الحلو.. هل تدخل قواته الخرطوم؟

76
الحلو.. هل تدخل قواته الخرطوم؟
الحلو.. هل تدخل قواته الخرطوم؟

أحمد جبارة

أفريقيا برس – السودان. فيما كانت المعارك تشتعل في الخرطوم بين قوات الدعم السريع والجيش السوداني في الخرطوم ودارفور، دخلت قوات قائد الحركة الشعبية لتحرير السودان عبدالله العزيز الحلو مدينة كادقلي عاصمة ولاية جنوب كردفان معلنة سيطرتها عليها. وأكد سكان في كردفان أن قوات الحركة الشعبية حشدت قواتها ما أثار مخاوف من دخول الحلو الخرطوم وانحيازه لأحد الأطراف، أو ربما تسيطر قواته على الخرطوم.

وعبدالعزيز الحلو سياسي سوداني وقائد الحركة الشعبية لتحرير السودان-شمال، لم تنضم لركب السلام وتضم عشرات الآلاف من الرجال بالإضافة إلى الأسلحة الثقيلة.

وبشأن ماحدث في كادقلي، لم يتضح بعد الموقف الذي قد يتخذه الحلو في الصراع الذي اندلع في العاصمة الخرطوم في 15 أبريل بين الجيش وقوات الدعم السريع، لكن حشْد قواته أثار مخاوف من وقوع اشتباكات.

ودخلت قوات الحركة الشعبية عدة معسكرات للجيش حول كادقلي، ما دفع الجيش إلى تعزيز مواقعه، وأغلقت قوات الدعم السريع الطريق بين كادقلي والأبيض الواقعة شمالا، مما حرم المدينة من الإمدادات.

جبهات متعددة

في ظل الحرب الدائرة في الخرطوم توقع كثيرون أن يكون للحركة الشعبية بقيادة عبدالعزيز الحلو دور في المشهد الحربي الراهن.

وبحسب الباحث السياسي عبدالقادر محمود صالح فإن دور الحلو في الحرب ربما لا يسند طرف ضد طرف آخر وإنما دور لا ينعزل عن أهداف الحركة الشعبية والتي أصبحت في نظر صالح واضحة في سعيها إلى تحقيق فكرة تقرير المصير لشعب جبال النوبة.

وأضاف: بعد انفصال الجنوب مباشرة وجدت الحركة الشعبية الحلو نفسها في منطقة المطالبة بتقرير مصير جبال النوبة من خلال استفتاء المنطقتين النيل الأزرق وجبال النوبة المتضمنة في اتفاقية مشاكوس.

ويرى عبدالقادر لموقع “أفريقيا برس” أن الحركة الشعبية بقيادة الحلو لا ترغب في دخول الخرطوم بقدر حاجتها إلى ضم مزيد من أراضي جبال النوبة لتتسع رقعة سيطرتها ونفوذها الأمر الذي سيمهد بحسب صالح إلى ضمان تمرير قضية تقرير مصير جبال النوبة لاحقا.

وفي تقدير، صالح فإنه ومع انهيار المنظومة الأمنية في المركز واستمرار المعارك الطاحنة بين القوات المسلحة والدعم السريع فإن الحركة الشعبية الحلو ستواصل فتح جبهات متعددة في منطقة جبال النوبة للإستيلاء على كامل المنطقة خاصة وأن المنطقة غنية بالموارد الطبيعية والزراعة ومقبلة على موسم الخريف.

ولا يرى صالح أن زحف قوات الحركة الشعبية ستواجه من قبل القوات المسلحة وذلك لانشغال القوات المسلحة بمعركة الخرطوم مستدركا، أن هنالك أمل في إنهاء الحرب وبدء مفاوضات سياسية في جدة لتسهيل مسألة الانتقال السياسي في السودان.

ولا يستبعد صالح أن تضم مفاوضات جدة كل أطراف الصراع والحرب في السودان بما فيهم الحركة الشعبية وحركة تحرير السودان.

مناوشات

وتحدثت أخبار عن هجوم لقوات الحلو على معسكرات الجيش السوداني قرب كادقلي في منطقتي “الاحيمر” “ودلدكو” ، ولكن تبين وفق معلومات من الناطق بإسم الجيش السوداني العميد نبيل عبدالله أن الأمر لم يتعدى مجرد مناوشات في معسكري “دلدكو” و”الاحيمر” وأن الأمر لم يتطور لاشتباكات بين الطرفين.

