مدينة جوهر، يوم الخميس الماضي، يتقدمه رئيس الوزراء الصومالي محمد حسين روبلي، إلى جانب رئيس ولاية إقليم هرشبيلي علي جودلاوي، وتفقد المناطق المتضررة من فيضان مياه نهر شبيلي، لبحث تداعيات الفيضانات على الولاية وسكان القرى والمدن المتضررة من خطر تمدد مياه الفيضانات.

وفي السياق، تقول حليمة عبد القادر (13 عاماً التي تعيش في قرية باري على بعد ثمانية كيلومترات من مدينة جوهر)، لـ”العربي الجديد” إن مياه الفيضانات جرفت ملابسها وأدواتها المدرسية، كذلك فإنها دمرت منزلهم وأجزاءً من المدرسة التي كانت توفر التعليم لنحو 200 طالب، نصفهم إناث.

وكانت حليمة تستعد لدخول امتحان آخر العام قبل أن تفاجئهم مياه الفيضانات لتحول دون أن تتمكن هي ورفيقاتها من الجلوس في قاعات الامتحان في الفصل الدراسي الحالي، حيث أجبرت المياه سكان القرية على النزوح لمدة أسبوعين، ولا تزال حليمة تنتظر إمكانية العودة إلى منزلها، لاستئناف يومياتها.

وتأثرت أسرة حليمة بكارثة مياه الفيضانات أكثر من غيرها، حيث ابتلعت المياه مزرعتهم الصغيرة التي كانت تشرف على الحصاد في هذا الموسم، ودمرت أيضاً منزلهم المكون من غرفتين، وحظيرة الدجاج، وسببت نفوق سبعة من الأغنام، ولا تقدر أسرة حليمة على دفع فواتير المدارس الأخرى في الإقليم، وهو ما يدفع أسرتها إلى العودة إلى قرية باري، من أجل أن تواصل دراستها، ما يعرضهم لخطر مياه الفيضانات مرة أخرى.

بدورها تقول نورتة عيسى، النازحة التي فرّت من مياه الفيضانات، لـ”العربي الجديد” إنها أنفقت نحو 200 دولار لزراعة بعض المحاصيل على امتداد هكتارين من الأراضي الزراعية في فبراير/ شباط الماضي، وكانت تأمل أن تحصدها قريباً، إلا أن مياه الفيضانات دمرتها عن آخرها.

وكانت نورتة تعيل أسرتها المكونة من ثمانية أفراد من خلال ما تجنيه من مزرعتها التي تضم حقول الأرز والقمح وقصب السكر، إلا أن الأوضاع المعيشية انقلبت رأساً على عقب، بعد أزمة الفيضانات، ونزحت مع أسرتها إلى مدينة جوهر بحثاً عن المأوى والمواد الغذائية.

وقال رئيس الوزراء الصومالي، محمد حسين روبلي، يوم الخميس الماضي، إن هدف زيارته لمدينة جوهر، هو الاطلاع من كثب على أوضاع الإقليم، بعد أزمة الفيضانات، مشيراً إلى أن مدينة جوهر تحاصرها المياه من كل الاتجاهات، وأن الخطر ما زال محدقاً بسكان القرى التي يمر بها نهر شبيلي. ودعا روبلي إلى ضرورة إيصال المساعدات الغذائية واللوازم الضرورية للحياة إلى سكان القرى والبلدات التي تأثرت بأزمة المياه.

من جانبه، أكد رئيس إقليم هرشبيلي، علي جودلاوي، في مؤتمر صحافي مشترك مع رئيس الحكومة الصومالية، أن أوضاع الإقليم متردية للغاية، وأن الأزمة التي يشكو منها الإقليم تتمثل بمياه الفيضانات التي تجرف المحاصيل الزراعية كل عام، هذا فضلاً عن حركة النزوح التي جاءت بسبب مياه الفيضانات.

وأشار جودلاوي إلى أن هناك الكثير من الأطفال والأمهات المعرضين للخطر، ويفترشون العراء، وهم بحاجة إلى دعم إغاثي عاجل، وأن هذه الأزمة بحاجة إلى تدخل سريع من الحكومة الصومالية، الأمر الذي يدفع سكان القرى والبلدات والمدن في الإقليم إلى الهجرة نحو المناطق الأخرى.

وأوضح جودلاوي أن مشكلة مياه نهر شبيلي التي تجف تارة وترتفع عن مستواها تارة أخرى، قائمة منذ ثلاثين عاماً، وتحتاج إلى حل جذري لها، من خلال إقامة السدود الترابية على روافد الأنهار وضفافه، وترميم القنوات الكبيرة لتستوعب ما فاض عن النهر من المياه مستقبلاً.

وقال مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية في الصومال الخميس الماضي، إن الفيضانات الناجمة عن الأمطار الغزيرة التي شهدها الصومال، أثرت سلباً بحياة نحو 400 ألف شخص تأثروا بمياه الفيضانات في 14 منطقة بإقليم هرشبيلي، منذ أواخر شهر إبريل/ نيسان الماضي. وأصدر المكتب بياناً قال فيه إن أكثر من مئة ألف من المتضررين من الفيضانات شُردوا من منازلهم.

ترك الرد

Please enter your comment!
Please enter your name here