أحمد جبارة
أفريقيا برس – السودان. تمكن الجيش السوداني من استهداف قائد عمليات قوات الدعم السريع بالفاشر، الجنرال علي يعقوب جبريل وذلك في مواجهات دامية بين قواته والقوة المشتركة جنوب المدينة.. فمن هو علي يعقوب جبريل؟ وهل يؤثر مقتله على قوات الدعم السريع في دارفور وعلى الحرب في البلاد؟
علي يعقوب زعيم سابق لمليشيا قبلية في ولاية وسط دارفور تلاحقه اتهامات بارتكاب انتهاكات وجرائم واسعة طالت اثنية الفور، قبل أن يلتحق بقوات الدعم السريع حيث تولى قيادة قطاع وسط دارفور.
ولعب جبريل دورًا حاسمًا في عمليات الدعم السريع بدارفور، حيث تمكنت قواته من السيطرة على كامل ولاية وسط دارفور وإبعاد الجيش عن قيادة الفرقة 21 مشاة منذ عدة أشهر.
وعرف الجنرال بعلاقات مميزة مع قائد الجيش عبد الفتاح البرهان حيث عملا سويا بقوات حرس الحدود في دارفور قبل تشكيل الدعم السريع، كما يعد أحد أذرع قائد الدعم السريع محمد حمدان حميدتي بما له من صلة قرابة.
وبعد نشوب الحرب بين الجيش والدعم السريع سعى يعقوب للتوسط بين حميدتي والبرهان دون نتيجة.
وفي 15 مايو الماضي، فرضت وزارة الخزانة الأميركية عقوبات على يعقوب مع القائد عثمان عمليات على خلفية الهجمات العسكرية الواسعة التي تقودها الدعم السريع في شمال دارفور حيث أسندت لجبريل مهمة قيادة عملية السيطرة على الفاشر منذ أبريل الماضي.
وتمكن علي يعقوب قبل عدة أسابيع من وضع يده على مدينة مليط الاستراتيجية في شمال دارفور.
هذا وقال المتحدث باسم القوة المشتركة أحمد حسين مصطفى في تصريحات صحفية إن “القوة المشتركة والجيش والمقاومة الشعبية تمكنوا من قتل قائد متحرك الدعم السريع علي يعقوب بمعركة في المحور الجنوبي للفاشر”.
وأعلن أسر 17 من عناصر قوات الدعم السريع وتدمير ست مركبات عسكرية واستلام سبعة أخرى بحالة جيدة في نفس المعركة التي قتل فيها يعقوب.
وتم استهداف يعقوب في حي السلام بعد أن حاولت قوة يقودها اختراق دفاعات القوة المشتركة في جنوب الفاشر، وتم نقل جثمانه إلى رئاسة الفرقة السادسة مشاه.
ضربة موجعة
“على الرغم من أن أثر القدرات الشخصية أو كفاءة القائد وأعني أي قائد على سير المعارك مهم إلا أنه لا يعد العامل الحاسم في المجريات على الميدان باعتبار أن المؤسسة النظامية تقوم على تقاليد وتمتلك أرث وخبرات في تعويض الخسائر هذا بالطبع للجيوش النظامية “.. هكذا تحدث المحلل السياسي مجدي عبدالقيوم كنب، مضيفا لموقع “أفريقيا برس”؛ “أما المليشيات التي عادة ما تفتقر لمثل هذا فإن موت قائد يشكل فراغا كبيرا ويترك أثرا سلبيا حتى على وجود المليشيا نفسها، دعك عن قدرتها على إستمرار القتال واذا نظرت للتاريخ في كل التجربة الإنسانية ستجد أن الجيوش الوطنية أو الحكومات أو حتى أجهزة الاستخبارات دائما ما تستهدف هذه القيادات لإدراكها أن غياب هكذا قادة يشل حركة هذه المليشيا”.
وتابع كنب “في حالة السودان الأمر يأخذ بعدا أعمق من ذلك بالنظر إلى طبيعة تكوين الدعم السريع والتي يغلب عليها العامل الاثني بعيدا عن أي تراتيبية قيادية”.
ويرى كنب أن غياب قائد قوات الدعم السريع في دارفور يمثل ضربة موجعة لهم، منوها إلى أنها ستحدث خللا في موازين القوى لصالح القوات المسلحة السودانية وتحديدا في معركة الفاشر، فإنها في نظر كنب ستكون بداية النهاية ليس للحصار المفروض على المدينة بل على قوات الدعم السريع بالمجمل في دارفور كلها، مضيفا بالقول “قد أزف موعد نهاية هذه المليشيا، بل والمشروع الدولي برمته التي تمثل هذه المليشيا رأس الحربة فيه”.
تأثير عملية الاستهداف
المحلل السياسي عبدالباقي عبدالمنعم، قال لموقع “أفريقيا برس” إن “مقتل قائد الدعم السريع في دارفور، لن يؤثر على سير المعارك، وأن الدعم السريع ستظل في ذات قواتها وستواصل إسقاط الفاشر، على اعتبار أن لديها قيادات أخرى لا تقل أهمية عن قائدهم المقتول”.
ونبه عبد المنعم إلى أن “استهداف القائد ربما يحدث ربكة في صفوف الدعم السريع”، مستدركا “ولكن سرعان ما تستفيق الدعم السريع من هذه الصدمة وتواصل هجومها على مدينة الفاشر، والتي في نظر الدعم السريع
قيادي بارز
أما الخبير العسكري محمد يوسف العركي، يرى في حديثه لموقع “أفريقيا برس” أن “مقتل قائد الدعم السريع يعني إنها أسطورة الدعم السريع في دارفور وربما السودان بأكمله، على اعتبار أنه قائد مؤثر وأسس قوات الدعم السريع”، وتابع “كذلك يعد علي يعقوب من القيادات البارزة والتي خاضت معارك كثيرة في دارفور”، منوها ايضا إلى إنه يعد من القيادات التي ارتكبت جرائم في دارفور.. وبمقتله يقول العركي ستنتهي الدعم السريع وتبدأ مرحلة الانهزام والتلاشي.
يمكنكم متابعة المزيد من أخبار و تحليلات عن السودان عبر موقع أفريقيا برس