هل ينجح حميدتي في اقناع الرافضين للتوقيع على الإطاري؟

49
هل ينجح حميدتي في اقناع الرافضين للتوقيع على الإطاري؟
هل ينجح حميدتي في اقناع الرافضين للتوقيع على الإطاري؟

أحمد جبارة

أفريقيا برس – السودان. مر شهر على الإتفاق الإطاري ولم يتم إحراز اي تقدم في تنفيذ بنوده، وربما بسبب عدم توقيع أطراف مهمة عليه، الامر الذي دفع نائب رئيس مجلس السيادة الفريق أول محمد حمدان دقلو لإجراء اتصالات مع الرافضين للإتفاق، سيما ، قوى الكفاح المسلح -التي لم توقع على إتفاقية جوبا- للإلتحاق بالاتفاق الإطاري، وأكد حميدتي أن الاتفاق يمثل مخرجاً آمناً للبلاد من الانزلاق، كما إن الإتفاق في نظر حميدتي يعتبر لبنة أساسية لإستكمال الفترة الانتقالية، وأردف بالقول ” يجب أن يشارك جميع الموقعين إلا أصحاب الأجندة، وزاد “أصحاب الأجندة أو العندو دريبات تحت لا نقبل به ” وقال دقلو، إنه لما يشارك في تحديد المواقعين على الإتفاق الإطاري، كما قال وجد حين عودته من مدينة الجنينة، أن الموقعين على الإتفاق محددين بالاسم .. خطوة حميدتي بشأن التواصل مع قوى الكفاح المسلح بغية التوقيع على الاتفاق الإطاري فتحت الباب أمام تساؤلات كثيرة أهمها ، هل ينجح حميدتي في اقناع قوى الكفاح المسلح بأن توقع على الاتفاق الاطاري؟ ولماذا ترفض قوى الكفاح المسلح التوقيع على الاتفاق الإطاري؟

إنجازات حميدتي

وبعد تواصل حميدتي مع قوى الكفاح المسلح ، يتوقع مراقبون أن تتوالى الطلبات من الرافضين للإتفاق على التوقيع عليه، منوهين إلى أن بعضها مؤمن بحتمية الوصول لحل سياسي شامل على ضوء هذا الإتفاق، والبعض الآخر يرى إن التوقيع عليه مهم ويساهم في حل الازمة السياسية ، ويضيف المراقبون، إن حميدتي سيبذل كل مافي وسعه لجعل قوى الكفاح المسلح توقع على الاتفاق الاطاري باعتبار إنه حقق إنجازات مهمة سيما جانب المصالحات بين القبائل في دارفور واتفاقيات جوبا للسلام.

وأعلن عضو مجلس السيادة الهادي إدريس عن قرب التوصل لإتفاق مع حركتي تحرير السودان قيادة مناوي والعدل والمساواة قيادة جبريل إبراهيم تمهيداً لإنضمامهما للإتفاق السياسي المرتقب. وقال الهادي إدريس وفقاً لتعميم صادر عن إعلام حركة تحرير السودان – المجلس الانتقالي إن توقيع مناوي وجبريل يعزز من قوة أطراف العملية السلمية ووحدتهم تجاه الهدف الرئيسي المتمثل في تنفيذ إتفاق السلام.

مساعي حثيثة

في هذا الصدد ، يقول المحلل السياسي الفاتح محجوب لـ”أفريقيا برس” إن حميدتي يقود مساعي حثيثة لاقناع قادة الكفاح المسلح على التوقيع على الاتفاق الاطاري، و الذي يواجه بحسب الفاتح معارضة عنيفة من قبل الكتلة الديمقراطية للحرية والتغيير، و كتلة التغيير الجذري التي يقودها الحزب الشيوعي، اضافة لرفض غالب لجان المقاومة لهذا الاتفاق الاطاري ومعهم أيضا غالب أهل شرق السودان بقيادة الناظر محمد الامين ترك رئيس نظارات وعموديات البجا المستقلة، ويرى الفاتح إنه من الصعب على الاتفاق الاطاري أن يمضي إلى الامام من دون دعم الحركات الموقعة على اتفاقية جوبا للسلام ومن دون حل أزمة شرق السودان ، بينما يمكن نظريا تجاهل بقية القوى السياسية السودانية بحسب الفاتح ، ويضيف ، يحاول الفريق أول حميدتي انقاذ الاتفاق الاطاري بإقناع الحركات الموقعة على اتفاقية جوبا للسلام لتنسحب من الكتلة الديمقراطية للحرية والتغيير، وتوقع بشكل منفرد على الاتفاق الاطاري، مؤكدا إنه مؤهل لذلك وقادر على تحقيق اختراق في حل الازمة السياسية. وأضاف لكن عمليا الأمر فيه صعوبات كبيرة لان الحركات الموقعة على اتفاقية جوبا للسلام لا تثق في قوى الحرية والتغيير “المجلس المركزي” ولهذا فإن قوى الكفاح بحسب الفاتح لن توقع على الاتفاق الا اذا تلقت ضمانات قوية من حميدتي وكل اطراف الاتفاق الاطاري بتنفيذ كامل لاتفاقية جوبا للسلام وضمان عدم استفراد قحت بالسلطة، وهذه امور حاليا بحسب الفاتح مرفوضة تماما من قبل قحت المجلس المركزي، بينما يقول الفاتح ترفض أيضا “قحت” مشاركة رئيس مجلس نظارات وعموديات البجا المستقلة في الاتفاق الاطاري، وأكد الفاتح أن قحت ترغب في حل أزمة شرق السودان قبل تكوين حكومة توافق سياسي سوداني بقيادة مدنية .. وتوصل الفاتح إلى أن” نجاح وساطة نائب رئيس مجلس السيادة مرهون بمقدار المرونة التي يمكن لقحت المركزي والعسكر ابداؤها تجاه بقية القوى السياسية السودانية ، معربا عن أمله في أن تساهم اتصالات حميدتي في اقناع قوى الكفاح المسلح للتوقيع على الاتفاق الاطاري والذي يرى إنه المخرج الرئيسي لحل الازمة السياسية شريطة أن توقع عليه كل القوى السياسية والحركات المسلحة المؤثرة.

جهود حميدتي

بينما شدد الخبير العسكري ، العميد ياسر أحمد الخزين، على ضرورة الإشادة بجهود حمدان دقلو في إطار لم الشمل وجمع اللحمة الوطنية ومجهوداته الإجتماعية، مؤكدا إنه الأجدر بإقناع الحركات المسلحة على توقيع الإتفاق الإطاري، وأضاف لـ “أفريقيا برس” بالرغم من إختلافي مع الموقعين على الإتفاق الإطاري ومهندسيه وواضعي بنوده ، إلا إنه وفي حال لم يفتح هذا الإتفاق وتنشر مسودته ليطلع عليها العامة سيواجه تحديات كبيرة وعقبات ربما تعيد الناس للمربع الأول، مشيرا إلى إن الاتفاق سيصطدم بعقبة شيطان التفاصيل سيما في قضايا اختيار القوى السياسية لرئيس الوزراء ، بجانب تكوين المجلس التشريعي ، مؤكدا إن هذه النقاط تعد خلافا للقوى السياسية الرافضة للإتفاق من أساسه باعتباره ردة عن قرارات 25 أكتوبر التصحيحية والتي يراها آخرون إنقلابا عسكريا.

يمكنكم متابعة المزيد من أخبار و تحليلات عن السودان اليوم عبر موقع أفريقيا برس

ترك الرد

Please enter your comment!
Please enter your name here