ويؤكد نبيل لموقع “أفريقيا برس” أن الحلو لا يمتلك قوات قادرة على دخول كادقلي ناهيك عن التجرؤ على مهاجمة المدن الكبرى مثل الخرطوم والأبيض أو كوستي، منوها إلى إنه بشكل عام محافظ على اتفاقية الهدنة بينه وبين الجيش السوداني.

وكانت الحركة الشعبية لتحرير السودان – شمال وقعت اعلان لوقف العدائيات مع الحكومة السودانية في اتفاق يتضمن السماح بمرور المساعدات الانسانية للمدنيين في المناطق التي تسيطر عليها الحركة في النيل الازرق وجنوب كردفان.

امكانيات الحلو

وفي رده على سؤال “أفريقيا برس” بشأن إماكنية دخول الحلو الخرطوم؟ لا يرى القيادي بقوى الحرية والتغيير عروة الصادق أن الحلو له الرغبة الحقيقية في التقدم شمالا وليس له الإمكانيات اللوجستية التي تمكنه من الخروج بسلاسة وسلام من الجبال إلى الخرطوم. فالطريق بحسب الصادق محفوف بالمخاطر والعوائق الطبيعية سيما في فترة دخول فصل الخريف، منوها إلى أن غرضه من السيطرة على كادقلي هو التصدي من الحاميات الكردفانية وفي النيل الأبيض ومن السلاح الجوي من قاعدة كنانة أو مطار الأبيض حال تم تشغيله على اعتبار أن ذلك سيعرضه وقواته لخطر القصف. وأضاف، كذلك رأينا ورأى الحلو أن الزحف نحو المدن وتجربة الدعم السريع في مواجهته مع الجيش شكل الأمر مخاطر عديدة على السلم والأمن في تلك المناطق وكبد أهلها خسائر فادحة، ومثل خطرا على حياة المدنيين الذين تعرضوا للتهديد والخطر والانتهاكات والفظائع وجرائم ترقى لأن تكون جرائم حرب.

واعتبر عروة إن دخول الحلو كادقلي يعد أمرا خطيرا ، محذرا من إنه سيقود إلى حدوث اشتباكات وقتال بينه وبين القوات الأمنية أو بينه وبين قوات أخرى متنافسة في المنطقة، مما يؤدي إلى سقوط عدد كبير من الضحايا وتدمير الممتلكات. وقال عروة إن دخل الحلو الخرطوم فإن الجميع سيتورط في وحل الحرب بارتكاب انتهاكات حقوقية وتعذيب المدنيين، وهو ما سيقود إلى تدهور الوضع الإنساني في الخرطوم وعددا من الولايات، منوها إلى أن المسلحين من جماعات النظام السابق سيستغلون الفرصة لتنفيذ هجمات قبلية ومتطرفة أو إرهابية أو تفجيرات ضد المدنيين، مما يزيد من حدة الصراع بحسب عروة ويؤدي إلى مزيد من الخسائر البشرية والمادية.

وأكد عروة أن أي تحرك كهذا سنحصد منه مثل ما حصدته الخرطوم في شهرين بتدمير المرافق الحيوية في المدن والبني التحتية والمراكز الخدمية والمواقع الاستراتيجية، مثل المستشفيات والمدارس والمصانع والمنشآت الحيوية الأخرى، وهو ما يؤدي إلى تعطيل حياة المدنيين وتفاقم الأزمات الإنسانية.

وشدد الصادق على ضروة إيقاق زحف كافة الكيانات العسكرية (جيش، دعم سريع، حركات، مليشيات ..الخ) نحو المدن وتحقيق السلام والاستقرار في تلك المناطق من خلال الحوار والتفاوض والحلول السياسية المدنية. وأكد أن احتلال العسكري لأي مدينة أو منطقة من أي كيان عسكري يشكل انتهاكًا صريحًا للقانون الدولي وحرمة الأراضي والأملاك الخاصة والعامة. مشددا على ضرورة أن يكون الحل الأمثل لأي نزاع أو توتر عن طريق الحوار والتفاوض والتعاون بين الأطراف المعنية.

ويرى مراقبون أن هناك عدة جهات تريد أن تزيد من نيران حريق السودان ، متوقعين أن تتحالف في سبيل ازدياد رقعة الحرب سواء كان التحالف معلنا أو خفيا، مؤكدين أن ذلك لن يجعلهم يدخروا دعم أي بندقية، وستشهد تحالفات أصحاب البنادق ضد السودان، ومتى ما انتهت الحرب سيوجهونها ضد بعضهم البعض كما نشهد اليوم في حالة الجيش والدعم السريع.

يمكنكم متابعة المزيد من أخبار و تحليلات عن السودان اليوم عبر موقع أفريقيا برس

ترك الرد

Please enter your comment!
Please enter your name here