أفريقيا برس – أرض الصومال. حذر خبراء اقتصاد وطاقة من انعكاسات التطورات الجيوسياسية، وخاصة على جبهة لبنان وتأثيرها على أسعار الطاقة في العالم، في حال اندلعت مواجهات في المنطقة.
وتراجعت أسعار النفط، اليوم الأربعاء، ممتدة خسائرها عن الجلسة السابقة وسط مخاوف بشأن الطلب في الصين.
وتراجعت العقود الآجلة لخام برنت 40 سنتا أو 0.5% إلى 79.38 دولار للبرميل بحلول الساعة 9 صباحا بتوقيت شرق الولايات المتحدة، فيما تراجعت العقود الآجلة لخام غرب تكساس الوسيط 43 سنتا أو 0.6% إلى 75.38 دولار للبرميل.
اجتماع “أوبك”
وتعقد لجنة المراقبة الوزارية المشتركة لتحالف “أوبك +”، الذي يضم منظمة البلدان المصدرة للبترول “أوبك” وحلفاء بقيادة روسيا، اجتماعا عبر الإنترنت في الأول من شهر أغسطس المقبل لمراجعة أوضاع السوق، في ظل توترات في منطقة الشرق الأوسط والبحر الأحمر بدرجة تنذر بتوسع رقعة الصراع في غزة.
عوامل تؤثر في الأسعار
قال الدكتور عماد عكوش، الخبير الاقتصادي اللبناني، إن أسعار النفط لم تتأثر حتى الآن مع الأحداث الجيوسياسية في المنطقة، لكن هذا لا يعني أن أي تطور في الأحداث الأمنية، لن ينعكس على أسواق الطاقة.
وأضاف أن تأثر أسعار النفط نتيجة للتوترات تعكس مدى حساسية أسواق الطاقة للأحداث الجيوسياسية، حيث أنه من الممكن أن تؤدي التوترات إلى اضطرابات في إمدادات النفط، مما يدفع الأسعار إلى الارتفاع بشكل كبير.
سيناريوهات محتملة
وأشار عكوش إلى عدة سيناريوهات محتملة نتيجة اندلاع الحرب بشكل أوسع، يمكن أن تأخذ عدة أشكال منها:
اندلاع مواجهات محدودة: وهنا يمكن أن نشهد ارتفاعًا معتدلًا في الأسعار نتيجة المخاوف من تصعيد أكبر، وقد تتأثر بعض خطوط النقل، ولكن لن يكون هناك انقطاع شامل في الإمدادات.
تصاعد المواجهات لتشمل أطراف إقليمية: حيث سيكون التأثير على الأسعار أكبر، وسيشهد النفط ارتفاعًا كبيرًا في الأسعار نتيجة القلق من تأثير واسع النطاق على الإنتاج والنقل، ما يعني التأثر بشدة، مع احتمالية انقطاع إمدادات النفط من بعض الدول المنتجة في المنطقة.
تدخل دولي لاحتواء الوضع، لكن ستبقى الأسعار متقلبة مع وجود محاولات دولية لتهدئة الوضع، فيما تظل الإمدادات مستقرة نسبيًا إذا تمكنت الجهود الدولية من احتواء التصعيد.
وأشار إلى أن تأثير التوترات على أسعار النفط وإمدادات الطاقة تتوقف على تطور الأحداث ومدى التصعيد العسكري والسياسي، مع استبعاد تطورها بشكل كبير، نظرا للخسائر التي تحملها للجميع.
في الإطار، قال خبير الطاقة الجزائري، أحمد طرطار، إن كافة العوامل القائمة منذ فترة كما هي دون تغير، ما يعني أن المعطي الجيوسياسية الراهنة لا توحي بتغيرات على الأسعار.
وأضاف أن الاجتماع المقبل لمجموعة “أوبك +” قد لا يطرأ عليه أي تغيير ما لم تقع تطورات مغايرة لما هي عليه الآن.
ومن جانبه، قال الدكتور عبد الجليل معيوف، مستشار الطاقة الليبي، إن كل التوترات السياسية والعسكرية تؤثر مباشرة على أسعار النفط بالارتفاع.
وأضاف أن منطقة الشرق الأوسط يتواجد بها الدول الكبيرة من حيث الإنتاج النفطي، ما يعني تأثر الأسعار والإمدادات بقوة حال وقوع مواجهات واسعة.
وحذر من اللجوء للحرب، بما يحتمل معها من انجرار الكثير من الدول إلى هذه المواجهات، وبالتالي تأثر الأسعار بشكل كبير، بما يخلف الكثير من التداعيات الاقتصادية.
تخفيض سابق
وأقرّ تحالف “أوبك +”، في وقت سابق، تخفيضا حاليا الإنتاج بإجمالي 5.86 مليون برميل يوميا بما يعادل نحو 5.7% من الطلب العالمي في إطار سلسلة من الخطوات المتفق عليها منذ أواخر 2022، في إطار ضبط الأسواق والأسعار.
وفي شهر يونيو/ حزيران الماضي، وافق التحالف على تمديد تخفيضات قدرها 3.66 مليون برميل يوميا لمدة عام حتى نهاية 2025، وتمديد تخفيضات إضافية أحدث بواقع 2.2 مليون برميل يوميا من 8 أعضاء لمدة 3 أشهر، حتى نهاية سبتمبر 2024، فيما يتوقع الخبراء الإبقاء على نفس نسبة التخفيض.
يمكنكم متابعة المزيد من أخبار و تحليلات عن أرض الصومال عبر موقع أفريقيا برس