ما سر تقدم الجيش السوداني في عدد من الجبهات؟

89
ما سر تقدم الجيش السوداني في عدد من الجبهات؟
ما سر تقدم الجيش السوداني في عدد من الجبهات؟

أحمد جبارة

أفريقيا برس – السودان. بوتيرة متسارعة، تقدم الجيش السوداني في عدد من المحاور على قوات الدعم السريع في ولاية الخرطوم، إذ بسط سيطرته على معظم مدينة أمدرمان، في وقت حرر الجيش السوداني مقر الإذاعة والتلفزيون الذي كان في قبضة قوات الدعم السريع منذ اشتعال الحرب.

لم تكن الإذاعة وحدها التي سيطر عليها الجيش، إذ التقى جيش قاعدة وادي سيدنا مع جيش سلاح المهندسين وهو ما يعني سيطرة الجيش على مساحة واسعة في امدرمان أبرزها مقر السلاح الطبي وأمدرمان القديمة، والموردة وشارع الاربعين والملازمين.

هذا، وقد انتشر الجيش السوداني نحو غرب أمدرمان حيث مشطت القوات المسلحة أمس “امبدات” وجسر ود البشير وأقتربت من تحرير سوق ليبيا الأشهر في السودان، وهو ما يعني أن الجيش قاب قوسين أو أدنى من السيطرة على مدينة أمدرمان بالكامل، ويبقى أمامه الفرصة لاستعادة السيطرة على جنوب أمدرمان.

بحري

كذلك، أحرز الجيش السوداني تقدما ملحوظا في بحري، بجانب أن القوات المسلحة اقتربت من السيطرة على جزيرة توتي والقصر الرئاسي في الخرطوم، ليكون بذلك تفوق على قوات الدعم السريع والتي بحسب كثيرين فقدت معظم قياداتها واتجهت نحو نهب المواطنين وقتلهم.

وكان الجيش السوداني تصدى لهجوم قامت به قوات الدعم السريع على سلاح الإشارة “مقر الجيش” في بحري مخلفا خسائر كبيرة وسط قوات التمرد.

في الأثناء قال الجيش السوداني “إن قواتننا بسلاح المدرعات في منطقة الشجرة العسكرية تقدمت في المحور الشرقي، وطردت ميليشيا الدعم السريع من منازل المواطنين والأعيان المدنية بحي جبرة”.

ولاية الجزيرة

في ولاية الجزيرة، يضيّق الجيش السوداني الخناق على قوات الدعم السريع التي انتشرت في الولاية حيث حاصرها الجيش عند الحدود مع ولاية سنار، بجانب تمركز الجيش في المناقل وتقدمه أمس نحو المدينة عرب التي لا تبعد عن عاصمة الولاية “مدني” المنتشرة فيها الدعم السريع. وسط أنباء عن تسليح المقاومة الشعبية في عدد من القرى والمدن.

كما شن طيران الجيش السوداني هجمات مكثفة على تمركزات الدعم السريع في ولاية الجزيرة أبرزها مناطق خط البترول في محلية شرق الجزيرة، فضلا عن تمركزات الدعم السريع في مدينة الحصاحيصا وتمبول، وبحسب مراقبين؛ إن هذه الهجمات شلّت حركة قوات الدعم السريع وكبدتها خسائر في الأرواح والعتاد.

وبحسب مصادر عسكرية؛ فإن قوة من المخابرات العامة والعمل الخاص والجيش إستولوا على سيارات تابعة لقوات الدعم السريع غرب طابت الشيخ عبد المحمود بولاية الجزيرة.

كما يرى البعض أن قوات الدعم السريع تبعثرت قواتها في ولاية الجزيرة بسبب انتشارها في الولاية، وهذا يعني انها فقدت التوازن وتنظيم صفوفها.

وفي مدينة الفاشر التابعة لولاية شمال دارفور قصف طيران الجيش مقرات الدعم السريع في شمال الفاشر، بجانب تواجدهم في مدينة الضعين “شرقي دارفور” التي تسيطر عليها قوات الدعم السريع.

خطة الجيش

يقول المحلل السياسي الفاتح محجوب لموقع “أفريقيا برس”؛ إن خطة الجيش السوداني في حربه مع الدعم السريع قامت على التمسك بالدفاع عن معسكراته وقواعده العسكرية ريثما يستدعي قوات الاحتياط ويستورد السلاح والذخيرة مع العمل على إنهاك الدعم السريع عبر تدمير معسكراته وخطوط إمداده، وهو أمر بحسب الفاتح نجح في تحقيق معظم أهدافه، ولهذا انتقل الجيش من مرحلة الدفاع إلى مرحلة الهجوم، مؤكدا إنه كان امرا متوقعا.

واعتبر الفاتح أن انتصارات الجيش السوداني الكبيرة في أمدرمان وبحري بمثابة ناقوس. كما تعني بحسب الفاتح إعلان نهاية قوات الدعم السريع والتي يقول إنها باتت قريبة جدا خاصة وان قوات الدعم السريع في اصلها عبارة عن تحالف قبلي وهو عادة يتفكك بسرعة عند فشل الحلف في تحقيق أهدافه.

ويرى الفاتح أن تقدم الجيش يؤكد إنه تلقى أسلحة من دول عديدة أبرزها إيران، وهو ما انعكس بقوة على أداء الجيش السوداني في المعارك الاخيرة.

هذا، وقد قال خبراء عسكريون، إن المسيرات الإيرانية (مهاجر 6) لعبت دوراً مهماً في تقدم القوات المسلحة بمنطقة أمدرمان القديمة وصولاً لمباني الإذاعة والتلفزيون، وبحسب مصادر عسكرية مثلت (المسيّرات الإيرانية ) عاملاً حاسماً في معركة الإذاعة.

وفي يناير الماضي نقلت وكالة “بلومبرغ”، عن ثلاثة مسؤولين غربيين، طلبوا عدم الكشف عن هويتهم، القول إن السودان تلقى شحنات من طائرة “مهاجر 6” وهي طائرة مسيرة مزودة بمحرك واحد، تم تصنيعها في إيران بواسطة شركة القدس للصناعات الجوية وتحمل ذخائر موجهة بدقة.

تخطيط الجيش

الخبير العسكري ياسر أحمد الخزين، أرجع تقدم الجيش للعزيمة والإصرار من قبل جنود وضباط القوات المسلحة، مؤكدا إنهم أبلوا بلاء حسنا في كافة الجبهات، وأضاف الخزين لموقع “افريقيا برس”؛ كذلك أسباب الانتصار تعود إلى التخطيط الذي استخدمه الجيش في المعركة، إذ اعتبر أن الجيش أحكم قبضته على مواقع قوات الدعم السريع مستخدما الأسلحة الثقيلة والمسيرات والتي يرى إنها هي التي حسمت معركة الإذاعة.

ويرى الخزين أن ميزة المسيرات الإيرانية تستطيع أن تضرب العدو بدقة، مؤكدا إنها حققت العديد من الأهداف، ونبه إلى أن المسيرات أصبحت سلاحا مهما للجيش وتستخدمه في جميع الجبهات. كما قال الخزين؛ إن المسيرات اختصرت للجيش الجنود والأسلحة، مشيرا إلى “انها تستطيع التصوير وتخبرك بنتائج الحرب”.

يمكنكم متابعة المزيد من أخبار و تحليلات عن السودان اليوم عبر موقع أفريقيا برس

ترك الرد

Please enter your comment!
Please enter your name here